The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

المخرج جعفر بناهي يأسف لعدم تمكنه من تمثيل إيران في جوائز الأوسكار

afp_tickers

يتنقَل المخرج الإيراني جعفر بناهي بين المدن الأميركية منذ أسابيع في جولة شملت بشكل خاص لوس أنجليس  ونيويورك وسياتل، بهدف الترويج لفيلمه “مجرد حادث” Un simple accident، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، والذي اختير لتمثيل فرنسا في جوائز الأوسكار.

ويعرب المخرج الذي كان محظورا عليه لسنوات طويلة الخروج من إيران عن سعادته باختيار شريطه الذي يتوقع كثر أن يفوز بالأوسكار في فئة أفضل فيلم روائي أجنبي. ويقول “لقد اختير فيلمي في نهاية المطاف”. 

ففيلمه الروائي الذي صُوّر سرا، ويقع فيه سجّان من الجمهورية الإسلامية بين أيدي سجنائه السابقين، كاد لا يكتمل، إذ أوقفت الشرطة التصوير، قبل أن يستكمله على عجل بعد بضعة أسابيع.

وأتاح العمل الذي تولته شركة فرنسية في باريس في مرحلة ما بعد التصوير تأهيله للترشح للأوسكار باسم فرنسا.

لكنّ المخرج المُعارِض البالغ 65 عاما يتمنى رغم ترشيح فيلمه أن تتغير قواعد أكاديمية الأوسكار، بما يتيح للفنانين الإيرانيين الخاضعين للرقابة في طهران تمثيل وطنهم.

 ويقول لوكالة فرانس برس في لوس أنجليس “كنت أودّ لو أنافس على جائزة الأوسكار لبلدي. لكن عندما يكون مجتمع ما مضطهدا، تنشأ بعض الصعوبات”.

وهذه المشكلة ليست جديدة، فبينما تختار مهرجانات كان والبندقية وبرلين الأفلام من مختلف أنحاء العالم بناء على أهليتها الفنية، تُلزم جوائز الأوسكار سلطات كل دولة ترشيح فيلم باسم البلد لجائزة أفضل فيلم روائي دولي.

– سينما “إنسانيات” –

وهذا النظام واجه انتقاداتٍ متزايدة في السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل تصاعد الاستبداد.

فهو “يُضعف استقلالية المخرجين ويُقوّضها” في رأي بناهي الذي سُجن مرتين، ومُنع من السفر خارج إيران لنحو 15 عاما، ولا يزال يُواصل عمله السينمائي رغم الحظر الذي فُرض عليه منذ عام 2010 لمدة 20 سنة.

ويشدّد بناهي على أن “السينما الإيرانية سينما إنسانيات، ولطالما لاقت استحسان الجمهور في مختلف أنحاء العالم”، مُذكّرا بجائزتَي الأوسكار اللتين مُنحتا لفيلمَي أصغر فرهادي “انفصال” عام 2011 و”البائع” عام 2016. والنجاح العالمي الذي حققه عباس كياروستامي بحصوله على السعفة الذهبية عام 1997 عن فيلم “طعم الكرز”.

وإذ كان فرهادي وكياروستامي تمكنا من الالتفاف على ضغوط النظام في طهران، فهذا لم يعد سهلا بعد قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت عام 2022 إثر وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها في أيلول/سبتمبر 2022 لدى شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس.

وفي العام الفائت مثلا، غادر المخرج محمد رسولوف إيران هربا من حكم بالسجن ثماني سنوات بعد تصويره فيلمه “دانه انجیر مقدس” (أي “بذرة التين المقدس”) الذي رشحته ألمانيا لجوائز الأوسكار. 

وهو الذي كان مع بناهي عندما أُلقي القبض عليه عام 2010 في منزله، حيث كان الفنانان يعملان على فيلم.

– “للمستقبل أيضا” –

ومنذ ذلك الحين، طوّر المخرج أساليبه في التصوير سرا.

ويدور جزء كبير من حبكة فيلم “مجرّد حادث” في شاحنة صغيرة، تُستخدم أيضًا كمخبأ. أما المشاهد الخارجية، فقد صُوّرت في مناطق صحراوية أو أحياء أقل ازدحاما.

ويتناول الفيلم، المستوحى من فترة سجنه، نقاشات محتدمة بين إيرانيين عاديين كانوا في السجن نفسه، في شأن ما  يريدون أن يفعلوه بسجانهم السابق الذي اختطفه ميكانيكي سيارات. ويحارون بين قتله انتقاما للإهانات التي عانوا منها، وبين رفضهم الانحدار إلى مستوى سجّانهم. 

من خلال هذا السجّان، يرسم المخرج صورة لإيران، إذ ربما تتحول هذه المعضلة الأخلاقية يوما إلى معضلة جماعية، في حال تداعي النظام الحاكم.

ويؤكد بناهي أن الفيلم “لا يتناول الحاضر فحسب، بل المستقبل أيضا”.

رفو/ب ح/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية