مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسهام سويسري في بلورة أفكار جديدة بشأن سوريا

يسعي مبعوث الأمم المتحدة في سوريا، دي ميستورا (على اليسار في الصورة التي التقطت له مع وزير الخارجية وليد المعلم يوم 23 يوليو 2015 في دمشق)، إلى إقناع الحكومة السورية بجدوى المشاركة في محادثات متعددة الأطراف يُنتظر أن تستضيفها جنيف في أوائل شهر نوفمبر القادم. Keystone

مدعوما بالنجاح الدبلوماسي الذي حققه في أوكرانيا، دعا ديديي بوركهالتر، وزير الخارجية السويسري هذا الأسبوع إلى النسج على منوال الإتفاقيات التي رعاها في مينسك لحلّ الأزمة المستفحلة في سوريا. وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع بداية الحديث عن مبادرة سلام جديدة طرحها مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا على وليد المعلّم، وزير الخارجية السوري خلال لقاء جمع بين الرجلين في دمشق يوم الخميس 17 سبتمبر 2015. 

ووفقا لمعلومات نشرتها صحيفة “لوتون” (تصدر بالفرنسية في لوزان) يوم 17 سبتمبر 2015، تستعدّ جنيف لاستضافة “حوار” محتمل بين الفرقاء السوريين في شهر نوفمبر المقبل، سيكون عبارة عن لقاء من نوع جديد، وليس “مؤتمرا دوليا”، وفقا لما كشف عنه وزير الخارجية السويسرية يوم الثلاثاء الماضي خلال حديث أدلى به إلى التلفزيون السويسري الناطق بالألمانية. 

يتعلّق الأمر بأفكار جديدة طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نهاية شهر يوليو الماضي، تصلح أن تكون أساسا لـ”محادثات موضوعاتية” (مجموعات عمل متعددة) بين السوريين. وقد ساهمت في بلورة هذه التصورات العديد من الأطراف السورية، من النظام والمعارضة، والمجتمع المدني، ووافق عليها مجلس الأمن الدولي في 17 أغسطس الماضي. وقد وقع تضمين هذه الأفكار في وثيقة من 60 صفحة سلّمت مؤخرا إلى الأطراف المعنية. 

خريطة طريق جديدة

تضع هذه الأفكار مشروع خطة طريق جديدة تهدف إلى بعث أربع مجموعات عمل، تشرف الكنفدرالية السويسرية على واحدة منها. وبحسب مصادر مطلعة في برن تحدثت إليها “لوتون”، من المحتمل أن يترأس السويسري نيكولا ميشال، نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إحدى هذه المجموعات، وتحديدا “مجموعة المسائل السياسية والقانونية”. 

أما مجموعات العمل الثلاث الأخرى، فتهتمّ الأولى، بالأمن وحماية المواطنين (تعمل من أجل وضع حد للحصار المفروض على المدن، وتمكين المواطنين من الحصول على الخدمات الصحية، وإطلاق سراح المعتقلين)، والثانية بالشؤون العسكرية ومحاربة الإرهاب، والثالثة بإعادة بناء وتشييد ما دمّرته الحرب. ومن جهتها، ذهبت صحيفة “لا تريبون دي جنيف” (تصدر بالفرنسية في جنيف) إلى حد ذكر الأسماء التي سترأس مجموعات العمل هذه مثل يان أنجيلاند، النرويجي الأصل، ونائب أمين عام الامم المتحدة المكلف بالشؤون الإنسانية سابقا، أو فولكر بيرث، الألماني الجنسية، المتخصص في الشؤون السورية، وأيضا السويدية بريجيتا العنائي. 

وبحسب هذه الأفكار المتداولة سوف تتشكّل هذه المجموعات من شخصيات مختارة من طرف النظام ومن طرف المعارضة في آن واحد. ورغم ذلك يتمسّك النظام السوري، كرد فعل أوّلي على هذه الأفكار برفض الطابع الإلزامي لما سينبثق عن هذه المحادثات. وهو شرط سارع مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا بالردّ عليه بالإيجاب، حسب الصحيفة. 

يُشار إلى أن الحديث عن هذه الخطة الجديدة يتزامن مع دخول النزاع القائم في سوريا الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 240.000 شخص حتى الآن في مرحلة جديدة لعلّ من أبرز سماتها من ناحية، تعاظم الدعم العسكري الروسي إلى نظام بشّار الأسد في مواجهة تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتغيّر الأولويات من المطالبة بتنحي الرئيس السوري إلى محاربة الإرهاب. ومن ناحية ثانية، فشل كل الجهود الدبلوماسية لوضع حد لهذه الحرب المدمّرة بدءً بمؤتمر جنيف الأوّل (2012) ثم جنيف الثاني (2014) اللذان سعيا للتوصّل إلى وقف إطلاق النار، وتنظيم انتخابات حرّة، وانتقال سلس للسلطة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية