The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

شهود: مقتل واختفاء مئات بعد سقوط مدينة سودانية في أيدي الدعم السريع

reuters_tickers

من نفيسة الطاهر

31 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – جمع مقاتلون على ظهور جمال نحو مئتي رجل قرب مدينة الفاشر السودانية في مطلع الأسبوع، واقتادوهم إلى خزان، وهم يرددون ألفاظا عنصرية قبل أن يبدأوا في إطلاق النار، وذلك وفقا لرواية رجل قال إنه كان بينهم.

أوضح الرجل، ويُدعى الخير إسماعيل، في مقابلة مصورة أجراها معه صحفي محلي في بلدة طويلة بإقليم دارفور بغرب البلاد، إن أحد الخاطفين تعرف عليه من أيام الدراسة وتركه يهرب.

وقال إسماعيل “قال ليهم ما تقتلوه”، حتى بعد أن قتلوا كل من معه بمن فيهم أصدقاء له.

وأضاف أنه كان يُحضر الطعام لأقاربه الذين كانوا لا يزالون في المدينة عندما سيطرت عليها قوات الدعم السريع يوم الأحد، وكان، كغيره من المعتقلين، أعزل بلا سلاح.

ولم تتمكن رويترز بعد من التحقق من روايته.

كان إسماعيل واحدا من أربعة شهود، وستة من موظفي الإغاثة أجرت رويترز مقابلات معهم، وقالوا أيضا إن الفارين من الفاشر جُمعوا في قرى مجاورة، وفُصل الرجال عن النساء، ثم تم إبعادهم. وفي رواية سابقة، قال أحد الشهود إن دوي إطلاق نار سُمع بعد ذلك.

ولطالما حذر ناشطون ومحللون من عمليات قتل انتقامية على أساس عرقي من قبل قوات الدعم السريع شبه العسكرية إذا سيطرت على الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور.

ونشرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روايات أخرى يوم الجمعة، تشير إلى تقديرات بأن مئات المدنيين والعزل ربما يكونون قد أُعدموا. وتُعتبر عمليات القتل على هذا النحو جرائم حرب.

ونفت قوات الدعم السريع، التي يُمثل انتصارها في الفاشر نقطة تحول في الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ عامين ونصف العام، ارتكاب هذه الانتهاكات، قائلة إن الروايات من نسج خيال أعدائها، ووجهت لهم اتهامات مضادة.

* نقل الرجال للتحقيق

تحققت رويترز من ثلاثة مقاطع فيديو على الأقل نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالا يرتدون زي قوات الدعم السريع وهم يطلقون النار على أسرى عزل، ومن 12 مقطعا آخر تظهر فيها مجموعات من الجثث بعد إطلاق نار على ما يبدو.

ووصف قائد كبير في قوات الدعم السريع هذه الروايات بأنها “تضخيم إعلامي” من الجيش والمقاتلين المتحالفين معه “للتغطية على هزيمتهم وفقدانهم مدينة الفاشر”.

وقال إن قيادة القوات أمرت بالتحقيق في أي انتهاكات ارتكبها أفرادها الذين تم اعتقال العديد منهم، مضيفا أن قوات الدعم السريع ساعدت الناس على مغادرة المدينة ودعت منظمات الإغاثة إلى مساعدة من بقوا فيها.

وذكر أن جنود الجيش السوداني والمقاتلين الذين تظاهروا بأنهم مدنيون تم “أسرهم” للتحقيق معهم. وقال لرويترز ردا على طلب للتعليق “لم تكن هناك عمليات قتل كما يروج البعض”.

وأفاد شهود لمنظمة أطباء بلا حدود بأن مجموعة مكونة من 500 مدني وجندي من القوات المسلحة السودانية والجماعات المتحالفة معها حاولت الهرب في 26 أكتوبر تشرين الأول، لكن معظمهم قتلوا أو أُسروا على يد قوات الدعم السريع وحلفائها.

وذكرت المنظمة يوم الجمعة أن “ناجين أفادوا بفصل الأفراد عن بعضهم البعض حسب الجنس والعمر أو الهوية العرقية، ولا يزال الكثير منهم قيد الاحتجاز للحصول على فدى تتراوح بين خمسة ملايين و30 مليون جنيه سوداني (ثمانية آلاف إلى 50 ألف دولار)”.

وترسخ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر مسألة تقسيم السودان الذي تقلصت مساحته بالفعل بعد استقلال جنوب السودان عنه في عام 2011 عقب حرب أهلية استمرت عقودا.

ودعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مقاتليه، في كلمة ألقاها مساء الأربعاء، إلى حماية المدنيين. وقال إنه ستتم محاكمة من يرتكبون انتهاكات. وبدا أنه اعترف بالتقارير التي تحدثت عن اعتقالات عندما أمر بالإفراج عن المعتقلين.

وينتمي معظم المقاتلين، الذين يصدون تقدم قوات الدعم السريع في الفاشر، إلى قبيلة الزغاوة التي يعود تاريخ عداوتها مع مقاتلي قوات الدعم السريع، ومعظمهم من العرب، إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. واتُهمت الدعم السريع، التي كانت تعرف آنذاك باسم ميليشيا الجنجويد، بارتكاب فظائع في دارفور.

وقال أليكس دي وال، وهو خبير في الإبادة الجماعية ومتخصص في شؤون دارفور، إن أعمال قوات الدعم السريع المبلغ عنها في الفاشر تبدو “مشابهة جدا لما فعلوه في جنينة وأماكن أخرى”، في إشارة إلى مدينة أخرى في دارفور سيطرت عليها قوات الدعم السريع خلال المراحل الأولى من الحرب وكذلك في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وقالت الولايات المتحدة إن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في جنينة وإن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في الهجوم. ويتهم الجيش السوداني وآخرون الإمارات بمساعدة قوات الدعم السريع، وهي اتهامات تنفيها الإمارات.

* لا يمكننا القول إنهم أحياء

قالت ماري بريس، مستشارة الحماية في منظمة “قوة السلام اللاعنفية”، وهي منظمة غير حكومية تعمل في الطويلة، إن الواصلين “هم من النساء والأطفال وكبار السن من الرجال بشكل عام”، مضيفة أن الشاحنات التي نظمتها قوات الدعم السريع نقلت بعض الأشخاص من قرني إلى الطويلة بينما نُقل آخرون إلى مكان آخر.

ونشرت قوات الدعم السريع يوم الخميس مقطع فيديو قالت إنه يُظهر تقديم مساعدات غذائية وطبية للنازحين في جارني. وقال عمال الإغاثة إن القوات ربما تحاول أيضا إبقاء الناس في البلدات التي تسيطر عليها لجذب المساعدات الأجنبية.

وكان نحو 260 ألف شخص لا يزالون في الفاشر وقت الهجوم، لكن لم يتم إحصاء سوى 62 ألف شخص في أماكن أخرى، ولم يكن هناك سوى عدة آلاف منهم في الطويلة التي تسيطر عليها قوة محايدة.

وفي شهادة أخرى من الشهادات التي حصلت عليها رويترز وتحققت منها، قالت تهاني حسن، وهي عاملة نظافة سابقة في مستشفى، إنها فرت إلى الطويلة في وقت مبكر من يوم الأحد بعد مقتل زوج شقيقتها وعمها برصاص طائش.

وأضافت أنه في الطريق، ألقى ثلاثة رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع القبض عليها وعلى أسرتها وقاموا بتفتيشهم وضربهم وإهانتهم.

وقالت “ضربونا بشدة. ألقوا بملابسنا على الأرض. حتى أنا كامرأة تم تفتيشي”، مضيفة أن طعامهم وماءهم سكب على الأرض أيضا.

ووصلوا في نهاية المطاف إلى جارني حيث فصل المقاتلون النساء والأطفال عن الرجال. ولم ير غالبيتهم ذويهم مرة أخرى، بما في ذلك شقيق تهاني وزوج أختها الثانية.

وقالت تهاني “لا يمكننا أن نقول إنهم أحياء، بسبب الطريقة التي عاملونا بها،إن لم يقتلوكم فإن الجوع والعطش سيقتلوكم”.

(إعداد أيمن سعد مسلم ونهى زكريا وأحمد هشام وحاتم علي للنشرة العربية – تحرير معاذ عبدالعزيز)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية