مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تقرر التخلي عن استخدام الطاقة النووية بحلول عام 2034

يعود تاريخ بدء تشغيل محطة موهليبيرغ النووية (في كانتون برن) إلى عام 1972. Ex-press

قررت الحكومة الفدرالية السويسرية التخلي عن استخدام الطاقة النووية وعدم تجديد المفاعلات القائمة إثر انتهاء عمرها الافتراضي. ويأتي هذا القرار بعد أربعة أيام فقط من إعلان المستشارة الألمانية عن توجه بلادها إلى اتخاذ قرار مماثل في غضون 10 أعوام.

بهذا تكون الحكومة السويسرية  قد قررت التخلي التدريجي عن الطاقة النووية في بلد يحتوي على خمس محطات نووية. وبعد إغلاق محطة بيزناو1 سيلي إغلاق محطتي بيزناو2 ومحطة موهليبيرغ في عام 2022. أما محطة غوسغن فسيتم غلقها في عام 2029 ثم محطة لايبشتات في عام 2034.

ثلاث سيناريوهات

كانت الحكومة الفدرالية قد أعدت ثلاث سيناريوهات لما بعد حادث فوكوشيما: إما الاحتفاظ بالمنشآت الحالية مع احتمال استبدال المحطات الثلاث الأكثر قدما، أو عدم استبدال المحطات عند نهاية مرحلة استخدامها، أو التخلي السريع عن المحطات القائمة حتى قبل بلوغها نهاية المرحلة المخصصة لاستخدامها (أو عمرها الإفتراضي).

وبهذا الاختيار تكون الحكومة قد استبعدت خياري إبقاء الأوضاع على ما هي عليه وخيار الخروج السريع من استخدام الطاقة النووية. وهو الخيار الذي سيكون بمثابة توصية للبرلمان الفدرالي الذي سيتوجب عليه إصدار قانون بهذا الشأن ابتداء من 8 يونيو. ومن المتوقع توصل النواب الى قرار نهائي بهذا الشأن في منتصف شهر يونيو المقبل.

ومن المنتظر أن تدلي وزيرة البيئة والنقل والطاقة والاتصالات السيدة دوريس لويتهارد بالمزيد من التفاصيل حول هذه المسائل في الندوة الصحفية التي تعقدها عشية يوم الأربعاء 25 مايو في العاصمة برن.

نفقات هامة

في الأثناء ينتظر أن تكلف عملية التخلي عن استخدام الطاقة النووية ثمنا باهظا. إذ ترى الحكومة الفدرالية أن فاتورة تغطية احتياجات الطاقة  الكهربائية ستتراوح ما بين 0،4 و 0،7 % من إجمالي الناتج الداخلي، أي  ما بين 2،2 و 3،8 مليار فرنك سويسري.

وسيتم استبدال المحطات النووية بمحطات لإنتاج الطاقة بواسطة الطاقة المائية، والطاقات المتجددة ، ومحطات مشتركة تستخدم الحرارة والطاقة والمحطات المستخدمة للغاز. ومن المتوقع أن  تعمل الزيادة في استخدام الطاقة الأحفورية الحرارية على الزيادة في نسبة الإصدارات الغازية من غاز ثاني أكسيد الكربون بما بين 1،09 و 11،92 مليون طن في عام 2050.

في المقابل، يُتوقع أن يعمل استمرار الالتزام  بتحسين سياسة الطاقة في سويسرا على تخفيض نسبة الإصدارات الغازية  من غاز ثاني أوكسيد الكربون بحوالي  14،4 مليون طن مقارنة مع حجم عام 2009. وبهذا الأسلوب سوف لن تزداد نسبة الإصدارات الغازية حتى وإن ارتفعت نسبة استخدام الطاقة الأحفورية.

أما فيما يتعلق بالتمويل، فإن الحكومة الفدرالية تدرس إمكانية إقرار ضريبة تحفيزية، بل حتى ضريبة “سنتيم الطاقة”، وهو ما ستتم مراجعته في خريف هذا العام.

تأثيرات حادث فوكوشيما

كان حادث المحطة النووية فوكوشيما في اليابان في 11 مارس الماضي، قد أثار النقاش في سويسرا حول مستقبل الطاقة النووية، في بلد جبلي ينتج أكثر 50% من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من السدود المائية، وحوالي 40% من الذرة، وحوالي 10% من مصادر الطاقة المتجددة.

وكانت الحكومة الفدرالية قد قررت بعد ثلاثة ايام من وقوع الزلزال في اليابان، وقف تجديد المحطات النووية القائمة. كما كلفت لجنة مراقبة السلامة والأمن في المحطات النووية بتحليل أسباب الحادث الذي وقع في اليابان بدقة واستخلاص الدروس منه.

وجدير بالذكر أن الشعب السويسري رفض في عام 2003 ، تمديد المهلة التي فرضت لمدة عشر سنوات على بناء محطات نووية جديدة، كما رفض الخروج التدريجي من استخدام الطاقة النووية. ولكن الأسابيع الماضية ، أي بعد حادث فوكوشيما، أعطت لمعارضي الطاقة النووية نفسا جديدا سمح  بالوصول إلى هذه الحصيلة.

وفي سابقة على المستوى السويسري، شهد يوم الأحد الماضي (22 مايو) مشاركة أكثر من 20 الف شخص من مناهضي الطاقة النووية في مظاهرة بالقرب من محطة بيزناو  في كانتون آرغاو.      

1979: رفض 51،2% من الناخبين مبادرة شعبية تطالب بعرض كل مشروع لبناء محطات نووية على تصويت سكان القرى والكانتونات الموجودة في قطر 30 كلم حول المحطة.
 
1984: رفِـضت مبادرة شعبية تحمل عنوان “من أجل مستقبل بدون محطات نووية” من طرف 55% من السويسريين.
 
1990: بعد أربعة أعوام من كارثة تشيرنوبيل النووية، وافق الشعب السويسري بـ 54،5% على مبادرة تدعو إلى التوقف عن بناء أو منح تراخيص  لمحطات نووية جديدة لفترة 10 أعوام. من جهة أخرى، رفض 52،9% من الناخبين مبادرة تدعو إلى “التخلي التدريجي عن الطاقة النووية”.
 
2000: رفض السويسريون 3 مقترحات كانت ترمي إلى الترويج لمشاريع تعتمد على الطاقات المتجددة من خلال فرض رسوم على الطاقات الأحفورية (النفط ومشتقاته).
 
2003: رفض 66،8% من السويسريين مبادرة شعبية تحمل عنوان “من أجل منعرج في مجال الطاقة وإيقاف تدريجي للمحطات النووية”، كما رفض 58،4% المبادرة المؤيدة لتمديد إضافي بـ 10 سنوات للتجميد المفروض على تشييد أو منح تراخيص لمحطات نووية جديدة.
 
2011: في شهر فبراير، صوّت 51،2% من الناخبين في كانتون برن لفائدة بناء محطة نووية جديدة في موهليبيرغ، إلا أن الأمر تعلق بتصويت استشاري يفتقر إلى الصبغة الإلزامية.

أطفال ويافعون: شارك ما بين 800 و 1000 تلميذ صباح الثلاثاء 24 مايو في مظاهرات جابت شوارع العاصمة الفدرالية برن ضد استخدام الطاقة النووية. وتمت هذه المظاهرة غير المرخص لها، في هدوء تحت مراقبة الشرطة إلا أنها عرقلت المرور إلى حد ما.

رقم قياسي: شارك يوم الأحد 22 مايو أكثر من 20 الف متظاهر في احتجاج تم تنظيمه بالقرب من محطة بيزناو النووية في كانتون آرغاو.

مخيم: على مدى ستة أسابيع خيّم ناشطون من معارضي الطاقة النووية في قلب العاصمة الفدرالية برن للمطالبة بغلق محطة موهليبيرغ . وقاموا بنصب الخيام ورفع اللافتات في ساحة فيكتوريا مقابل مبنى شركة الطاقة الكهربائية البرناوية، مالكة المحطة النووية.  

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية