صحيفة سويسرية: أزمة غزة الإنسانية تكشف “إفلاسًا أخلاقيًا عالميًا”

تناولت الصحف السويسرية هذا الأسبوع تطورات الشرق الأوسط من زوايا مختلفة، تراوحت بين انتقادات للتصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، وتفاؤل اقتصادي حذر في سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكية، وتحذيرات من تصاعد النفوذ التكنولوجي الصيني في النزاعات الإقليمية، لا سيما في اليمن.
صحيفة سويسرية: تهديدات أوروبا لإسرائيل عجز سياسي
اعتبر الصحفي يوناس روت أن التهديدات الصادرة عن دول أوروبية تجاه إسرائيل، في سياق التصعيد العسكري في قطاع غزة، تعبّر عن عجز سياسي أكثر مما تعكس قدرة فعلية على التأثير في مسار النزاع.
عزيزي/عزيزتي القارئ(ة)،
ندعوك للمشاركة في استطلاع رأيرابط خارجي قصير، لا يستغرق أكثر من 5 دقائق.
ملاحظاتك مهمة جدًا لتحسين محتوى موقعنا وتقديم تجربة قراءة أفضل.
جميع إجاباتك ستُعامل بسرية تامة.
[شارك.ي في الاستطلاعرابط خارجي
شكرًا لمساهمتك القيّمة.
وأشار الكاتب في مقال رأي، في صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ، إلى أن الدول الغربية تجد نفسها في موقف صعب، حيث تحاول الموازنة بين دعمها التقليدي لإسرائيل وانتقاد سياساتها في غزة.
ويرى الكاتب أن الضغوط الغربية المتزايدة على إسرائيل لوقف الحرب قد تأتي بنتائج عكسية، مشيرًا إلى أن المطلوب ليس مزيدًا من المواجهة، بل العودة إلى منطق التعاون – بما في ذلك من جانب إسرائيل.
ويقول: “تعكس محاولات الضغط الغربية على إسرائيل قبل كل شيء حالة من العجز الذاتي، وربما حتى شعورًا باليأس، في ظل حرب دامية في الشرق الأوسط مستمرة منذ 19 شهرًا”.
لا التهديدات الأوروبية ولا الفتور الأميركي سيؤديان إلى إنهاء الحرب قريبًا، بل إن عزل إسرائيل دوليًا قد يدفعها إلى مزيد من التصعيد ضد خصومها.
نويه تسورخير تسايتونغ
+ اشترك.ي في نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
ويشير الكاتب إلى أن فرنسا وبريطانيا وكندا استخدمت لأول مرة لهجة تهديد علنية، محذّرة من “إجراءات ملموسة” إذا لم توقف إسرائيل هجومها، وترفع القيود المفروضة على إيصال المساعدات. وفي هذا الإطار، علّقت بريطانيا محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على مستوطنين ومستوطنات، فيما لوّحت فرنسا وهولندا بإعادة النظر في اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
ويؤكد روت أن لا التهديدات الأوروبية ولا الفتور الأميركي سيؤديان إلى إنهاء الحرب قريبًا، بل إن عزل إسرائيل دوليًا قد يدفعها إلى مزيد من التصعيد ضد خصومها. وكتب روت أن مطلب إسرائيل بتفكيك الحركة الإسلامية المسلحة حماس مشروع، إلا أن تحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يتم من خلال الضغط العسكري وحده، بل عبر مشروع طويل الأمد يتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا يشمل الدول الغربية والعربية.
وفي ختام المقال، يشدّد الكاتب على أن السعي إلى هذا المسار التعاوني أفضل من إطلاق تهديدات جوفاء تفتقر إلى المصداقية ولا تُسهم في إحراز تقدم فعلي. ويقترح، بدلًا من ذلك، الاستثمار في مبادرات تعزّز الاستقرار الإقليمي وتشجع الإصلاحات في العالم العربي.
(المصدر: صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ،رابط خارجي 20 مايو 2025، باللغة الألمانية)
دومينيك إده: غزة مرآة لانهيار إنسانية العالم

في مقابلة مطوّلة مع صحيفة لوتون، عبّرت الكاتبة والمفكرة اللبنانية-الفرنسية دومينيك إدّه عن رؤيتها القاتمة لما يجري في قطاع غزة، معتبرة أن العالم يشهد “حدوث الأسوأ” في ظل ما وصفته بـ “تواطؤ صامت” من القوى الكبرى.
هدف الحكومة الإسرائيلية هو محو فلسطين في سياق منطقة مجزأة وخاضعة.
لوتون
وكانت إدّه صديقة ومقربة من فنّانين وكتّاب كبار أمثال فيديريكو فيليني، وجان جينيه، وإدوارد سعيد، المفكر الفلسطيني البارز الذي خصصت له كتاباً بعنوان إدوارد سعيد، رواية فكره. وقالت إدّه إن المشاهد المروعة من غزة تُحفر في الذاكرة وتُفجع العقل، متهمة الحكومة الإسرائيلية بارتكاب ما وصفته بـ “إبادة جماعية”، وانتقدت استمرار تدفق الأسلحة الأوروبية لإسرائيل حتى بعد تحذير محكمة العدل الدولية، في يناير 2024، من خطر وقوع إبادة جماعية.
وفي الوقت الذي أدانت فيه السياسات الإسرائيلية، لم تُعفِ الأحزاب الإسلامية المسلحة، مثل حزب الله وحماس، من مسؤوليتها، ووصفتها بـ”حركات ظلامية صادرت خطاب المقاومة لحسابها”.
وتساءلت إدّه عما تبقى من مصداقية القيم التي قامت عليها أوروبا، مؤكدة أن عجزها عن التحرك ينبع من ارتباكها التاريخي تجاه المحرقة من جهة، ومن النكبة الفلسطينية من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن خطاب «السلام مقابل نكبة جديدة»، الذي تروّج له بعض الأصوات السياسية الواقعية لا يمكن أن يصمد، قائلة: “أرفض التصديق بأن سلامًا مبنيًا على أنقاض تضحية بشرية بهذا الحجم يمكن أن يدوم». وأضافت أن هدف الحكومة الإسرائيلية هو محو فلسطين في سياق منطقة مجزأة وخاضعة.
وترى دومينيك إدّه أن السياسات العالمية باتت خاضعة بشكل متزايد لمنطق المال، محذّرة من تراجع السياسة أمام النفوذ المالي، ومعتبرة أن شخصيات مثل دونالد ترامب تجسّد هذا التحول: “في الوقت الذي يجني فيه دونالد ترامب المكاسب المالية في الرياض أو الدوحة، والتي أصبحت بمثابة المحرك شبه الحصري للسياسات العالمية، يقوم نتنياهو بإتمام المهمة في عملية التطهير العرقي”.
وفي هذا السياق، ربطت إدّه بين الانهيار الأخلاقي للنظام العالمي وما يجري في غزة، قائلة إن “انهيار غزة هو إفلاس كوني”.
وفي ختام الحوار، رأت أن مبادرة “أرض للجميع”، التي تقترح دولة ثنائية القومية بحدود مفتوحة، تمثل فكرة جديرة بالاهتمام، لكنها تتطلب شغفًا حقيقيًا بالسلام، ورؤية واضحة تفتقر إليهما الساحة الدولية اليوم.
(المصدر: صحيفة لوتون،رابط خارجي 20 مايو 2025، بالفرنسية)
ترامب يفتح نافذة أمل اقتصادي في سوريا رغم الدمار

رصدت صحيفة نويه تسرخر تسايتونغ تبعات قرار دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، رفع العقوبات عن سوريا، وقالت إن البلاد تشهد موجة من التفاؤل، خاصة في مدينة حلب التجارية. فبعد سنوات من الحرب والعزلة، عاد الأمل في مستقبل أفضل إلى رجال ونساء الأعمال في سوريا.
وأضاف الصحفي دانيال بوم في تقرير ميداني من حلب، القلب الاقتصادي لسوريا، أن بعض القطاعات، وخاصة صناعة النسيج، بدأت تشهد انتعاشًا ملحوظًا. ويقول أحمد السواس، صاحب مصنع نسيج: “رغم كل المشاكل، الوضع أفضل مما كان عليه في السابق. فقد كنا، تحت حكم الأسد، نتعرض للنهب بشكل منتظم”.
كما بدأت الجاليات السورية المغتربة في التفكير بالعودة للمساهمة في إعادة إعمار البلاد. ويقول فيصل فاكر ويسي، تاجر حبوب يخطط لنقل أعماله من تركيا إلى حلب: “عندما أعلن ترامب عن رفع العقوبات، عرفت أن هذا هو الوقت المناسب”.
وينوه الكاتب إلى أن التحديات لا تزال كبيرة. فالبنية التحتية مدمرة، والاضطرابات الأمنية مستمرة في بعض المناطق. كما أن الوضع لا يزال صعبًا بالنسبة لعامة الشعب في سوريا. ويقول حسين ملكي، مؤذن في حلب: “لا يوجد عمل، لا يوجد مال. وبالكاد يستطيع الناس شراء الطعام”.
ويختم بالقول إنه رغم هذه التحديات، يبدو أن رفع العقوبات قد يكون بداية لفصل جديد في تاريخ سوريا الاقتصادي، لكن الطريق نحو التعافي الكامل لا يزال طويلاً.
(المصدر: صحيفة نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 20 مايو 2025، باللغة الألمانية)
الصين تدعم جماعة الحوثي بصور أقمار صناعية

سلّطت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ الضوء على تصاعد تدخل الصين في النزاعات الإقليمية، عبر استخدام تقنياتها المتقدمة في مجالات الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة. وركّزت الصحيفة على ما وصفته بدعم تكنولوجي صيني لجماعة الحوثي في اليمن، وهو ما اعتبرته واشنطن مثالًا على استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذ بكين ومواجهة الهيمنة الغربية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن تقارير استخباراتية أمريكية، فإن شركة صينية تُدعى (Chang Guang Satellite Technology) زوّدت الحوثيين بصور أقمار صناعية عالية الدقة، ما يسهّل تحديد مواقع السفن في البحر الأحمر، وتنفيذ هجمات أكثر دقة، في ظل الصراع الجاري منذ أواخر عام 2023.
وترى الصحيفة أن هذا التدخل لا يقتصر على اليمن، بل يمتد إلى دعم روسيا بصور مشابهة خلال حربها في أوكرانيا، وتوريد مكوّنات تكنولوجية تُستخدم في تصنيع المسيّرات من قبل إيران وجماعات مرتبطة بها، مثل حزب الله وحماس.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه التطورات تعكس تنامي محور الأنظمة الاستبدادية، الذي يضم الصين وروسيا وإيران، وتُستثمر فيه التكنولوجيا كأداة نفوذ وتأثير سياسي.
وتخلص الصحيفة إلى أن الصراع في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهة مع ميليشيا محلية، بل هو جزء من صراع عالمي أوسع، حيث تلعب الصين دورًا متزايد الأهمية في دعم القوى المعادية للغرب.
(المصدر: صحيفة نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 20 مايو 2025، باللغة الألمانية)
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنك الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديك رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 30 مايو مع عرض صحفي جديد.
مراجعة :ريم حسونة
للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.