قمة مجموعة العشرين تنطلق في جنوب إفريقيا بغياب ترامب
تحتل قضيتا أوكرانيا وتغير المناخ موقعا رئيسيا في قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى التي تنطلق السبت في جوهانسبرغ في غياب دونالد ترامب.
يقاطع الرئيس الأميركي القمة التي تُعقد في إفريقيا لأول مرة، لكن خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا تهيمن على المناقشات في جنوب إفريقيا.
فقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن القادة الأوروبيين سيجتمعون السبت في جوهانسبرغ لمناقشة هذه المسألة على هامش قمة مجموعة العشرين.
كذلك، ستحظى مناقشات المناخ المقررة بعد الظهر بمتابعة دقيقة، فيما يبدو أن مفاوضات مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (كوب30) في البرازيل وصلت إلى طريق مسدود.
خلال اليوم الأخير رسميا للمؤتمر المناخي العالمي في بيليم بمنطقة الأمازون البرازيلية الجمعة، تعثرت المناقشات حول مسألة إقرار خريطة طريق محتملة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، المساهم الرئيسي في الاحترار. ولم يستبعد الاتحاد الأوروبي احتمال انتهاء مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ من دون اتفاق.
– إعلان مشترك؟ –
تضم مجموعة العشرين 19 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وتمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وحوالى ثلثَي سكان العالم.
ترتدي قمة جوهانسبرغ دلالات رمزية كبيرة، إذ إنها تُنظّم لأول مرة في إفريقيا، وتُمثّل أيضا نهاية دورة رئاسات مجموعة العشرين التي تولتها دول “الجنوب العالمي”، بعد إندونيسيا (2022) والهند (2023) والبرازيل (2024).
مع ذلك، كانت حكومة جنوب إفريقيا هدفا لترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.
فقد أدرجت بريتوريا ضمن أولوياتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين هذا العام، إنشاء لجنة دولية معنية بقضايا التفاوت الاقتصادي، على غرار لجنة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ.
كما يشمل جدول أعمال القمة التي تستمر حتى الأحد تخفيف أعباء الديون، والمعادن اللازمة للتحول في مجال الطاقة، وهي متوافرة بكثرة في القارة، والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، تُطرح تساؤلات عمّا إذا كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا سينجح في انتزاع بيان مشترك من القادة الحاضرين، وما هو سقف طموحاته.
وأكد رامافوزا الجمعة “نأمل في الحصول على إعلان مشترك من القادة يضع أجندة جديدة ومستدامة للعالم، ولا سيما لمجموعة العشرين”.
وعارضت الولايات المتحدة إصدار بيان ختامي، مشيرة إلى غيابها عن قمة “تتعارض أولوياتها” مع التوجهات السياسية لواشنطن.
وقال مصدر دبلوماسي وآخر حكومي من جنوب إفريقيا لوكالة فرانس برس إنه جرى الانتهاء من صياغة مسودة بيان على أن تُرسل إلى القادة المشاركين.
وأضاف المصدران أن عنوان الوثيقة المعتاد، أي “بيان قادة مجموعة العشرين”، قد تغيّر، من دون الكشف عن محتواه.
– تعددية –
طوال فترة رئاستهم، قدّم الجنوب إفريقيون أنفسهم كمدافعين عن التعددية التي تُعد مجموعة العشرين إحدى أدواتها.
أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا من جوهانسبرغ أن “التعددية دفاعنا الأفضل وربما الوحيد ضد الاضطرابات والعنف والفوضى. وقد طبقت جنوب إفريقيا التعددية عمليا”.
من جانبه، يواصل ترامب حملته الحمائية، وقد انسحب من هيئات دولية عدة في الأشهر الأخيرة. وبادر خصوصا إلى سحب الولايات المتحدة للمرة الثانية من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، ولم يرسل أي وفد رسمي إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل.
مع ذلك، من المقرر أن تتولى الولايات المتحدة الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين بعد جنوب إفريقيا. وقد أعلنت إدارة ترامب عن نيتها تركيز القمة على قضايا التعاون الاقتصادي.
سوي-فال/جك/كام