The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

تحليل-ترامب مارس نفوذا للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة لكن قضايا عالقة لا تزال قائمة

reuters_tickers

من مات سبيتالنيك

واشنطن (رويترز) – مع دخول الحرب على قطاع غزة عامها الثالث، حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما لم يستطع أي زعيم عالمي آخر تحقيقه، وهو إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ الخطوة الأولى من اتفاق سلام أوسع نطاقا مع إقناع دول أخرى في الشرق الأوسط بالضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ويقول محللون إن اتفاق ترامب الذي أُبرم على عجل ووُقع في مصر يوم الخميس يترك مجموعة من القضايا دول حل وهو ما يمكن أن يعوق تنفيذ المرحلة الأولى ويعرقل التقدم نحو المرحلة التالية على الرغم من طبيعته التاريخية المحتملة.

ورغم إشادتهم بترامب لدوره في ما اعتبروه أكثر انفراجة واعدة حتى الآن لإنهاء الحرب، يقول خبراء إن التحدي الفوري يتمثل في تسوية التفاصيل العملية لما تم الاتفاق عليه على الورق، وهي وقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي الجزئي من داخل القطاع المدمر.

وبعد ذلك، يجب على المفاوضين تناول الأجزاء الأخرى من خطة ترامب المكونة من 20 نقطة والتي لا يزال الطرفان على خلاف شديد بشأنها، بما في ذلك نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة، وإنهاء الصراع رسميا وحكم غزة بعد الحرب.

ولم يجر التعامل مع أي من هذه الأمور خلال المفاوضات غير المباشرة التي عقدت على مدى ثلاثة أيام في مدينة شرم الشيخ المصرية حيث أرسل ترامب صهره جاريد كوشنر ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للمساعدة في الوساطة. ولكن من غير المرجح فيما يبدو التوصل إلى حل سريع.

وقال جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط “هناك عدد هائل من النقاط الشائكة المحتملة التي ستحدد حقا ما إذا كان وقف إطلاق النار هذا سيصبح بداية السلام أم مجرد منعطف آخر في دورة العنف”.

وأضاف بانيكوف، الذي يعمل الآن في مركز المجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن، أن منع اتفاق وقف إطلاق النار من الانهيار، كما حدث في عهد ترامب وسلفه الديمقراطي جو بايدن، سيتطلب جهدا مستمرا ومفصلا من الرئيس وفريقه للأمن القومي.

لكن ذلك لن يكون سهلا مع تجريد فريق السياسة الخارجية لترامب من بعض أعضائه المحنكين بسبب خفض عدد الوظائف وإغلاق الحكومة الاتحادية الآن.

ولكن في الوقت الراهن يبدو أن ترامب، الذي يروّج للاتفاق باعتباره سببا آخر للفوز بجائزة نوبل للسلام، اكتسب من خلال قوة الإرادة زخما لإحلال السلام في غزة يتجاوز ما كان يعتقده خبراء كثيرون.

ومن شأن إتمام هذا الاتفاق بنجاح أن يمثل أكبر إنجاز حتى الآن في السياسة الخارجية لترامب الذي ركز في حملته الانتخابية على إحلال السلام في مناطق النزاع الكبرى حول العالم، لكنه واجه صعوبات في تحقيق ذلك بسرعة، سواء في غزة أو في ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا.

* استراتيجية ترامب

قبل أسابيع قليلة، بدا السلام في غزة بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى بعد شن إسرائيل غارة على قادة حماس في قطر، حليفة الولايات المتحدة.

لكن مصادر مطلعة قالت إن مساعدي ترامب قرروا تحويل غضبه على نتنياهو إلى ضغط على الزعيم الإسرائيلي لقبول إطار عمل لإنهاء الحرب، وعرضوا هذا الإطار على قادة دول إسلامية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.

ورغم أن نتنياهو تحدى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بسهولة بشأن الحملة العسكرية على غزة التي جاءت ردا على هجوم عبر الحدود شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، فقد وجد صعوبة أكبر في تحدي ترامب، رغم المخاوف الإسرائيلية حيال خطة غزة، ومن بينها إفساح المجال أمام قيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف.

وانضم ترامب إلى إسرائيل في ضرب مواقع نووية إيرانية في يونيو حزيران، وساند نتنياهو في ظل ما يتعرض له من عزلة دولية آخذة في الاتساع. وأظهرت استطلاعات الرأي في إسرائيل مرارا أن ترامب يحظى بشعبية أكبر من نتنياهو.

وقال دينيس روس، وهو مستشار سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية “بدون النفوذ، لما كان هناك اتفاق. نتنياهو لا يمكنه أن يقول لا لترامب”.

لكن الزعيم الإسرائيلي لا يزال يواجه مخاطر كبيرة في الداخل، بما في ذلك احتمال أن ينسحب بعض أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم من الحكومة بسبب التنازلات التي وافق عليها.

وبالإضافة إلى ذلك، تمكن ترامب من حشد دعم دول كبرى في الشرق الأوسط، ولا سيما قطر وتركيا، للضغط على حماس للتخلي عن معارضتها لبعض القضايا، مثل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ورفاتهم، في مستهل العملية بدلا من استخدامهم كأوراق مساومة في وقت لاحق.

وأشادت قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، بترامب بعد تعزيز العلاقات الأمنية والتجارية منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني. وخلال زيارة للبيت الأبيض في أواخر سبتمبر أيلول، طلب ترامب من نتنياهو إجراء اتصال هاتفي برئيس الوزراء القطري للاعتذار عن الهجوم في الدوحة.

وعزز ترامب أيضا العلاقات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يسعى لاقتناء أسلحة أمريكية متطورة، وطلب منه تقديم المساعدة في دفع حماس لقبول الاتفاق.

وبدا ترامب مستعدا للتوجه إلى إسرائيل مطلع هذا الأسبوع، بالتزامن مع عودة الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم. ودعا نتنياهو الرئيس الأمريكي لإلقاء كلمة أمام الكنيست.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التفاصيل في المرحلة الأولى من خطة ترامب تحوم حولها تساؤلات، مثل القوائم النهائية للسجناء الفلسطينيين ممن ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح 20 رهينة على قيد الحياة و28 يُعتقد أنهم قُتلوا.

وهناك أسئلة مطولة حول مستقبل غزة لم يجر الإجابة عليها بعد. ومن بين هذه الأسئلة ما إذا كان سيُسمح لحماس بالمشاركة في إدارة غزة، وهو أمر يرفضه ترامب ونتنياهو رفضا قاطعا، وكيفية إعادة إعمار القطاع والجهة الممولة.

وسعى الرؤساء الأمريكيون لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بداية من جيمي كارتر ووصولا إلى بايدن. إلا أن بعض المحللين يرون أن هناك بارقة أمل في وقف أحدث موجة من الدمار على الأقل.

وقال جوناثان ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “يبدو أن هناك زخما وراء ذلك”.

وأضاف “من الخطأ الاعتقاد بأن الأمر قد حسم. سنشهد بعض اللحظات العصيبة خلال الأسابيع المقبلة”.

(إعداد محمد أيسم وحاتم علي للنشرة العربية – تحرير محمد عطية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية