
إسرائيل تعلن اتخاذ الخطوات الأولى في العملية العسكرية بمدينة غزة

من ألكسندر كورنويل ومعيان لوبيل ونضال المغربي
تل أبيب/القدس/القاهرة (رويترز) – أعلن الجيش الإسرائيلي الخطوات الأولى من عملية للسيطرة على مدينة غزة يوم الأربعاء واستدعى عشرات الآلاف من قوات الاحتياط في وقت تدرس فيه الحكومة الإسرائيلية مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار بعد مرور قرابة عامين على نشوب الحرب.
وقال البريجادير جنرال إيفي ديفرين المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لصحفيين “بدأنا العمليات الأولية والخطوات الأولى من الهجوم على مدينة غزة، وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي تسيطر بالفعل الآن على ضواحي مدينة غزة”.
لكن مسؤولا عسكريا قال خلال إفادة صحفية إن جنود الاحتياط لن يلتحقوا بالخدمة قبل حلول الشهر المقبل، وهي خطوة تمنح الوسطاء بعض الوقت لتقريب وجهات النظر بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل حول شروط وقف إطلاق النار.
لكن بعد اشتباك القوات الإسرائيلية مع حماس في القطاع الفلسطيني يوم الأربعاء، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نتنياهو قلل المهلة الزمنية للسيطرة على معاقل حماس وهزيمة الحركة التي أشعلت فتيل الصراع بهجومها على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023.
وتشير هذه التصريحات إلى أن إسرائيل ماضية قدما في خطتها للسيطرة على أكبر مركز حضري في قطاع غزة على الرغم من الانتقادات الدولية لعملية من المرجح أن تجبر الفلسطينيين على مزيد من النزوح.
وقال ديفرين إن القوات تنفذ عمليات بالفعل في ضواحي مدينة غزة وإن حماس أصبحت قوة عصابات “مهزومة ومستنزفة” الآن. وأضاف ديفرين “سنعمق الهجوم على حماس في مدينة غزة، معقل الإرهاب الحكومي والعسكري للمنظمة الإرهابية”.
واستدعى الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف من قوات الاحتياط يوم الأربعاء استعدادا لهجوم متوقع على مدينة غزة في وقت تدرس فيه الحكومة الإسرائيلية مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار.
واتهمت حماس في بيان على تيليجرام نتنياهو بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار من أجل مواصلة الحكومة “حربها الوحشية ضد المدنيين الأبرياء بتصعيد عملياتها الإجرامية في مدينة غزة”.
وقالت “تجاهل نتنياهو لمقترح الوسطاء وعدم رده عليه يثبت أنه المعطل الحقيقي لأي اتفاق”.
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الشهر على خطة لتوسيع نطاق الحملة في القطاع بهدف السيطرة على مدينة غزة، حيث خاضت القوات الإسرائيلية معارك شرسة مع حماس في المراحل الأولى من الحرب. وتسيطر إسرائيل حاليا على نحو 75 بالمئة من قطاع غزة.
ويحث كثيرون من أقرب حلفاء إسرائيل الحكومة على إعادة النظر في هذه الخطة، لكن نتنياهو يتعرض لضغوط من بعض أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه من أجل رفض وقف إطلاق النار المؤقت ومواصلة الحرب والسعي إلى ضم غزة.
وأعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المنتمي لتيار اليمين المتطرف يوم الأربعاء الموافقة النهائية على خطة إسرائيلية لاقت استنكارا واسعا لمشروع استيطاني في الضفة الغربية المحتلة قال إنها ستقضي على أي احتمال لقيام دولة فلسطينية.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس تجمعات سكانية بجنوب إسرائيل، مما أسفر بحسب إحصاءات إسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
ووفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، قُتل أكثر من 62 ألف فلسطيني في الحملة الإسرائيلية اللاحقة والمتواصلة. ولا يفرق مسؤولو الصحة في غزة بين القتلى المسلحين والمدنيين لكنهم يقولون إن معظمهم من النساء والأطفال.
وقبلت حماس اقتراحا قدمه الوسيطان مصر وقطر لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وتضمن إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين في إسرائيل.
ولا تزال الحكومة الإسرائيلية تدرس هذا الاقتراح، وسبق أن قالت إنه يجب إطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين المتبقين فورا. وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن 20 رهينة ما زالوا على قيد الحياة.
ويخشى كثيرون من سكان غزة وزعماء أجانب من أن يتسبب الهجوم على المدينة في خسائر بشرية فادحة، في حين تقول إسرائيل إنها ستساعد المدنيين على مغادرة مناطق القتال قبل الشروع في أي هجوم.
* اشتباكات بين قوات إسرائيلية ومقاتلي حماس
اشتبكت القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء مع أكثر من 15 مسلحا من حماس خرجوا من أنفاق وأطلقوا النار والصواريخ المضادة للدبابات قرب خان يونس جنوبي مدينة غزة. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الهجوم أدى إلى إصابة جندي بجروح بالغة واثنين آخرين بجروح طفيفة.
وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان شن هجوم على قوات إسرائيلية إلى الجنوب الشرقي من خان يونس والاشتباك معها عن قرب. وقالت إن أحد المسلحين فجر نفسه بين الجنود، مما أسفر عن خسائر بشرية، وذلك خلال هجوم استمر عدة ساعات.
وتسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في دمار واسع النطاق بقطاع غزة، الذي كان يسكنه قبل الحرب نحو 2.3 مليون فلسطيني، ودمرت الكثير من المباني من بينها منازل ومدارس ومساجد. واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بتنفيذ عمليات من داخل البنية التحتية المدنية، وهو ما تنفيه حماس.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن سكان مدينة غزة سيتلقون أوامر بالإخلاء قبل دخول أي قوة.
وذكرت البطريركية اللاتينية-القدس، التي تشرف على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع والواقعة في مدينة غزة، أنها أُبلغت بأن الأحياء المجاورة لها بدأت في تلقي إخطارات بالإخلاء.
وأضعفت الحرب بشدة حركة حماس التي تحكم غزة منذ ما يقرب من عقدين. ويقول الجيش الإسرائيلي إن حماس تقلصت.
وقالت حماس إنها ستفرج عن كل الرهائن الباقين مقابل إنهاء الحرب. وتقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب قبل أن تلقي الحركة سلاحها.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الإسرائيليين يؤيدون بشدة إنهاء الحرب إذا كان سيتم تحرير الرهائن. وشاركت أعداد كبيرة يوم السبت في مسيرة بتل أبيب حثت الحكومة على المضي قدما في إبرام مثل هذا الاتفاق.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن أغلبية تبلغ 58 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أنه ينبغي لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين.
(إعداد محمد علي فرج ونهى زكريا ومحمد أيسم ومحمود سلامة للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)