مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
رسم توضيحي

عندما أرهب الفوضويون سويسرا

تكشف نظرة متأنية على تاريخ سويسرا أن هذا البلد تعرّض لأعمال عنف سياسي أكثر بكثير مما يُذكر عمومًا. لكن الخوف الذي أثارته هذه الهجمات الإرهابية في صفوف السكان كان أكبر بكثير من الأضرار الفعلية التي تسبّبت في حدوثها.

في سبتمبر 1898، ذهبت إليزابيث، إمبراطورة النمسا وملكة المجر (الشهيرة بـ “سيسّي”)، في نزهة مع وصيفتها على أرصفة جنيف. هناك هجم عليها شخص غريب وقام بغرس مبرد أظافر في قلبها. لم تشعر إلا بقرصة خفيفة، لكنها غابت عن الوعي وتوفيت بعد ساعات قليلة.

المزيد
رسم تقريبي لمحاولة اغتيال امرأة

المزيد

“إصابة الامبراطورة في القلب”

تم نشر هذا المحتوى على أطلقت تلك الباخرة صافرتها آنذاك، لتُعلم مدينة جنيف بوشك إقلاعها. وكانت الامبراطورة إليزابيت ووصيفتها قد وصلتا عند الرصيف بالفعل، حينما انقضّ أحد الغرباء على الامبراطورة وطعنها بآلة حادة في صدرها. هوت على الأرض بدون أي صوت. ساعدها المارة في الوقوف على قدميها، وسألتها الوصيفة ـ كما تقول الرواية ـ وهي خائفة: “هلا ذهبنا إلى الفندق…

طالع المزيد“إصابة الامبراطورة في القلب”

يُعتبر هذا الاغتيال أول هجوم سياسي في تاريخ سويسرا الحديثة. أما مُنفّذه، الإيطالي لويجي لوتشيني، فهو فوضوي مُعلن. إنه واحد من بين العديد من معتنقي هذا التيار الفكري الذين منحتهم سويسرا اللجوء في ذلك الوقت. فمنذ الثورات التي أجهضت في عدد من بلدان القارة الأوروبية عام 1848، وفرت البلاد اللجوء السياسي لأولئك الذين يُكافحون ضد الأنظمة الملكية الأوروبية. إنه ملاذ رائد للفوضويين، إن لم يكن حتى مسقط رأس فكرة الفوضى.

المزيد

المزيد

“الفوضوية”.. فكرة راديكالية عن الحريّـــة

تم نشر هذا المحتوى على في الآونة الأخيرة، كتب دافيد غرايبر، عالم الأنتروبولوجيا الأمريكي وأحد المرجعيات الثقافية لحركة “آحتلوا وول ستريت” المناهضة للعولمة يقول: “في أيامنا هذه، تحتل الفوضوية ضمن الحركات الإجتماعية المكانة التي كانت تحظى بها الماركسية في السبعينات، بل حتى الشخص الذي لا يُصنّف نفسه فوضويا، تستند مرجعيته إلى أفكار فوضوية ويُحدد موقفه بالنسبة إليها”. لا شك أن…

طالع المزيد“الفوضوية”.. فكرة راديكالية عن الحريّـــة

ولم ينحصر الكفاح دائمًا في البلدان الواقعة وراء الحدود، بل كانت الحكومة السويسرية مُستهدفة أيضا. ففي ثمانينيات القرن التاسع عشر، هدد أحد الفوضويين بتفجير القصر الفدرالي.

المزيد
رسم يدوي

المزيد

عندما كان القصر الفدرالي هدفا للفوضويين!

تم نشر هذا المحتوى على عندما كان الرئيس السويسري كارل شينك رابط خارجي(1823 – 1895) يراجع بريده يوم 26 يناير 1885، أصيب بصدمة كبيرة: فكما جاء في رسالة تحذيرية وردته من مصدر مجهول، يعتزم بعض الفوضويين “تفجير القصر الفدرالي خلال إحدى الجلسات التي تضم كافة أعضاء الحكومة الفدرالية”. وبحسب ما جاء في الرسالة، قام سبعة عشر رجلاً بالتطوع “لتنفيذ هذا…

طالع المزيدعندما كان القصر الفدرالي هدفا للفوضويين!

أحسّ العديد من الفوضويين المتواجدين في سويسرا بأنه يتعيّن عليهم الترويج لأفكارهم من خلال الأفعال وقاموا بتنفيذ هجمات. وخلال استنطاق أجرته معه الشرطة، شرح الفوضوي الروسي إسحاق ديمبو قائلا: “ليس لدينا المال لتحريك الجماهير. لذلك يجب علينا ارتكاب أفعال مهمة تخدم نفس الغرض”. تبعا لذلك، تم الاشتباه في أنه استخدم مختبرًا في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ لصنع قنابل.

المزيد
رسم يدوي

المزيد

“أطردوا جميع الثعابين من مغامرين وطوباويين ومُتعصبين”

تم نشر هذا المحتوى على في يوم 6 مارس 1889، أبلغ أحد رجال شرطة مدينة زيورخ رئيسه عن انتشار شائعة مفادها قيام تلميذين روسيين باختبار قنابل في اليوم السابق خارج بوابات المدينة، وبِتَعرُّض كلاهما إلى إصابات خطيرة، نقلا على أثرها للمستشفى من قبل أصدقائهما. لكن قائد الشرطة فيشر، المُطَّلِع جيداً على المَشهد المحلي للمهاجرين، لم يُصدِّق كلمة واحدة من ذلك.…

طالع المزيد“أطردوا جميع الثعابين من مغامرين وطوباويين ومُتعصبين”

اجتذبت العديد من المحاكمات التي نظمت لفوضويين في سويسرا اهتمامًا دوليًا، مثل محاكمة تاتيانا ليونتياف، التي اغتالت في عام 1906 رجل أعمال فرنسي في فندق كبير بمدينة إنترلاكن خلطت بينه وبين وزير الداخلية الروسي. أما هيئة المُحلفين المتركبة من فلاحين محليين فسلطت عليها عقوبة مخففة بسبب ضعف قدرتها على التمييز.

المزيد
صورة مرسومة لجريمة قتل

المزيد

جريمة قتل في «غراند هوتيل»: التباسٌ مُميت

تم نشر هذا المحتوى على  كان النُدُل، في مآزرهم البيضاء، يسرعون في صالة طعام فندق «غراند هوتيل» الواقع في جبل العذراء، في «إنترلاكن»، عندما نهضت سيدةٌ شابة وهي تسحب من حقيبتها اليدوية مسدسًا أطلقت به ثلاث رصاصات على رجلٍ كان يجلس على طاولةٍ قريبة. على وقع الرصاصات عمّت الفوضى حيث أخذ النزلاء يبحثون عن مكانٍ آمن وهم يصرخون؛ عدّةُ نساء…

طالع المزيدجريمة قتل في «غراند هوتيل»: التباسٌ مُميت

قطرة الماء التي أفاضت الكأس، تمثلت في الهجوم الذي شُنّ على أحد المصارف في مونترو في عام 1907 الذي أردى خلاله الفوضويون صرّافا شابا قتيلا. بعد إلقاء القبض عليهم، كاد اللصوص أن يُقتلوا على يد الحشود التي كانت تُطالب بإعدامهم.

المزيد
Comic-Zeichnung eines Mannes mit Bart, der mit einer Pistole zielt

المزيد

عملية سطو على بنك كانت كافية لتعالي صيحات السويسريين المُطالبين بتنفيذ عقوبة الاعدام

تم نشر هذا المحتوى على ​​​​​​​ حافظت سويسرا على هدوئها بشكل مثير للدهشة لفترة طويلة في بداية القرن العشرين، عندما قامت مجموعة من اللاجئين الفوضويين بتنفيذ أعمال إجرامية في الدولة المُضيفة. لكن الدماء التي سالت في عام 1907 جَعَلَت الكَيل يَطفح: ففي هذه المرّة، قام مواطنان روسيان بِقَتل موظف بالإضافة إلى أحد المارة أثناء سَطوِهِم على بنك في مدينة مونترو.…

طالع المزيدعملية سطو على بنك كانت كافية لتعالي صيحات السويسريين المُطالبين بتنفيذ عقوبة الاعدام

رداً على موجة العنف هذه، صدرت دعوات متكررة لتشديد قانون اللجوء. وتمثلت إحدى ردود الفعل في القانون المسُمّي “بشأن الفوضويين”، الذي جعل في عام 1894 من صناعة القنابل جريمة.

لكن المبدأ الأساسي يبقى واضحًا: يجب على سويسرا ألا تتخلى عن “فكرة الحرية في أوروبا”، كما كتبت آنذاك صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”: “بإمكاننا مُلاحقة أشخاص يائسين من بلد إلى آخر، لكن في يوم من الأيام ستتاح لهم الفرصة وسيستفيدون منها قدر المستطاع. قد يكون من المُهين بالنسبة لنا أن نعتقد أننا قد لا نكون في أمان على الرغم من تألق حضارتنا، لكن الأمر كذلك، وسيكون من الجيّد أن نعترف به”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية