
حماس تؤكد حرصها على إنجاز التبادل “فورا” عشية محادثات في مصر

أكدت حماس الأحد حرصها على البدء “فورا” في عملية تبادل الرهائن بمعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل، مع استعداد الطرفين لعقد مباحثات غير مباشرة الاثنين في مصر عقب موافقة الحركة على الافراج عن المحتجزين في غزة ضمن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
وقبل يومين من دخول الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عامها الثالث، واصلت الدولة العبرية ضرباتها في غزة حيث قُتل 16 شخصا على الأقل بحسب الدفاع المدني، على رغم مطالبة ترامب لها بالكفّ عن ذلك عقب موافقة حماس على إطلاق الرهائن.
وقال قيادي بارز في حماس لفرانس برس إن الحركة “حريصة جدا على التوصل لاتفاق لوقف الحرب وبدء فوري لعملية تبادل الأسرى وفق الظروف الميدانية”.
وأضاف “يتوجب على الاحتلال عدم تعطيل تنفيذ خطة الرئيس ترامب. إذا كان لديه نوايا في الوصول لاتفاق فحماس جاهزة”.
ومن المقرر أن تبدأ المباحثات الاثنين في مدينة شرم الشيخ التي يتوقع أن يصلها وفد الحركة الأحد من الدوحة.
أما الوفد الإسرائيلي فسيتوجه الاثنين الى المدينة المصرية، وسيكون برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مساء الأحد.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية قالت إن المباحثات تبدأ الاثنين وستكون ذات طابع “تقني”.
وسبق لترامب أن أوفد صهره جاريد كوشنر ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الى مصر لانجاز اتفاق الرهائن. ورجّح الرئيس الأميركي الأحد أن تستمر المباحثات “بضعة أيام”.
وقال لصحافيين في البيت الأبيض “إنهم في خضم المفاوضات الآن. لقد بدأوا المفاوضات. وستستمر لبضعة أيام”.
أضاف “سنرى كيف ستسير الأمور. لكنني سمعت أن الأمور تسير على ما يرام”.
ووافقت حماس على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والأموات، وتسليم إدارة غزة لهيئة من “المستقلين” الفلسطينيين، لكنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط مرتبطة بـ”مستقبل القطاع” وردت في مقترح ترامب، من دون أن تتطرق الى مطلب نزع سلاحها.
وكان الرئيس الأميركي حذّر السبت من أنه “لن يتهاون مع أي تأخير” في تنفيذ خطته التي تشمل وقف الحرب وإطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، وانسحاب إسرائيل بشكل تدريجي، ونزع سلاح حماس والفصائل على ألا تؤدي دورا في الحكم، وأن تدير القطاع هيئة تكنوقراط تُشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترامب.
وأكد نتانياهو دعمه للمقترح، مشيرا الى أنه يحقق أهداف إسرائيل.
– “العودة للقتال” –
وبحسب خطة ترامب، على إسرائيل أن تفرج عن 250 معتقلا فلسطينيا من أصحاب الأحكام المؤبدة، وأكثر من 1700 فلسطيني من قطاع غزة اعتقلوا بعد هجوم العام 2023.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات إن هدف المباحثات “مناقشة تهيئة الظروف الميدانية لبدء عملية نقل الأسرى المحتجزين في غزة تمهيدا للشروع في تنفيذ عملية التبادل”.
وأضاف “أكدت حماس أنه من الضروري أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف كافة نشاطات الطيران الحربي والاستطلاعي والمسيرات والانسحاب من داخل مناطق مدينة غزة لتهيئة الظروف الميدانية”.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأحد أن وقف القصف ضروري لتأمين الافراج عن الرهائن.
وقال لمحطة سي بي اس، “ما أن يتم التوافق على التفاصيل اللوجستية، اعتقد أن الاسرائيليين والجميع سيقرون باستحالة الإفراج عن رهائن وسط القصف. على القصف إذن ان يتوقف”.
ميدانيا، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أن الجيش أجرى “تغييرا” في عملياته لم يبلغ حد وقف إطلاق النار، متوعدا بـ”العودة للقتال” في حال فشلت المباحثات بشأن الرهائن.
وقال أثناء تفقده القوات في غزة، بحسب بيان عسكري الأحد “لا يوجد وقف لإطلاق النار، لكن الوضع العملياتي تغيّر… المستوى السياسي يحوّل الأدوات والإنجازات التي حققتموها بالعمل العسكري إلى مكاسب سياسية”.
وأضاف “إذا لم ينجح الجهد السياسي، فسنعود للقتال… المعركة لم تنته”.
ورحّب وزراء خارجية دول عربية ومسلمة منها مصر والسعودية وقطر في بيان مشترك الأحد، بخطوات حماس ودعوة ترامب لوقف القصف، متحدثين عن “فرصة حقيقية (للتوصل) الى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار ولمعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يمر بها سكان القطاع”.
– “900 ألف” نازح –
وأسفر القصف الإسرائيلي المتواصل عن مقتل 16 شخصا على الأقل، بحسب ما أفاد الدفاع المدني في غزة.
وأوضح المتحدث باسمه محمود بصل أن من بين هؤلاء “10 شهداء في مدينة غزة”.
وكثّفت إسرائيل منذ أسابيع ضرباتها وهجومها البري في مدينة غزة، الأكبر في القطاع، بهدف معلن هو السيطرة عليها. وتسبب ذلك بتهجير واسع من المدينة التي كانت الأمم المتحدة تقدّر عدد القاطنين فيها وفي محيطها قبل تكثيف العمليات، بمليون نسمة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجوم أدى لنزوح “ما يقارب 900 ألف” من السكان، ما “شكّل ضغطا هائلا على حماس والدول الداعمة لها”.
وصدرت ردود فعل دولية مرحّبة باحتمال تحقيق اختراق يوقف الحرب في غزة حيث بلغت الاوضاع الانسانية حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في آب/أغسطس.
ورحب البابا لاوون الرابع عشر الأحد بـ”التقدم الكبير”، مجددا دعوته إلى وقف إطلاق النار في القطاع المدمّر.
وتواصلت الأحد التحركات الاحتجاجية الحاشدة التي تشهدها مدن عدة منذ أيام دعما للفلسطينيين.
وتجمع عشرات آلاف الأشخاص اتّشحوا بالأحمر في أمستردام للمطالبة بإنهاء الحرب على وقع هتافات أبرزها “فلسطين حرّة” و”أوقفوا الإبادة الجماعية”.
وفي اسطنبول، انطلق عشرات الآلاف من المتظاهرين من مسجد آيا صوفيا. ونزل الآلاف الى شوارع العاصمة المغربية.
وكان مئات الآلاف نزلوا الى الشوارع السبت في روما وبرشلونة ومدريد.
وفي باريس، تظاهر الآلاف الأحد للمطالبة بالإفراج عن الرهائن في قطاع غزة. وفي لندن تجمع نحو ثلاثة آلاف شخص لأحياء ذكرى هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 في ساحة ترافلغار.
واندلعت الحرب إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لفرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وخطف إبان الهجوم 251 شخصا، ما زال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 قضوا وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل ما لا يقل عن 67139 فلسطينيا، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بور/دص-ها-كام/غ ر