مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تـُطور دعـمها لأفـغـانـستـان

الحياة اليومية في كابول أشبه ما تكون بصراع من أجل البقاء، في غياب مقومات البنية التحتية الرئيسية Keystone Archive

تعتزم سويسرا تحويل مساعداتها العاجلة لأفغانستان إلى مشروعات تنموية طويلة الأمد، كنوع من تأهيل المدنيين للاعتماد على النفس بدلا من ترقب المعونات دائما.

وقد أكدت سويسرا في مؤتمر لندن حول أفغانستان بأنها تساند برامج البنك الدولي التي تهدف إلى إقامة مشاريع تساهم في بناء البنية التحتية.

أكد مؤتمر لندن حول أفغانستان الذي افتتحه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الثلاثاء 31 يناير 2006، استمرار دعم الدول المناحة في مساعدة كابول لإعادة البناء والاعمار، حيث اعتمد المشاركون في المؤتمر ما وصفوه بـصندوق “أفغانستان المتكاملة”، وقرروا دعمه بحوالي 1.1 مليار دولار حتى عام 2010.

وقد أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أن التهديدات التي تواجهها بلاده الآن تتمثل في تنامي الإرهاب وتجارة المخدرات، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان على استمرار دعم البلاد التي أنهكتها الحرب.

سويسرا شاركت في هذا المؤتمر لعرض ما التزمت به أمام المجتمع الدولي وما تعتزم تقديمه في السنوات المقبلة، معتمدة على خبرة جيدة في مجالات إعادة البناء والاعمار والمشاريع التنموية البعيدة المدى على وجه الخصوص.

سويس انفو أجرت حوارا مع السفير ميشيل أمويل، كاتب الدولة في وزارة الخارجية السويسرية، حول مساهمة الكنفدرالية في هذا المؤتمر.

سويس انفو: ما هي أولويات الحكومة السويسرية في إطار مؤتمر لندن؟

ميشيل أمبيول: ترغب سويسرا أولا أن تجدد للحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي التزامها بتعهداتها فيما يتعلق بأفغانستان.

وستهنئ الحكومة السويسرية شركائها على إنجاز عملية بون، التي سمحت بإعادة بناء المؤسسات الأفغانية. وستؤكد سويسرا على دعمها لمشروع أفغانستان المتكامل (Afghanistan Compact).

كما ستعلن الحكومة السويسرية الخطوط العريضة لالتزاماتها المستقبلية في أفغانستان في مجال التعاون التنموي. فبينما ركزت سويسرا في السنوات الماضية على المساعدات الإنسانية، تعتزم الآن تنفيذ برامج البعيدة المدى في أفغانستان.

سويس انفو: هل ستذهب إلى المؤتمر بعرض مزيد من الأموال أو الاستثمارات في أفغانستان؟ وإذا كان الأمر كذلك، ففي أي المجالات؟

ميشيل أمبول: ستقوم سويسرا، في إطار برنامجها على المدى المتوسط في أفغانستان، بتطوير برامجها لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين القاطنين في المناطق القروية النائية والمُهمشة، إلى جانب الترويج لحقوق الإنسان والحكم الجيد.

وستواصل سويسرا التشديد على الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التنمية طويلة المدى، لمساعدة الأفغان على تحقيق أهداف الألفية التنموية، كما تم تحديدها في إطار “تصور عام 2020”.

سويس انفو: ماذا يمكن أن تقدمه سويسرا بشكل عملي خلال السنوات الخمس القادمة في أفغانستان؟

ميشيل أمبول:التزمت سويسرا في مؤتمري طوكيو وبرلين بتقديم مساهمة لا تقل عن 65 مليون دولار (حوالي 82 مليون فرنك سويسري) خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى 2006.

وحتى موفى 2005، كانت سويسرا قد دفعت بعد مبلغ 80 مليون فرنك، أي أكثر من المساهمة المتفق عليها (إلى نهاية عام 2005).

وفي لندن، ستبقي سويسرا على التزامها بإعادة بناء أفغانستان بالإعلان عن دعم مالي إضافي لا يقل عن 100 مليون فرنك خلال هذا العام والأعوام الأربعة القادمة.

سويس انفو: فضلا عن الدعم المالي والمساعدات التنموية، قد يسمح مستثمرون أجانب لأفعانسان بتحقيق أرباح إضافية… هل يمكن لسويسرا القيام بشيء لتحفيز الشركات السويسرية على الاستثمار في هذا البلد؟

ميشيل أمبويل: عندما تختار الشركات موقعا لاستثماراتها في الخارج، يجب أن تأخذ في عين الاعتبار عوامل عديدة ضمن الإطار التشريعي للبلاد، مثل الأمن ونظام الضرائب والجمارك والإجراءات الإدارية، إلى آخره.

في الحالة الأفغانية، يجب تحسين تلك العوامل، وبشكل خاص العنصر الأمني، كي تتمكن البلاد من اجتذاب المستثمرين الأجانب.

أما على المستوى متعدد الأطراف، تدعم سويسرا بعد برامج للبنك الدولي يـمكن أن تُـُستخدم بطلب من كابول لمساعدة الأفغانيين على إقامة إطار أفضل لاستقبال المستثمرين الأجانب.

سويس انفو- رمزي ظريفة

(نقله إلى العربية تامر أبوالعينين)

في عام 2002، فتحت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون مكتبا يوظف 22 شخصا في العاصمة الأفغانية كابول.
تبلغ الميزانية السنوية للمكتب 20 مليون فرنك، وتتمثل مهمته الرئيسية في الإشراف على أكثر من 30 مشروعا بالتعاون مع منظمات تنموية أخرى بهدف تنسيق المساعدات الدولية.
يعمل أربعة ضباط سويسريين ضمن الأركان العامة لقوات الأمن والمساعدة الدولية الدولية في أفغانستان.
قامت سويسرا بتمويل مشروعات قيمتها 82 مليون فرنك في الفترة ما بين عامي 2002 و 2006.
وتعتزم رفع المساعدة إلى 100 مليون فرنك حتى 2010.

يتواصل مؤتمر لندن حول أفغانستان من 31 يناير إلى 1 فبراير 2006، ويشارك فيه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي والامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وممثلين عن حوالي 60 دولة ومنظمة دولية.

يهدف المؤتمر إلى تدشين برنامج جديد يتواصل 5 سنوات لدعم مشروعات في مجالات التأهيل الحكومي، والأمن، وتطبيق القانون، وحقوق الإنسان، ومتابعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومكافحة زراعة المخدرات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية