سويسرا تستدعي دبلوماسيا سعوديا لشرح موقفها من الإعدامات

عناصر من قوات مكافحة الشغب الإيرانية تراقب سير مظاهرة نظمت يوم الأحد 3 يناير 2016 قرب مقر السفارة السعودية في العاصمة طهران احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. Keystone

استدعت وزارة الخارجية السويسرية في برن القائم بالأعمال السعودي يوم الإثنين 4 يناير الجاري للإعراب عن معارضتها لعملية الإعدام الجماعي الذي جرى تنفيذها بحق 47 شخصا، من بينهم رجل دين شيعي بارز.

وفي بيان رابط خارجيصدر عشية الإثنين، قالت وزارة الخارجية إنها استدعت الدبلوماسي السعودي لشرح معارضة سويسرا المبدئية لاستخدام عقوبة الإعدام. وجاء في البيان أن “هذه الإعدامات الجماعية تهدد بتأجيج التوترات الطائفية التي تسببت بعدُ في سقوط الكثير من الضحايا في المنطقة”.

كما أكدت الخارجية السويسرية أيضا على “أهمية ضمان أمن البعثات الدبلوماسية كما هو مطلوب بموجب القانون الدولي”.

في الأثناء، يمكن القول بأن إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر يوم الأحد الماضي (3 يناير 2016) و46 شخصا آخر أدينوا بتهم إرهابية – وهي أضخم عملية إعدام جماعي يتم تنفيذها في السعودية منذ عام 1980 – كشف بجلاء عن تنامي الإنقسامات المذهبية في المنطقة.

وفي طهران، تطور احتجاج نظم أمام مقر السفارة السعودية في وقت مبكر من يوم الأحد بسرعة إلى أعمال عنف حين ألقى محتجون بالحجارة والزجاجات الحارقة على السفارة ما أدى إلى اشتعال حريق في جزء من المبنى. وقد تم إيقاف 40 شخصا وأفادت تقارير بأن المحققين بصدد ملاحقة عدد آخر من المشتبه فيهم.

من جهته، أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني إعدام المملكة العربية السعودية للنمر لكنه وصف مهاجمي السفارة السعودية بـ “المتطرفين”. في المقابل، تعرضت القنصلية السعودية في مدينة مشهد (شرق إيران) إلى الهجوم أيضا.

وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أعلنت الرياض عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وأفاد وزير خارجيتها عادل الجبير أن حكومته ستوقف أيضا الرحلات الجوية بين البلدين وتقطع العلاقات التجارية. وعلى إثر ذلك، قطعت البحرين والسودان علاقاتهما مع إيران فيما خفضت الإمارات – التي يقطنها مئات آلاف الإيرانيين- كذلك تمثيلها الدبلوماسي مع طهران، أما الكويت فقد استدعت يوم الثلاثاء (5 يناير) سفيرها من ايران احتجاجا على الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية السعودية في الجمهورية الاسلامية.

وفي نيويورك، قالت بعثة السعودية لدى الأمم المتحدة يوم الاثنين إن الأشخاص السبعة والأربعين الذين أعدموا في المملكة في مطلع الاسبوع حصلوا على “محاكمات نزيهة وعادلة بدون أي اعتبار لانتماءاتهم الثقافية أو العرقية أو المذهبية.” وعبرت البعثة في بيان عن “أسف عميق” لإبداء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بواعث قلق بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة المحاكمات لأولئك الذين أعدموا ومن بينهم رجل دين شيعي بارز.

ويوم الثلاثاء (5 يناير)، أعلن مجلس التعاون الخليجي عن عقد اجتماع استثنائي في الرياض يوم السبت 9 يناير الجاري لمناقشة التوترات مع إيران بعد الهجوم على سفارة السعودية وقنصليتها في الجمهورية الإسلامية.

في المقابل، اتهمت إيران السعودية باستغلال واقعة السفارة وهجوم مماثل على قنصليتها في مدينة مشهد “كذريعة” لتصعيد التوترات في الوقت الذي جاب فيه محتجون في إيران والعراق الشوارع لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر.

من جهتها، دعت القوى الغربية والإقليمية في اليومين الأخيرين الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتهدئة التوترات. وفي برن حثت وزارة الخارجية السويسرية جميع حكومات المنطقة على العمل من أجل نزع فتيل التوتر وتهدئة الأوضاع. وجاء في البيان الصادر عنها: “يجب القيام بكل ما هو ممكن لخفض التوترات وتجنب الإستفزازات”.

في سياق متصل، يرى مراقبون أن تصاعد التوترات بين القوتين الإقليميتين المتنافستين منذ أمد بعيد يُنذر بعرقلة الجهود المبذولة لوقف الحربين القائمتين في كل من سوريا واليمن حيث تدعم السعودية وإيران أطرافا متصارعة.

يُشار إلى أن النمر كان شخصية محورية في الإحتجاجات التي نظمتها مجموعات تنتمي إلى الأقلية الشيعية في السعودية إثر اندلاع تحركات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا إلى حين إيقافه من طرف السلطات في عام 2012. وقد أدين بتهمة الإرهاب لكنه نفى الدعوة إلى ممارسة العنف.