مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خلف الشوكولاتة السويسرية ليندت… عمالة الطفولة في غانا

مقرّ شركة ليندت
مقرّ شركة ليندت أند سبرونغلي في كيلشبرغ، في كانتون زيورخ. © Keystone / Petra Orosz

كشفت قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية عن العديد من حالات عمالة القاصرين.ات في إنتاج الكاكاو المشترى من قبل شركة ليندت أند سبرونغلي. ويحدث هذا الأمر على الرغم من اعتبار الشركة السويسرية مكافحةَ عمالة الطفولة "أولويةً مطلقة". تحقيق.

تقول شركة ليندت أند سبرونغلي ( Lindt & Sprüngli) إنها تتّخذ، عبر برنامحها الخاصّ للدعم، تدابير وإجراءات “تقلّل من مخاطر عمل القٌصّر، وتحارب تدمير الغابات، وتحافظ على التنوع البيولوجي”. هذا هو الوعد الذي قطعه منتج الشوكولاتة السويسري على موقعه الإلكتروني. 

أراد برنامج “روندشاو” (Rundschau، ويعني مراجعة)، الخاصّ بقناة الاذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية (SRF) التحقق من مزاعم الشركة، عن طريق مراقبة ما يحدث في مزارع الكاكاو في جوار مدينة تيبا في غانا. ليتبيّن أنّ الواقع مختلف تماماً، عن الوعود التي قدمتها الشركة السويسرية.

حيث يعمل العديد من الفتيان والفتيات في سلسلة التوريد التي تعتمد عليها الشركة السويسرية. في قرية مفينيبو، يقوم كنيدي البالغ من العمر ستة أعوام وشقيقه إيبنيزر الذي يكبره بعامين، بنقل حبوب الكاكاو. وتبدو الدتهما لوسي مستسلمة، فيما توضّح كيف اضطرّت إلى الاستدانة. تشكو منتجة الكاكاو همّها قائلة: “أنا مضطرة إلى الاستعانة بعمل أطفالي”.

فضّلت شركة ليندت أند سبرونغلي عدم التعليق أمام الكاميرات، واكتفت بردّ مكتوب، أوضحت فيه أنه من الصعب التأثير على العوامل النظامية التي تؤدّي إلى تفشّي عمل صغار وصغيرات السن. وصرّحت بأنّ “مكافحة هذه الظاهرة تتطلّب التزام الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والشركات، والهيئات المحلّية، والمدارس، والمزارعين.ات”.

>>> لمشاهدة البرنامج (باللغة الألمانية):

محتويات خارجية

“رقابة غير كافية”

تستورد شركة ليندت أند سبرونغلي الكاكاو من حوالي 80 ألف مزارع ومزارعة في غانا. وتُعدّ الشركة السويسرية واحدة من أبرز المشترين لهذه المادّة الأوّلية في البلاد. وتفرض الشركة رقابة قوية للحدّ من عمالة الفتيان والفتيات.

لذلك، تراهن هذه الشركة التي يوجد مقرّها في كيلشبرغ، في كانتون زيورخ، على الزيارات المفاجئة لمزارعي.ات الكاكاو. وقامت الشركة بما يعادل 8491 زيارة من هذا النوع، في عام 2021، واكتشفت 87 حالة استعانة بخدمات الطفولة. يقول الصحفي الغاني كويتي نارتي أن “الرقابة التي تقوم بها الشركة غير كافية بحيث أن عدد حالات عمالة اليافعين واليافعات المصرّح عنها منخفض جدّاً”.

وعلى سبيل المقارنة، سجّل العملاق السويسري باري كاليبو (Barry Callebaut)، وهو الأوّل عالمياً على صعيد انتاج الكاكاو، 53839 حالة عمالة أطفال وطفلات من بين حوالي 250 ألف مزارع ومزارعة، غرب أفريقيا خلال السنة الماضية.

وترجع شركة ليندت أند سبرونغلي هذا الفرق الشاسع في البيانات إلى “اختلاف الأساليب المعتمدة للكشف عن عمالة الطفولة بحسب منتجي الشوكولاتة”. وتضيف  بأنها “تسعى باستمرار لتحسين نظامها الخاص من أجل تحقيق أفضل لأهدافها”.

برنامج الوقاية

أنشأت شركة ليندت أند سبرونغلي برنامجاً زراعياً خاصّاً لدعم منتجي ومنتجات الكاكاو، وللحدّ من مخاطر توظيف صغار السنّ من البنات والأولاد. ومع ذلك، فقد أشار بحث أجراه صحفيون.ات من قناة الاذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية إلى أن الشركة لا تمتلك فرعاً ولا موظفين.ات في غانا.

وقامت الشركة بإرسال البرنامج إلى الشركة السويسرية للمواد الأوّلية إكوم (Ecom)، التي تُعدّ من أكبر الشركات في مجال تجارة الكاكاو في العالم، وهي أيضا التي تزوّد ليندت أند سبرونغلي بحبوب الكاكاو المستوردة من غانا.

وتكتب شركة ليندت أند سبرونغلي: “نحن ندعم ونراقب بشكل مستمرّ تنفيذ هذا البرنامج الزراعي. ويهدف هذا النظام إلى ضمان الجودة وتجنب الصراعات المحتملة بين الموردين”.

وقد تبيّن أن عمالة الطفولة موجودة في العديد من الشركات المنتجة للشوكولاتة، وأن الأمر لا يتعلّق فقط بشركة ليندت أند سبرونغلي. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة شيكاغو، تكشّف أن هذه الظاهرة تؤثّر على أكثر من نصف العائلات المنتجة للكاكاو في غانا. لذلك، تثير صناعة الشوكولاتة الانتقادات باستمرار. 

ترجمة: إيفون صعيبي

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي/ أم

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: أناند شاندراسيخار

هل تعتقد.ين أن هناك عملاً من المقبول أن يقوم به الأطفال والطفلات؟ ما هو؟

لنتعرّف على آرائكم.ن حول موضوع “عمالة الطفولة” الحسّاس.

33 تعليق
عرض المناقشة


متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية