
أردوغان يشيد “بالتقدم الملموس” في محادثاته مع ترامب

أنقرة (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن محادثاته مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس أحرزت “تقدما ملموسا” في مجموعة من القضايا الإقليمية والثنائية خلال أول اجتماع لهما في البيت الأبيض منذ ست سنوات، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والتجارة.
ولم يتضمن نص تصريحات أردوغان للصحفيين خلال رحلة عودته من واشنطن أي إشارة مباشرة إلى مشتريات تركيا من النفط الروسي أو الطائرات المقاتلة الأمريكية والتي كانت جزءا أساسيا من محادثات أمس الخميس.
وبعد علاقة فاترة مع جو بايدن، سلف ترامب، حرصت أنقرة على الاستفادة من العلاقات الشخصية الودية بين أردوغان والرئيس الجمهوري ومن حرص الإدارة الأمريكية على إبرام صفقات ضخمة في مجالي السلاح والتجارة.
* أردوغان يغادر “سعيدا”
قال أردوغان إنه تبادل مع ترامب وجهات النظر بشأن خطوات لتعزيز التجارة، منها معاودة النظر في الرسوم الجمركية لتحقيق هدفهما إيصال حجم التجارة البينية إلى 100 مليار دولار.
وأضاف أنه غادر “سعيدا” بعد الاجتماع.
ونقل عنه مكتبه في نص نشره لتصريحاته يوم الجمعة القول “من المستحيل بالتأكيد تسوية جميع القضايا في اجتماع واحد. غير أن هذا الاجتماع شهد إحراز تقدم ملموس في كثير من القضايا”.
وكشفت الخطوط الجوية التركية عن صفقة طال انتظارها عقب الاجتماع، معلنة عن نيتها طلب 75 طائرة بوينج 787، وإتمام مفاوضات بشأن 150 طائرة 737 ماكس، بشرط إجراء محادثات إضافية تتعلق بالمحركات.
وعقب الاجتماع، عبر ترامب للصحفيين بعد اجتماعه يوم الخميس مع أردوغان عن اعتقاده بأن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، ستوافق على طلبه وقف شراء النفط الروسي. ونوعت تركيا في السنوات القليلة الماضية مصادر إمدادها بالطاقة، ولكنها عارضت أيضا العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا، مؤكدة حاجتها إلى موازنة علاقاتها مع موسكو وكييف.
وتعليقا على محادثات ترامب وأردوغان، قال الكرملين يوم الجمعة إن التعاون بين روسيا وتركيا مستمر.
ورغم أن النص التركي لم يشر إلى النفط، فإن وزير الطاقة التركي قال إن البلدين وقعا مذكرة تفاهم استراتيجية للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية.
* مصير طائرات إف-35 والعقوبات مبهم
وكان أردوغان وترامب شددا قبل الاجتماع على أن شراء تركيا طائرات إف-16 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن وسعيها لتجاوز العقوبات الأمريكية من أجل الحصول على طائرات إف-35 المتطورة كانا من أبرز النقاط المدرجة على جدول الأعمال.
وقال ترامب للصحفيين قبل الاجتماع وبعده إنه ربما يرفع العقوبات التي فرضتها واشنطن عام 2020 خلال ولايته الأولى بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
وأدت تلك العقوبات إلى استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات إف-35، الذي كانت تشارك فيه كمشتر ومصنع، ما دفع أنقرة إلى تطوير طائرات مقاتلة محلية والسعي لشراء بدائل مثل طائرات يوروفايتر تايفون.
ولم تشر تعليقات أردوغان إلى الطائرات أو العقوبات.
وقال الرئيس التركي إنه أجرى مع ترامب مناقشات مستفيضة بخصوص حرب إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، في غزة وجهود السلام هناك.
وأضاف أنهما “توصلا إلى تفاهم” بشأن سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسلام دائم في غزة والأراضي الفلسطينية. وقال أردوغان إنه أوضح لترامب ضرورة حل الدولتين في الشرق الأوسط لتحقيق السلام في المنطقة.
وتوجه تركيا انتقادات حادة للهجوم الإسرائيلي على غزة، واصفة إياه بأنه “إبادة جماعية” ودعت دولا، من بينها الولايات المتحدة، إلى وقف دعمها لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتنفى إسرائيل هذه الاتهامات بشدة.
(إعداد محمود سلامة وبدور السعودي للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)