The Swiss voice in the world since 1935

محكمة أوروبية تبرّئ سويسرا بعد رفضها النظر في قضية تعذيب ارتُكبت في تونس

محتجون يرفعون علما تونسيا
على مدى أكثر من عقدين، اتّهمت قوات الأمن في عهد الرئيس التونسي السابق بن علي بممارسة شتى صنوف التعذيب على المعارضين للنظام. (في الصورة: مواجهات بين متظاهرين مناهضين لبن علي وقوات مكافحة الشغب يوم 14 يناير 2011 في شوارع العاصمة التونسية، أي قبل ساعات من مغادرته للبلاد باتجاه السعودية). Keystone

في ستراسبورغ، قضت الدائرة الكبرى بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن المحاكم السويسرية ليست مُلزمة بالنظر في قضية تتعلق بمواطن تونسي ادعى أنه تعرض للتعذيب على يد زبانية نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي سنة 1992.

في عام 2004، طلب التونسي عبد الناصر نايت ليمان – الذي مُنح حق اللجوء السياسي في عام 1995 – إجراء محاكمة سويسرية للدولة التونسية بسبب الضرر الذي لحقه، وضد وزير الداخلية آنذاك (عبد الله القلال) الذي كان مسؤولاً عن اعتقاله التعسّفي المزعوم وتعذيبه على مدى ستة أسابيع في عام 1992.

بالإستناد إلى عدم توفر سلطة قضائية إقليمية في القضية المرفوعة، رفضت محكمة جنيف الإبتدائية، ثم محكمة كانتون جنيف، والمحكمة الفدرالية (أعلى سلطة قضائية في سويسرا) البت في قضيته. تبعا لذلك، توجّه نايت ليمان إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي أيّدت بدورها في عام 2016 قرار المحاكم السويسرية. إثر ذلك، تمت إحالة القضية إلى الدائرة الكبرى بالمحكمة، التي أكدت القرار يوم الخميس 15 مارس الجاري.

في تعليقه على القرار، قال تاواندا موتاساه، كبير مدراء قسم القانون والسياسات في منظمة العفو الدولية: “لسوء الحظ، لقد تم تعزيز الإفلات من العقاب على جرائم التعذيب بهذا الحكم. سيظل العديد من ضحايا التعذيب الذين وجدوا ملجأ لهم في أوروبا محرومين من العدالة وجبر الضرر، رغم أنهم يستحقون ذلك وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان”.

الولاية القضائية العالمية

في عام 2011، غيّرت سويسرا تشريعها للإعتراف بمبدإ “الولاية القضائية العالمية”، الذي يسمح لها بمحاكمة أشخاص من أي جنسية يُشتبه في ضلوعهم في “جرائم دولية” (مثل جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية) تم ارتكابها في أي مكان في العالم. مع ذلك، اقتصر الأمر على محاكمة وإدانة شخص واحد فقط في الكنفدرالية بموجب هذا المبدأ، في قضية يعود تاريخها إلى أواخر التسعينيات.

في الوقت الحاضر، تواصل المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان ممارسة الضغط على سويسرا من أجل مقاضاة عثمان سونكو، وزير الداخلية الغامبي السابق وأليو كوسياه، زعيم المتمردين الليبيري السابق، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، على التوالي. مع العلم أن كلا من سونكو وكوسياه محتجزان حاليا في سويسرا، على عكس وزير الداخلية التونسي الأسبق، الذي نجا من الإعتقال خلال زيارة طبية قام بها إلى جنيف في عام 2001.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

أخبار

رسوم

المزيد

الصين والولايات المتحدة تتفقان على خفض الرسوم الجمركية بعد محادثات في جنيف

تم نشر هذا المحتوى على وفقًا للوفد الصيني، توصلت الصين والولايات المتحدة إلى "سلسلة من الاتفاقيات المهمة" خلال محادثاتهما التجارية في جنيف.

طالع المزيدالصين والولايات المتحدة تتفقان على خفض الرسوم الجمركية بعد محادثات في جنيف
تراجعت أرباح المصرف الوطني السويسري في الربع الأول.

المزيد

تراجع أرباح المصرف الوطني السويسري بسبب قوة الفرنك

تم نشر هذا المحتوى على تراجعت أرباح البنك الوطني السويسري في الربع الأول بسبب استثماراته بالعملات الأجنبية، وهي خسائر لم تتمكن الزيادة في أسعار الذهب من تعويضها.

طالع المزيدتراجع أرباح المصرف الوطني السويسري بسبب قوة الفرنك
جاك بيتيلود، السفير السويسري لدى بلجيكا والممثل الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

المزيد

السفير السويسري لدى الناتو يدعو إلى تكثيف مشاركة بلاده في مناورات الحلف

تم نشر هذا المحتوى على السفير السويسري لدى بلجيكا والناتو،، يدعو إلى تعزيز مشاركة بلاده في مناورات حلف شمال الأطلسي.

طالع المزيدالسفير السويسري لدى الناتو يدعو إلى تكثيف مشاركة بلاده في مناورات الحلف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية