Navigation

عندما تنتصر الرغبة في الموت على الشيخوخة والإرهاق والمرض

لا تزال المساعدة على الإنتحار غير مسموح بها بشكل صريح في سويسرا. AFP

عدد الأفراد في سويسرا الذين يرغبون في وضع حد لحياتهم بمساعدة منظمات متخصصة آخذ في الإرتفاع- بما في ذلك أشخاص ليسوا من المرضى الميؤوس من شفائهم.

هذا المحتوى تم نشره يوم 08 يوليو 2016 - 17:00 يوليو,
بقلم لاريسا م. بيلّر

هل من الصواب اختيار المرء طريقة وضع حد لحياته؟ وهل قرار الموت يعد بالفعل جزءً من الحياة؟ أم أن ذلك يؤدي إلى خلق ضغوط على المتقدمين في السن لإختيار الموت قبل الأوان؟ هذه هي الاسئلة المثيرة للجدل الرئيسية التي تحفّ حاليا بالنقاش حول الإنتحار بمساعدة الغير في سويسرا – وهي ممارسة لا تزال غير مقنّنة بشكل صريح. وحاليا، لا توجد أي ممارسة شائعة للمساعدة على الإنتحار في دور رعاية المتقدمين في السن.

ولكن الإقبال على اختيار طريقة لوضع حد للحياة، ومتى القيام بذلك، قد اتسع بشكل كبير في الآونة الأخيرة. فقد أقبل أكثر من 1200 شخص في سويسرا على الإنتحار بمساعدة الغير خلال العام الماضي، أي بزيادة تفوق الثلث عن السنة التي سبقتها (في عام 2014، 742 شخص (320 رجل و422 إمرأة) اختاروا الإنتحار بمساعدة طبيب أو منظمة مختصة، وذلك وفقا للمكتب الفدرالي للإحصاء. هذا الرقم لم يجاوز 187 شخصا في عام 2003.

الرعاية الملطّفة: بديل ممكن

تهتم الرعايا الملطّفة كذلك بتحسين طرق ونوعية وضع حد للحياة. وقد أوضح ذلك الدكتور ستيفّن إيخموللّر، المتخصص في هذا النوع من الرعاية في حوار أجرته معه صحيفة "بليك" قبل سنتيْن قائلا: "العديد من أقارب المرضى الذين اختاروا وضع حد لحياتهم، يكونون خائفين جدا في البداية، ولكن مرافقة هؤلاء الاشخاص في الطريق إلى الأجل المحتوم يقرّبهم منه أكثر. هذا الأمر يكسبهم خبرة في التعامل مع الموت ويكون مفيدا لهم ايضا في حياتهم الشخصية. فعندما يمر المرء بمحنة من هذا القبيل يصبح أقلّ خشية من نهاية مشواره هو في الحياة". وهذا الطبيب يقوم حاليا بتمهيد الطريق لتقديم الرعاية التلطيفية كبديل للمساعدة على الإنتحار. وقد عيّنته جامعة برن أستاذ كرسي مختص بهذه الرعاية، وهو ثاني كرسي من نوعه في سويسرا.

لقد أصبح قرار وضع حد للحياة أكثر مقبولية في المجتمع، وبات الناس يشعرون أكثر فأكثر أن هذه هي الطريقة الحديثة للموت. ولكن العبء الذي تتحمله الاسر غالبا ما يتم تجاهله، مثلما يقول منتقدون للمنظمات المساعدة على الإنتحار ك"إكزيت" و"ديغنيتاس". فقد اظهرت دراسة سويسرية تعود لعام 2012 أن العديد من الأقارب عانوا من الصدمة إثر عمليات مساعدة على الإنتحار حتى بعد مرور سنوات على حدوثها. وخلصت نفس الدراسة إلى أن الموت "الطبيعي" يتسبب أيضا في ازمة كبيرة للأقارب، ولكن المشاكل النفسية أكثر شيوعا عقب الأنتحار بمساعدة الغير.

"حبوب التنويم الأبدي"

ورد في دراسة أنجزتها جامعة زيورخ أن الحبوب المنومة تستخدم بشكل متزايد في المستشفيات في نهاية الحياة. وفي العادة، يتناول هذه الحبوب المرضى الميؤوس من شفائهم، أو الذين يعانون من آلام حادة، أو يريدون الموت ببساطة.

وقد ارتفعت نسبة اللجوء إلى هذه الأدوية المنومة بشكل كبير في المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية، في فترة قصيرة جدا، وفقا للدراسة التي نشرتها نسخة الأحد من صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ". وفي عام 2001، نجمت 4,7% من الوفيات عن هذا النوع من التنويم، قبل أن ترتفع النسبة إلى 17,5% في عام 2013. وهذا معدل عال بالمقارنة مع بلدان أخرى، مثلما أوضحت هذه اليومية الرصينة التي تصدر بالألمانية في زيورخ.

رأيكم يهمنا في هذه المسألة: هل اختيار المرء لطريقة موته هو حقا جزء من حياته؟ أو أن المساعدة على الإنتحار بشكل قانوني يُحدث ضغطا متزايدا على المُسنين ويدفعهم إلى اختيار الموت قبل الأوان؟


متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

ترتيب حسب

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.