 
الصحة العالمية ومسؤولون: مخاوف من مقتل مئات في اقتحام آخر مستشفى عامل بالفاشر في السودان
 
من نفيسة الطاهر
(رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية ومسؤول سوداني إن آخر مستشفى يعمل في مدينة الفاشر السودانية تعرض للاقتحام ويُخشى أن يكون المئات قد قُتلوا هناك بعد أن اجتاحت قوات شبه عسكرية المدينة هذا الأسبوع.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشأن الوفيات حتى الآن، نظرا لانقطاع الاتصالات داخل المدينة وانقطاع الاتصال بالأطباء في المستشفى منذ استيلاء قوات الدعم السريع شبه العسكرية على آخر معقل للجيش السوداني في المدينة يوم الأحد.
ولم يتضح التوقيت الدقيق للاقتحام الذي قال المسؤول السوداني وكذلك أطباء ونشطاء إن قوات الدعم السريع نفذته. ورفضت قوات الدعم السريع التقارير ووصفتها بأنها معلومات مضللة وقالت في بيان إن جميع مستشفيات الفاشر هُجرت.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فر أكثر من 36 ألف شخص من الفاشر منذ يوم الأحد، لكن ليس هناك معلومات تذكر عن مصير أكثر من 200 ألف آخرين يُعتقد أنهم بقوا هناك خلال هجوم قوات الدعم السريع وحصارها للمدينة الذي استمر 18 شهرا.
وتخشى المنظمات الحقوقية منذ فترة طويلة من أن يؤدي استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر المنكوبة بالمجاعة إلى عمليات قتل انتقامية جماعية، وأبلغ هاربون من المدينة عن عمليات قتل دون محاكمة.
واتهمت منظمات حقوقية ومسؤولون أمريكيون قوات الدعم السريع وميليشيات تقاتل معها بالتطهير العرقي في دارفور، وهو ما وثقته رويترز. وكانت الفاشر آخر منطقة كبيرة متبقية تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور مترامي الأطراف بغرب البلاد، حيث تقاتل قوات الدعم السريع الجيش منذ اندلاع الحرب في أبريل نيسان 2023.
* عمليات خطف وهجمات على المستشفيات
قال حاكم إقليم دارفور مني مناوي، وهو قائد سابق لمسلحين في دارفور متحالف الآن مع الجيش ضد قوات الدعم السريع، عبر منصة إكس يوم الأربعاء إن 460 شخصا قُتلوا في الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر.
ولم يقدم مناوي تفاصيل ولم يتسن الوصول إليه للتعليق. وقالت مجموعتان للأطباء السودانيين، نقلا عن مصادر في قلب الأحداث، وشبكة ناشطين من الفاشر إنهم يعتقدون أن مئات الأشخاص في عنابر مؤقتة حول المستشفى قتلوا أيضا بالإضافة إلى من كانوا بداخله. ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من هذه الروايات.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان يوم الأربعاء إن أربعة أطباء وممرضة وصيدلانيا اختطفوا من المستشفى السعودي. ولم يتمكن مصدر من العاملين في المجال الإنساني من تأكيد عدد القتلى لكنه أكد وقوع عمليات اختطاف.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية لرويترز إن المنظمة تحققت من الهجوم استنادا إلى إفادات عدة شهود وحساب حكومي وصور ومقاطع فيديو.
ونشر مناوي مقطع فيديو وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا إنه يظهر الهجوم على المستشفى، لكن رويترز حددت موقعه الجغرافي في موقع مختلف وهو مبنى جامعة الفاشر الذي قال اثنان كانا يقيمان به سابقا إنه كان يستخدم كمأوى.
ومع ذلك، أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية للمستشفى في 28 أكتوبر تشرين الأول نشرها مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل مجموعات من الأجسام البيضاء محاطة ببقع حمراء على الأرض قالت إنها تتفق مع وجود رفات بشرية حول المستشفى.
ووفقا لسكان وأطباء وعاملين في المجال الإنساني في الفاشر، هاجمت قوات الدعم السريع مرارا المستشفيات داخل المدينة في أثناء الحصار، واستهدفتها بنيران صواريخ وطائرات مسيرة ومداهمات نفذها مسلحون.
وخلال الحصار، كان الأطباء الذين بقوا في الفاشر يعالجون حالات سوء التغذية والصدمات وحالات الوضع في المستشفى السعودي مع القليل من الإمدادات إن وجدت، بعد الفرار من جميع المستشفيات الأخرى بسبب الهجمات.
(شاركت في التغطية إيما فارج وكاثرين كارتييه وميلان بافيتشيتش وخالد عبد العزيز – إعداد أميرة زهران للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
