مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعارضة اليونانية تقدم مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة لعرقلة الاتفاق حول مقدونيا

كرياكوس ميتسوتاكيس زعيم حزب الديموقراطية الجديدة، اكبر احزاب المعارضة في اليونان خلال جلسة للبرلمان في اثينا الخميس 14 حزيران/يونيو 2018 afp_tickers

قدم حزب الديموقراطية الجديدة، اكبر احزاب المعارضة في اليونان مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة لعرقلة اتفاق موقع بين اثينا وسكوبيي، تعتبره المعارضة اليمينية “مسيئا” للمصالح اليونانية.

وقال زعيم الحزب كرياكوس ميتسوتاكيس خلال تقديم المذكرة امام البرلمان “لن نقبل بتقسيم اليونانيين لنوحد صفوف المقدونيين”.

ووصف رئيس الحكومة اليكسيس تسيبراس — المتوقع ان تنجو حكومته من محاولة سحب الثقة منها– المذكرة بانها “هدية” من المعارضة.

وقال تسيبراس “ان مذكرة حجب الثقة مرحب بها، إنها هدية قيمة جدا”.

وكان تسيبراس قد اتفق في وقت سابق هذا الاسبوع مع نظيره المقدوني زوران زايف على اعادة تسمية البلد المجاور لليونان باسم “جمهورية مقدونيا الشمالية”.

وستجري عملية التصويت في نهاية الاسبوع، ربما مساء السبت، مما سيؤخر التوقيع على اتفاق تسيبراس-زايف عند بحيرتي ليسبيس على الحدود بين اليونان ومقدونيا.

وقال تسيبراس إنه يتطلع ليعرض امام البرلمان التسويات التي اقتربت الحكومات اليونانية السابقة من التوصل اليها في مفاوضاتها مع سكوبيي في السنوات ال27 الماضية.

وقال “إنها فرصة من الدرجة الاولى للحديث بشكل مفصل عما تخلى عنه البعض ومتى”.

وطالما اعترضت اليونان على تسمية جارها مقدونيا لتشابه الاسم مع اسم اقليمها الشمالي، والذي كان في الايام الغابرة مهد امبراطورية الاسكندر الكبير، والذي لا يزال مصدر فخر كبير لليونانيين في العصر الحديث.

وقال ميتسوتاكيس “لدي التزام امام الشعب اليوناني بان اسعى لمنع مستقبل وطننا من ان يصبح رهنا باتفاق يسيء الى المصالح القومية”.

وعلى الرغم من معارضة حزب “اليونانيين المستقلين” شريك تسيبراس في الائتلاف الحكومي للاتفاق حول الاسم، إلا انهم اكدوا بأنهم لا يعتزمون التخلي عنه.

وقال تسيبراس الاربعاء لتلفزيون اي.آر.تي الحكومي “لا أشعر بأن هذه الحكومة خسرت ثقة البرلمان”.

وقال ان اليونانيين المستقلين “لن يسقطوا الحكومة”.

وأوضح إن الاتفاق “يفيد (اليونان) والمنطقة … بهذا الاتفاق نمنع اي محاولة لسلب تاريخنا”.

بدوره اشاد رئيس الوزراء المقدوني زوران زايف بالاتفاق الذي اعلن الثلاثاء ووصفه “بالحل التاريخي”.

ولا يزال الاتفاق يتطلب موافقة برلمان مقدونيا وطرحه في استفتاء والمصادقة عليه في البرلمان اليوناني، وهي عملية ستستغرق اشهرا.

وتأمل مقدونيا ان يمهد حل الخلاف حول الاسم، الطريق امام انضمامها للاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.

واصدر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك وامين عام الحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاربعاء بيانا مشترك عبرا فيه عن الامل في “عدم تضييع هذه الفرصة الاستثنائية لاطلاق عملية الاندماج الاوروبي والاوروبي-الاطلسي لمنطقة غرب البلقان الاوسع”.

وسيوقع وزيرا خارجية اليونان ومقدونيا على وثيقة مكونة من 20 صفحة تنص على وجوب مراجعة دستور مقدونيا خلال العام، كي يصبح الاتفاق نافذا.

– مقدونيا الشمالية، ابدا –

ودعا معارضو الاتفاق على الاسم الى التظاهر في ساحة سينتاغما بوسط اثينا يومي الجمعة والسبت.

وتركزت غالبية الاصوات المنتقدة في اليونان على موافقة الحكومة على تسمية لغة واتنية البلد الجار ب”المقدونية”.

وقال ميتسوتاكيس إن الموافقة على تسمية اللغة والقومية بالمقدونية “تراجع وطني غير مقبول” معتبرا ان الاتفاق الذي جاء بعد مفاوضات شائكة سيفشل عمليا.

وقال “لا مجال ان يطلق على الذين يتكلمون بلغة +مقدونية+ اسم +مقدونيين شماليين+”.

وفي مقدونيا وصف حزب فمرو-دبمن القومي الاتفاق بأنه “استسلام” فيما قال الرئيس جورجي ايفانوف إنه سيرفض التوقيع على النص.

ويمكن لايفانوف استخدام حق الفيتو لرفض قرار البرلمان مرة واحدة فقط، ولا يملك حق رفض نتيجة استفتاء.

وتأمل سكوبيي الحصول على موعد لبدء مفاوضات الانضمام للاتحاد الاوروبي في قمة لقادة دول الاتحاد في اواخر حزيران/يونيو ودعوة للانضمام الى حلف الاطلسي في منتصف تموز/يوليو.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية