The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

تمَّام العودات: طبيب وصحافي وناشط في المجال الإنساني  

إيموجين فولكس

تمَّام العودات، الطبيب السوري والناشط في العمل الإنساني، انتقل من ساحات الإغاثة إلى فضاء الصحافة، ويطرح أسئلة جوهرية حول دور وكالات الإغاثة وحدود الحياد في مناطق النزاع.

يعود بودكاست “من داخل جنيف” بسلسلة صيفية جديدة، نبدأها مع تمَّام العودات، الطبيب الناشط في العمل الإنساني. ولعلَّ جمهورنا المتابع يتذكّر حلقات الصيف الماضي. فقد استضفنا كريس لوكيير، من منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، وأنطونيا مولفي، من الحركة القانونية العالمية (Legal Action Worlwide)، وفيريشتا عباسي، المدافعة عن حقوق المرأة الأفغانية، من منظمة “هيومن رايتش ووتش”. فإذا فاتتك هذه الحلقات، أو رغبت في الاستماع إليها مجدّدًا، يمكنك النقر هنا.

وفي هذا الصيف، نستضيف مجموعة أخرى من الشخصيات المتميزة، تشمل مرشحًا لمنصب قاضٍ في محكمة العدل الدولية، وشخصية قيادية في مجال الإغاثة في غزة، وأخرى بدأت مسيرتها الإنسانية في غزة في الثمانينات، وشخصيات متميزة أخرى.

للاستماع إلى الحوار مع تمّام العودات، أنقر على البودكاست التالي:

محتويات خارجية

ونبدأ السلسلة مع رجل أمضى جزءًا كبيرًا من حياته في العمل الإنساني، ولكنّه انتقل اليوم، وربما بشكل مفاجئ، إلى عالم الصحافة.

إنّه تمَّام العودات، من سوريا، حيث عاش حتى بلغ منتصف العشرينات من عمره. ويتذكّر تلك المرحلة بوصفها “حياة نموذجية للطبقة المتوسطة من جوانب كثيرة، وخارجة عن المألوف في جوانب أخرى”. فلا تتطابق أفكارنا الغربية النمطية عن الحياة في أي مكان يقع في الشرق الأوسط، بالضرورة مع الواقع المعيش لتمّام، الناشئ في بيئة علمانية نسبيًّا. فقد حاز والده، المنحدر من قرية في جنوب سوريا، على الدكتوراه في ما كان يُعرف آنذاك بالاتحاد السوفياتي. ويتذكّر تمَّام العودات أنّ والده لم يكن يومًا منتميًا إلى “حزب منظّم”، ولكنه بقي طيلة حياته اشتراكيًّا ملتزمًا.

المزيد
وجهات نظر

المزيد

كيف يمكننا التصدي للتهديدات الصحية في المستقبل؟

تم نشر هذا المحتوى على يقدم قانون الكوارث الدولي رؤى قيمة للمفاوضات بشأن معاهدة الأوبئة، كما يقول باحثان في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف.

طالع المزيدكيف يمكننا التصدي للتهديدات الصحية في المستقبل؟

دولة بوليسية وحشية 

في الوقت عينه، نشأ تمَّام العودات تحت حكم نظام الأسد، في “دولة بوليسية يحكمها دكتاتور شرير”. وكانت معظم الوظائف مرتبطة بالنظام، باستثناء بعض المهن المانحة هامشًا من الحرية، مثل الهندسة أو الطبّ. فقرّر العودات دراسة الطب.

وأسفر عمله مع الهلال الأحمر السوري عن لقاء غير متوقّع مع مسؤول من الصليب الأحمر البريطاني، وفرصة للعمل خارج سوريا. ويقول لبودكاست “من داخل جنيف”: “قدّم لي عقد عمل مع الصليب الأحمر البريطاني. وأرسلني إلى العراق، كان ذلك في عام 2003. وقد لا يكون ذلك ألطف ما يمكن فعله تجاه شخص ما، ولكن هذا ما طلبتُه بالضبط”.

العراق ثمّ آتشيه وخيبة الأمل

وصل تمَّام العودات إلى بغداد بعد وقت قصير على الغزو بقيادة الولايات المتحدة، والإطاحة بصدام حسين. ويتذكر جوّ التفاؤل السائد في البداية. فقد تمتَّع عمّال الإغاثة بحرية التحرّك، وسط شعور بإمكانية تحقيق أمور إيجابية. ولكن تغيّر المشهد تمامًا بعد تفجير مقرّ الأمم المتحدة في أغسطس 2023، وتلاه هجوم آخر على مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد، في أكتوبر. ويقول:” تحوّل جوّ الاحتفال بـ”تحرير البلاد” رأسًا على عقب، وبشكل سريع”.

وقد تصاعد القلق في ظلّ تزايد الشعور بانعدام الأمن، وزيادة الاعتداءات على عمّال الإغاثة، والأنشطة المشبوهة التي أقدم عليها أحيانًا بعض المستشارين والمستشارات العاملين.ات مع الحكومة الأمريكية، إلى جانب شركات أمن خاصة.

ويقول تمَّام:” تتمثل أحد أساليب الغزو الأميركي في ضمان سير العمل الإنساني بشكل شبه مستقل. والقول “أيًّا تكن المشكلات الظاهرة، سنحلّها بمساعدة هذا الفريق”.

ولكن لم تبعد تجربة العراق تمَّام العودات عن العمل الإنساني. فانتقل إلى آتشيه، إندونيسيا، في أعقاب كارثة تسونامي آسيا. وقال إنّها كانت المرة الأولى لمشاهدته “السيرك الإنساني” بالفعل، حيث وُجد عدد هائل من عمّال الإغاثة لدرجة تغيُّر الاقتصاد بأكمله، و”انتقلنا من طعام يُقدّم على أوراق موز، إلى مطعم جديد يقدّم البيتزا”.

وقد يتذكّر الجمهور الدائم لبودكاست “من داخل جنيف”، أنّ تمَّام كان ضيفنا لأوّل مرّة في العام 2021، إذ ناقشنا ما إذا كان من الضروري “نزع الطابع الاستعماري” عن الوكالات الإنسانية. وما زالت تلك الحلقة من بين الأكثر استماعًا، وتعكس بعض الأفكار التي يتبنّاها تمَّام، وعدد كبير من العاملين والعاملات في المجال الإنساني بشأن طبيعة عملهم.ن.

المزيد
Yemeni ids looking for food

المزيد

هل تأخر الوقت لإنقاذ اليمن من براثن الكوليرا؟

تم نشر هذا المحتوى على حصدت الكوليرا  حتى الآن حياة أكثر من 1700 شخص. كما أدى النزاع المسلح بين حكومة الرئيس هادي المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله (الحوثيين) إلى انهيار البنى التحتية في البلد ولا سيما النظام الصحي وتلوث مياه الشرب وانهيار مرافق مياه الصرف. ونتيجة لذلك تحول مرض الكوليرا إلى وباء في مناطق شتى من البلاد.  في ظل هذه…

طالع المزيدهل تأخر الوقت لإنقاذ اليمن من براثن الكوليرا؟

“حياد وهمي”

واليوم، يشير تمَّام العودات إلى حاجة وكالات الإغاثة إلى طرح أسئلة تحليلية وعميقة على نفسها، منها: متى تقدّم هذه الوكالات المساعدة، ومتى تعمّق المشكلة بدل حلّها؟ وهل “تُستخدم [المساعدات] كأداة من قبل قوات الغزو؟”؛ وهذا شعور بدأ يخالجه خلال وجوده في العراق.

ويطرح تساؤلات حول ما يسمّيه ” الفهم الوهمي للحياد باعتباره صمتًا”، إذ تفسّر العديد من المنظمات الإنسانية القيم التقليدية للحياد والنزاهة، على أنّها تعني عدم التنديد بمعتدٍ أو مجرم حرب أبدًا.

ويختلف أيضًا مع الرأي القائل إن تقديم بعض المساعدات الإنسانية أفضل من لا شيء. ويضيف:” السؤال هو، هل يمكننا الاكتفاء بوضع سقف فوق رؤوس الناس دون اتخاذ أيّ إجراء تجاه النظام؟”

ويتابع: “إذا تعرّض منزلك للقصف لأوّل مرة، أفهم ذلك. ولكن إذ تعرّض للقصف للمرّة السابعة عشرة، وإذا اسُتبدل منزلك بخيمة من القماش المشمّع، والطعام بأعلاف الحيوانات أو الأعشاب، كما هي الحال اليوم في غزة، فهل يمكننا الاستمرار في القول إنّ العمل الإنساني أفضل من لا شيء؟”

هذه نقطة واحدة من بين عدّة نقاط ذكرها في المقابلة، وقد يعترض عليها غيره من عمّال الإغاثة. فالنقاش مثير للاهتمام، ودفعني حتمًا إلى التفكير ببعض “الحقائق” المتعلّقة بالعمل الإنساني، والتي تمسّكت بها طيلة هذه السنوات.

لسماع المقابلة كاملة [باللغة الإنجليزية] مع تمَّام العودات، واكتشاف المزيد عن انتقاله من عمل الإغاثة إلى الصحافة، إذ يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة “ذا نيو هيومانيتاريان” (The New Humanitarianرابط خارجي)، أدعوكم.ن للاستماع إلى بودكاست “من داخل جنيف”، ونحن بانتظار آرائكم.ن!

ترجمة: ناتالي سعادة

مراجعة: ريم حسونة

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية