The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

في سويسرا متعددة اللغات… التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة 

ثنائية اللغة
المدارس ثنائية اللغة ليست هي القاعدة في سويسرا. Keystone / Til Buergy

تُعتبر سويسرا نموذجًا ناجحًا لدولة متعددة اللغات الوطنية. لكن لا يزال التعليم ثنائي اللغة في المدارس العامة استثناءً. فكيف يدار التعدد اللغوي في بلد جبال الألب؟. 

سيكون العام الدراسي الحالي الأخير للمدارس ثنائية اللغة في برن، إذ تريد المدينة إلغاء هذه الفصول بدءًا من صيف عام 2026. وأُطلقت مبادرة “فصول دراسية ثنائية اللغة” (Classes bilingues) كإجراء تجريبي عام 2019، إذ يتم التدريس باللغتين الألمانية والفرنسية بشكل متساوٍ. وقد لاقت هذا المبادرة اهتمامًا كبيرًارابط خارجي. لكنها ستنتهي قريبا. وسيضطر 90 ألف طفلاً وطفلةً للعودة إلى المدارس العادية في الصيف المقبل، كما سيتم تسريح عشرة من المعلمين والمعلمات. 

وعللت السلطات اتخاذ هذا القراررابط خارجي بانعدام توافق المناهج الدراسية في الأقاليم الناطقة بالألمانية والمناطق الغربية من البلاد الناطقة بالفرنسية، إلى جانب نقص المساحات المتاحة للمدارس والكوادر المتخصصة. 

وفي حوار مع سويس إنفو (Swissinfo.ch)، اعتبرت فيرجينيا بوريل، مديرة منتدى الثنائية اللغوية، إغلاق الفصول الدراسية ثنائية اللغة “كارثة”، واعترفت بأنّ إدارة هذه الفصول كان تحديًا، مضيفة: “كان لا بد من إعادة صياغة كل شيء”. 

لكن في السنوات الست الماضية، أصبحت الفصول الدراسية ثنائية اللغة مصدر أمل، وأصبحت مزاياها واضحة للعيان. وعلّقت بوريل على ذلك قائلة إن “في المدرسة ثنائية اللغة، يكتشف الطلاب والطالبات ثقافة أخرى بالإضافة إلى لغتهم.نّ الأم، ما يجعلهم.نّ أكثر انفتاحًا وتسامحًا”. 

ما مدى تنوع اللغات في سويسرا؟ 

تشتهر سويسرا بأنّها دولة متعددة اللغات. وردّا على استفسار من سويس إنفو، قال متحدث باسم كلية التربية في مدينة برن: “يعطي هذا انطباعًا بتحدّث السويسريين والسويسريات عدة لغات، وأنّ المدارس ثنائية اللغة نموذج راسخ في نظام التعليم”.  

المزيد

اللغات

تتميز سويسرا بأربع لغات وطنية وهي الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانشية، ولكن يتم استخدام اللغة الإنجليزية بشكل متزايد في المعاملات اليومية.

طالع المزيداللغات

لكن يبدو الواقع مختلفًا. “نقاط التلامس بين المناطق المختلفة في البلاد، وثقافاتها ولغاتها غير واضحة في الحياة اليومية لكثير من الناس. وهو ما ينعكس في نهاية المطاف على نظام التعليم”، على حد قوله. 

وقال متحدث باسم كلية التربية في مدينة برن: “يرتبط تعدّد اللغات وتعزيزه، ارتباطًا وثيقًا بالتماسك الوطني”. وتوجد حلول متعددة للتعليم ثنائي اللغة في مختلف الكانتونات، وأحيانًا حتى في الكانتون نفسه، مضيفا: “لكي ينجح، يحتاج أي نموذج إلى دعم سياسي، بالإضافة إلى تواصل قائم على نتائج علمية”. وقد أظهرت الدراسات أنّ للتعليم ثنائي اللغة قيمة كبيرة. 

يكفل الدستور السويسري تعدد اللغات في البلاد، وتنص المادة 70 منه على اعتماد أربع لغات رسمية في البلاد: الألمانية، والفرنسية، والإيطالية، والرومانشية، مع وجود ضوابط لاستخدامها كلغة رسمية. 

دخلت لائحة تنظيم اللغاترابط خارجي حيز التنفيذ في عام 2010؛ وتم تعديلها عام 2022، وتشمل اللائحة تدابير جديدة من بينها تعزيز التبادل بين المجموعات الناطقة بلغات مختلفة، ودعم اللغة الإيطالية والرومانشية في كانتون غراوبوندن، بالإضافة إلى تقديم الدعم للكانتونات، التي يتم التحدث فيها بأكثر من لغة. 

وترى بوريل في إغلاق الفصول الدراسية ثنائية اللغة في مدينة برن، رفضًا للتعددية اللغوية المعتبرة “ركيزة أساسية للديمقراطية”. وأكّدت أنّ الهدف ليس الحصول على أشخاص يتقنون لغتين بشكل مثالي، بل إثارة الاهتمام تجاه منطقة أو ثقافة أخرى داخل سويسرا. 

المزيد

التعليم ثنائي اللغة بالمناطق الغربية في سويسرا  

أعد معهد التعددية اللغوية قائمة بالتعليم ثنائي اللغةرابط خارجي للعام الدراسي 2022/21. وتبدأ برامج الدراسة ثنائية اللغة من المرحلة الابتدائية الدنيا بشكل رئيسي في الكانتونين ثنائيي اللغة برن وفريبورغ، بالإضافة إلى كانتونات أخرى في غرب سويسرا مثل نوشاتيل وجنيف. 

وينتشر التعليم ثنائي اللغة بين الألمانية والرومانشية، على نطاق واسع في كانتون غراوبوندن. ومع تقدم المراحل الدراسية، تتزايد البرامج التعليمية المتاحة لتشمل المرحلتين، الإعدادية والثانوية. ومن الجدير بالذكر، أنّ التعليم باللغة الألمانية، والفرنسية متاح بشكل أساسي في غرب سويسرا. إذ تُعدّ الإنجليزية اللغة الأولى الإضافية في برامج التعليم المدمج في المناطق السويسرية، الناطقة بالألمانية.  

تقليد ليس له تاريخ طويل 

ليس لتقليد وجود الفصول، أو المدارس ثنائية اللغة جذور تاريخية في سويسرا. فمدينة بيل/بِيان في كانتون برن، هي المدينة السويسرية الوحيدة ثنائية اللغة رسميًا، حيث توجد اللوحات الإرشادية باللغتين الألمانية والفرنسية. ومع ذلك، فإن المدارس ثنائية اللغة هناك تأسست فقط عام 2010رابط خارجي. ولا يزال معظم الأطفال يلتحقون إما بالمدارس الألمانية، أو الفرنسية. 

أفاد دانيال إلميجر، الأستاذ المشارك في علم اللغويات وطرق تعليم اللغات الأجنبية بجامعة جنيف، بأنّ “التعليم ثنائي اللغة أو التعليم المدمج، بدأ في كندا خلال منتصف الستينات”. وأشار إلى أنّ هناك نماذج مشابهة كانت موجودة في سويسرا في تلك الفترة. ومنذ التسعينات، تمّت إضافة برامج تعليمية جديدة في جميع مراحل التعليم. 

وأضاف إلميجر قائلًا: “يبدو أننا نستطيع الآن الإشارة إلى وجود تقليد حقيقي، رغم أنه ليس قديمًا كغيره في أماكن أخرى”. ومع ذلك، فقد كانت هناك أشكال متنوعة من التعليم ثنائي اللغة ومتعدد اللغات منذ زمن بعيد، خصوصًا في كانتونات، مثل غراوبوندن وفريبورغ، المتميّزة بتعدد لغاتها، بالإضافة إلى مجالات أخرى كعلوم الدين، حيث بقيت اللغة اللاتينية تحمل أهمية كبيرة لفترة طويلة، وكذلك في قطاع الفنادق والسياحة.  

الفرنسية تواجه ضغوطًا في المناطق الناطقة بالألمانية 

 تُظهر النقاشات الحالية حول أهمية تعليم اللغة الفرنسية، أنّ مسألة التعدد اللغوي في سويسرا تظل موضع جدل متكرر. إذ قرر برلمان كانتون زيورخ إلغاءرابط خارجي رابط خارجيتدريسرابط خارجي رابط خارجياللغةرابط خارجي رابط خارجيالفرنسيةرابط خارجي في المدارس الابتدائية، ما يُعرف باسم “اللغة الفرنسيّة المبكّرة”، أوائل شهر سبتمبر الماضي.  

وأثار هذا القرار الجدل حول اللغة الفرنسية المبكرة من جديد. ولم يمض وقت طويل حتى تبع كانتون سانت غالن رابط خارجينفس النهج. أما كانتون أبنزيل الداخلي وكانتون أوري، فلم يطبقا تعليم اللغة الفرنسية المبكرة على الإطلاق. 

هل تماسك النسيج الاجتماعي في سويسرا على المحك؟ اقرأ.ي مقالنا هنا: 

المزيد
زيروخ

المزيد

السياسة السويسرية

زيورخ تتراجع عن تعليم اللغة الفرنسية في سنّ مبكّرة: فهل الوحدة الوطنية في خطر؟

تم نشر هذا المحتوى على أثار إلغاء برلمان زيورخ تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الابتدائية جدلا حول النتائج الأكاديمية والحساسيات الإقليمية، ودفع الحكومة الفيدرالية للتحرّك من أجل فرض احترام التعددية اللغوية في البلاد.

طالع المزيدزيورخ تتراجع عن تعليم اللغة الفرنسية في سنّ مبكّرة: فهل الوحدة الوطنية في خطر؟

وتُعد إليزابيث بوم-شنايدر، وزيرة الشؤون الداخلية الفيدرالية، والتي نشأت في كانتون برن ثنائي اللغة، من المؤيدين لتعليم اللغة الفرنسية في مرحلة مبكرةرابط خارجي. وقد طرحت هذا الموضوع في البرلمان، الذي يعمل الآن من اجل إعداد قانون جديدرابط خارجي يجعل تعليم اللغة الفرنسية إلزاميًاً في المدارس الابتدائية في الكانتونات الناطقة باللغة الألمانية. 

وقالت فيرجينيا بوريل، مديرة منتدى الثنائية اللغوية، قد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة، مضيفة: “يعمل مجتمعنا بشكل جيد، لأننا نتحدث عدة لغات، ونمتلك هويات متعددة. لكن لا يحدث هذا تلقائيًا، بل يتطلب منا جهدًا لتحقيقه والحفاظ عليه”. 

اللغة الإلزامية الاولى
Kai. Swissinfo

ويتم تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أولى إضافية بالمدارس في معظم الكانتونات الناطقة بالألمانية. ثم تأتي بعدها اللغة الفرنسية. في المقابل، في المناطق الناطقة بالفرنسية، يتعلم الأطفال اللغة الألمانية كلغة أولى إضافية. بل إن هناك توجّـه إلى زيادة عدد ساعات تدريسها، وفقا لمراسل التلفزيون السويسري العمومي الناطق بالألمانية (SRF)رابط خارجي في غرب سويسرا.   

وفي كانتون غراوبوندن، تبقى اللغة الأولى الإضافية الإلزامية في المدارس هي الألمانية، أو الإيطالية، أو الرومانشية، حسب المنطقة. كما تدرس الفرنسية أو الألمانية، كلغة أولى إضافية إلزامية بالمدارس في كانتون تيتشينو. 

اللغة الإلزامية الاولى
Kai. Swissinfo

 ووفقًا لدراسة حديثة، يرى حوالي 77% من المشاركين والمشاركات في استطلاع رأي بسويسرا، وجوب تعلم لغة أخرى من اللغات الوطنية كلغة أولى إضافية في المدرسة.رابط خارجي 

ويعتقد أكثر من 85% منهم.نّ أن إتقان عدة لغات وطنية يعزز التماسك الاجتماعي في سويسرا، في حين أن ثلث الشبان والشابات دون سن 24 عامًا من المشاركين والمشاركات في استطلاع الرأي فقط يبدون رغبة في تعلم لغة وطنية أخرى كلغة أولى إضافية. 

 تحرير: بالتس ريغندينغر  

ترجمة: أحمد محمد 

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلّي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية