مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جنيف تستضيف جولة جديدة من المحادثات بشأن الصحراء الغربية

شخصان يرفعون علما تعتبره جبهة بوليزاريو رمز الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من طرف واحد.
"الصحراء الغربية" بالنسبة للبعض، و"الصحراء المغربية" بالنسبة للبعض الآخر، هي المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لا تتمتّع بوضع قانوني واضح منذ جلاء المستعمر الإسباني. ويرفض المغرب أي حلّ يقتطع هذه المنطقة من سيادته الوطنية. keystone

اجتمع مبعوثون من البلدان الأطراف في النزاع حول الصحراء الغربية بالإضافة إلى ممثل عن جبهة بوليزاريو في جنيف يوم الأربعاء 5 ديسمبر الجاري. وتأمل الأمم المتحدة، أن تفضي هذه الجولة من المحادثات الأولى منذ ست سنوات، إلى استئناف المفاوضات بشكل رسمي ومتواصل.

 شارك في المحادثات كل من ناصر بوريتا، وزير الخارجية المغربي، وعبد القادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الخارجية الموريتاني، بالإضافة إلى خاطري أدّوح، رئيس برلمان جبهة بوليزاريو. ولم يدل أي وفد بتصريحات عند وصوله إلى جنيف.

من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة، والرئيس الألماني السابق هورست كوهلير، عن تفاؤله عقب جولة قام بها في المنطقة الصيف الماضي. ويأمل المبعوث الدولي التوصّل إلى حل “دائم” و”متفق عليه” بشأن الحكم الذاتي في المناطق الصحراوية المتنازع عليها.

وقد توقّفت آخر محادثات مباشرة بين الأطراف المتنازعة في عام 2012 بعد الفشل في التوصّل إلى اتفاق بشأن الوضع القانوني للأراضي المتفاوض حولها، وتركيبة اللجنة التي من المفترض أن تشرف على تنظيم استفتاء بشأنها. ويوم الثلاثاء 5 ديسمبر الجاري، ناشد أنطونيو غوتيرّيس الأطراف المشاركة في المحادثات بالتفاوض دون “شروط مسبقة”.

رغم ذلك، لايزال كل طرف متمسكا بموقفه. والنهج المتبع هو عدم “فرض ضغوط كبيرة أو تحديد انتظارات غير واقعية” في هذه الجولة من المحادثات، وفق مصدر دبلوماسي حسن الإطّلاع، تحدّث إلى وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، مذكّرا بالعلاقات المتردية بين الجزائر والرباط.

 دعم جزائري للإنفصاليين

مدعومة من الجزائر، تطالب جبهة بوليزاريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير “الصحراء الغربية”، وهي المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لم يسوّ وضعها القانوني بعد خروج المستعمر الأوروبي. وترفض المملكة المغربية أي حلّ لا يؤدّي إلى إدارة ذاتية تحت سيادتها الوطنية.

وهذا العام، أعربت الجزائر عن رفضها المشاركة في أي مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية، مثلما كانت تأمل هذه الأخيرة منذ سنوات. وتعتقد الجزائر أن حلّ هذا النزاع يمرّ عبر التفاوض بين المغرب وسكان المناطق المتنازع عليها، وإن لم تستبعد إمكانية مساعدة الطرفيْن خلال المحادثات.

وكانت المملكة المغربية قد فرضت سيطرتها على المناطق الصحراوية، محلّ النزاع، منذ عام 1975، أي مباشرة بعد رحيل المستعمر الإسباني. ولكن بوليزاريو، التي كانت تحارب الهيمنة الإسبانية، أعلنت في عام 1976 عن إنشاء جمهورية عربية صحراوية ديمقراطية في تلك المناطق، وظلت تقاتل منذ ذلك الحين الجيش المغربي إلى حين إعلان وقف لإطلاق النار في عام 1991، برعاية الأمم المتحدة. ولاحقا، استقال مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، السويسري يوهان مانز، للإحتجاج ضد المعايير الجديدة في اختيار أعضاء اللجنة المفترض أن تشرف على الإستفتاء في تلك المنطقة. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية