مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

الصفحات الأولى لعدد من الصحف اليومية السويسرية بالألمانية والفرنسية
اهتمت الصحف السويسرية هذا الأسبوع بآخر المستجدات في القدس وتطورات الأزمة الخليجية . swissinfo.ch

كالعادة تناولت الصحف السويسرية الصادرة خلال الأسبوع المنقضي بأكثر من لغة بعض التطوّرات الجارية في العالم العربي، وتركّزت هذه التغطية الإعلامية في الأيام القليلة الماضية على الإنتخابات التشريعية في الجزائر، وعلى تطوّرات الشأن الفلسطيني (تعديل حماس لوثيقتها السياسية، وزيارة محمود عبّاس لأمريكا)، إضافة إلى الجدل الذي أثاره انتخاب السعودية عضوا في لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة.

 “الجزائر في وضع انتقالي بإستمرار”

 كانت الانتخابات التشريعية في الجزائر موضوع حوار أجرته صحيفة “لوتون” الصادرة في لوزان يوم 4 مايو 2017 مع الباحثة داليا غانم، والتي شدّدت على أن “الجزائريين لم يكونوا ينتظرون شيئا كثيرا من هذه المحطّة الانتخابية”، وأن الرهان الحقيقي لهذه الانتخابات هي “نسبة المشاركة”، خاصة مع تعدّد الدعوات الموجهة للناخبين بالبقاء في بيوتهم يوم الإقتراع.

  وفي ردّها عن سؤال: إن كانت هذه الدعوات للمقاطعة دليل على أن الجزائر تسير نحو الأفضل، قالت الباحثة: “الجزائر في وضع انتقالي بإستمرار، والمجتمع المدني غير موجود، والأحزاب السياسية إما مدجّنة من طرف السلطة أو ممنوعة، أو انصرف عنها المواطنون. وهذا رغم أن عدد الجمعيات في الجزائر يتجاوز 90.000 جمعية”.

 حول نفس الموضوع، نشرت صحيفة “24 ساعة” الصادرة في لوزان يوم 3 مايو الجاري تقريرا حول الأشكال التي ابتكرها الشباب الجزائري الغاضب للتعبير عن معارضته للنظام وعدم رضاهم عن الوضع السائد، وكان عنوان التقرير “ثلاثة شبّان ناشطون على اليوتيوب يتحدّون النظام الجزائري”، ويتعلّق الأمر بنشر فيديوهات ساخرة تدعو المواطنين الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 4 مايو. وتذكر الصحيفة أن هذه الفيديوهات التي تقف وراءها أسماء مثل شمس الدين العمراني وأنيس تينا، وكمال الأبيض، “شاهدها أزيد من 6 مليون شخص خلال أسبوع واحد”.

 “برنامج جديد بمحتوى قديم “

 صحف سويسرية أخرى خصصت حيّزا هام من تغطيتها  لإعلان حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الوثيقة المعدّلة للمبادئ والسياسات العامة للحركة والتي تتضمن موافقتها رسميا على إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية بحدود عام 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم. كما حذفت الحركة الدعوة الصريحة “لتدمير إسرائيل” التي وردت في الميثاق التأسيسي الصادر عام 1988.

  صحيفة “بازلر تسايتونغ” الصادرة بتاريخ 3 مايو 2017 رأت أن الوثيقة الجديدة لا تعني أن حماس “ستغير خطابها المتشدد وسياساتها الداعية لتدمير الدولة الإسرائيلية ككيان صهيوني غير شرعي”، مضيفة أن هذه الوثيقة محاولة لتحقيق هدفين” الخروج من العزلة الدولية وإنهاء التوتر وتحسين العلاقات مع الجار المصري”.

  وأشارت الصحيفة إلى “أنه من غير الواضح بعد، إذا ما كان إعلان حركة حماس الانفصال عن جماعة الأخوان المسلمين كاف لإرضاء الحكومة المصرية، التي أغلقت الحدود مع غزة منذ عام 2007 بعد انتخاب الحركة في القطاع وجعلته بذلك معتمدا على إسرائيل، التي لا تسمح بدخول البضائع وتنقل المواطنين إلا لأسباب إنسانية”.

 صحيفة “لاتريبون دي جنيف” الناطقة بالفرنسية توقفت هي الأخرى عند التعديلات التي أدخلتها حماس على وثيقتها السياسية، وأشارت في عددها الصادر يوم 28 أبريل الماضي إلى أن “حماس كشفت عن وثيقتها الجديدة، لكن غاياتها تظل غامضة”.

 ورغم تأكيدها على أنه ليس هناك ما يدلّ “على أن حماس ستتخلى عن هويتها الإسلامية”، فإنها ترى أن “الموقف الجديد لحماس المعارض للتطرّف والتشدّد”، هدفه بحسب الصحيفة الصادرة في جنيف “النأي بنفسها عن المجموعات السلفية الراديكالية مثل داعش والقاعدة، وتقديم صورة أكثر قبولا في عين المجتمع الدولي”.

 دائما في علاقة بالملف الفلسطيني وتداعياته على الساحة الدولية، اختارت صحيفة “لوتون” الصادرة بلوزان في افتتاحية عددها ليوم 3 مايو الجاري التوقّف عند زيارة محمود عبّاس الأخيرة إلى الولايات المتحدة، وتساءلت: هل بات “نهج دونالد ترامب” مصدر إلهام لغيره؟ وتشير الصحيفة السويسرية بذلك إلى اختيار رئيس السلطة الفلسطينية إستباق زيارته للولايات المتحدة بإتخاذ إجراءات متشدّدة ضد قطاع غزة حيث قرر قطع كل امدادات الكهرباء إلى القطاع، وخفض أجور جميع موظفي السلطة في غزّة، وغاية عبّاس من ذلك برأي الصحيفة “الظهور بصورة الرجل القوي، والإيحاء بأن وضعه لم يتأثّر بالتهديدات الأمريكية الأخيرة بالإعتراف بالقدس كعاصمة أبدية لإسرائيل”. واختتم كاتب الافتتاحية بالقول أن “وضع محمود عبّاس في الواقع هشّ جدا، ويواجه معارضة قوية من داخل معسكره، وغير قادر على القيام بأي إصلاح إقتصادي، ولديه ميل متزايد إلى الاستبداد، ولقد بدأت بالفعل مرحلة أفوله”.

السعودية ولجنة حقوق المرأة

 تناولت صحيفة “نويه تسوخر تسايتونغ” السويسرية الصادرة بتاريخ 3 مايو 2017 انتخاب المملكة العربية السعودية عضوا في لجنة حقوق المرأة التابعة لهيئة الأمم المتحدة والجدل الدائر في السويد والنرويج على خلفية هذا الحدث.

 وأفادت الصحيفة بأن 47 دولة صوتت لصالح السعودية، فيما امتنعت 7 دول عن التصويت. وانتقدت وسائل الإعلام في السويد موقف بلادها من انتخاب الرياض. ورغم الضغوط المتواصلة، فإن زارة الخارجية السويدية لم تفصح عن موقفها، فيما إذا كانت صوتت لصالح السعودية أم امتنعت عن ذلك، على اعتبار أن التصويت يكون عبر عملية سرية.

وأشارت الصحيفة إلى “ارتفاع حدة الانتقادات في الأروقة السياسية في ستوكهولم وأوسلو لمشاركة السعودية في لجنة المرأة الأممية في الفترة القادمة ما بين 2018 و2022، وذلك   رغم سجلها البائس في مجال حقوق المرأة حيث رأي ممثل من المعارضة الليبرالية أنه في حال صحت الأنباء عن تصويت السويد لصالح المملكة العربية السعودية، فإن هذا يعني انهيار السياسة الخارجية النسوية للحكومة الائتلافية “.

 ونقلت الصحيفة عن السفير السعودي في العاصمة النرويجية أوسلو قوله “إن وضع المرأة في المملكة العربية السعودية من وجهة نظر العرب والمسلمين جيد وأن الرؤية النرويجية المتمثلة في أن وضع المرأة في السعودية الأسوأ في العالم على الإطلاق، لا تعكس الواقع”، مشيرا إلى أن هدف القوانين في بلادة ضمان سلامة المرأة وليس تقييد حرية حركتها. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية