The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

طرق الموت تعرقل الولادة في نيجيريا

afp_tickers

عندما استيقظت زوجة لوان مصطفى الحامل في شهرها التاسع وهي تنزف في منتصف الليل، نظرت إلى زوجها وحذرته من الذهاب الى المستشفى، خشية أن يقع ضحية الجهاديين أو مناهضيهم الذين تعج بهم قريتهم ماغوميري في شمال شرق نيجيريا.

تعد نيجيريا أخطر دول العالم للتوليد حيث يصل معدل وفيات الأمهات إلى 993 لكل 100 ألف ولادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

هناك، يستشري الفساد ويضرب الأطباء عن العمل بشكل متكرر للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة وتطوير المرافق القديمة.

لكن في شمال شرق البلاد الذي يشهد تمردا منذ 16 عاما، لا تتمكن العديد من النساء من الوصول إلى المستشفى بسبب الطرق الخطرة للغاية ونقاط التفتيش العسكرية وحظر التجول.

وقال مصطفى، وهو أب لخمسة أطفال ويبلغ 35 عاما، لوكالة فرانس برس عن تلك الليلة “تلطّخت كل الأماكن بالدماء. كنت أطمئنها، لأنه لم يكن هناك أي مجال للخروج”.

وفي نهاية المطاف، تمكّن من الخروج قرابة الساعة 04,30 صباحا عندما شعر ببعض الأمان مع خروج أعداد كبيرة من الأشخاص لتأدية صلاة الفجر.

وتمكنت زوجته أومانيم في النهاية من الوصول إلى المستشفى لكن الأوان كان قد فات: فقد توفيت هي والطفل.

وتبلغ حالات وفاة الأمهات أثناء التوليد 75 ألفا سنويا في نيجريا، وهي ربع الحالات المسجلة في العالم، رغم تراجع معدلها خلال العقد الماضي.

ويقول الخبراء إن الأسباب متعددة. فرغم ثروة البلاد النفطية الهائلة، يعيش الملايين في فقر مدقع. كذلك، يمكن الأعراف الثقافية أن تحد من حصول النساء على وسائل منع الحمل وعن قدرتهن على السفر خارج قراهن، خصوصا في الشمال المحافظ.

من جهة أخرى، تأتي نيجيريا في المرتبة الثانية بعد النيجر المجاورة بنسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وفقا للبنك الدولي.

– خطف –

ويزيد التمرد الجهادي في البلاد الذي بدأته حركة بوكو حرام عام 2009، من تفاقم الأزمة.

وقالت إيكي شيزوبا، وهي مسؤولة التوعية الصحية في منظمة لجنة الإنقاذ الدولية “تريد (مريضة) أن تأتي إلى منشأة بعيدة، لكنها ستفكر +ماذا لو تعرضت للخطف على الطريق؟+”، متحدثة عن زيادة عمليات الخطف هذا العام.

وقال زميلها سعيدو ليمان لفرانس برس إن العاملين في المجال الصحي قد يكونون أيضا هدفا للخطف، ما يزيد من صعوبة استقدام متخصصين إلى المناطق الريفية.

وتراجعت أعمال العنف في شمال شرق البلاد منذ ذروتها قبل عقد، ولم تعد المدن الكبرى مثل مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، مسرحا للتفجيرات الانتحارية أو المعارك المسلحة.

لكن مساحات شاسعة من الريف ما زالت خارج سيطرة الحكومة، وقد حذّر المحلّلون من تصاعد الهجمات الجهادية هذا العام.

ويغلق الجيش الطريق الممتد على مسافة 50 كيلومترا من مايدوغوري إلى ماغوميري كل يوم قرابة الخامسة عصرا، ما يعوّق حركة الأطباء والمرضى والأدوية من العاصمة الأفضل تجهيزا.

لكن حتى لو كان الطريق مفتوحا، فليس هناك ما يضمن عدم وقوع هجمات.

في قرية تقع على مشارف ماغوميري وتحيط بها حقول من الذرة الرفيعة والفاصوليا، كانت فالماتا كاوو تجلس في عيادة صغيرة أخذت إليها ابنتها آيسا العام الماضي.

تم تحويل الطفلة البالغة عامين على مستشفى في مايدوغوري بسبب مضاعفات من سوء التغذية. وكان الطريق مفتوحا وتمكنت من الذهاب فورا، لكن آيسا توفيت في المستشفى.

وتساءلت كاوو البالغة 30 عاما، عما كان سيحدث لو كان هناك صراعات أقل وأموال أكثر مخصصة للرعاية الصحية. كانت ستكون قادرة على معالجة آيسا في القرية. 

وقالت “كان من الممكن أن تعيش لفترة أطول”.

نرو/الح/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية