مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إغلاق مدارس في إيران جرّاء تلوّث الهواء

مشهد عام مأخوذ من شمال طهران يظهر سحب ضباب كثيفة تغطي المدينة في 15 كانون الأول/ديسمبر 2019. afp_tickers

أجبر تلوّث الهواء المدارس على إغلاق أبوابها الأحد في أجزاء من إيران بينها طهران، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية، في حين خيّم الضباب الدخاني الذي تم اعتباره خطرا على الصحة على العاصمة.

وبلغ التلوّث في العاصمة مستويات “غير صحية بالنسبة للمجموعات الحساسة” وحضّ المسؤولون الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية على التزام منازلهم، بينما تم تعليق الأنشطة الرياضية.

وأعلن نائب محافظ طهران محمد تقي زاده مساء السبت قرار إغلاق المدارس في العاصمة، عقب اجتماع لجنة الطوارئ المعنية بتلوث الهواء.

ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية قوله “أغلقت جميع مدارس محافظة (طهران) باستثناء منطقتي فيروز كوه ودماوند”.

وأضاف أن مدارس العاصمة قد تبقى مغلقة الاثنين، اليوم الثالث من أسبوع العمل في إيران.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين قولهم إن المدارس أغلقت أيضا في محافظة إلبرز في شمال البلاد ومدينتي أراك وقم (وسط).

وقالت طبيبة أسنان من طهران عرّفت نفسها باسم إيران “نحن مجبورون على العيش والتسامح مع هذا الوضع”.

وتابعت الشابة التي وضعت قناعا أبيض يستخدم في شكل واسع في طهران مع ارتفاع منسوب التلوث “اعتقد ان لا احد يقوم بعمله في شكل صحيح في هذا البلد سواء السلطات أو المواطنين”.

وأفادت الوكالة أنه تم تطبيق نظام سير بالتناوب بين لوحات التسجيل المفردة والمزدوجة للحد من عدد المركبات على طرق العاصمة إضافة إلى حظر سير الشاحنات في طهران.

وأكد أنه سيتم تعليق جميع الأنشطة في مناجم الرمل العديدة في طهران.

وخيّمت غيمة رمادية على طهران الأحد فحجبت رؤية الجبال المطلة على العاصمة من الشمال.

ووصل متوسط تركيز الجزيئات الخطرة المحمولة جوا إلى 145 ميكروغراما لكل متر مكعب خلال الساعات الـ24 حتى ظهر الأحد، وفقا لموقع حكومي متخصص.

ويتجاوز الرقم بست أضعاف الحد الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والبالغ 25 ميكروغرامًا للمتر المكعب.

ويتسبب تلوّث الهواء بوفاة نحو 30 ألف شخص كل عام في المدن الإيرانية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق هذا العام، نقلاً عن مسؤول في وزارة الصحة.

والقى مواطنون في طهران تحدثت إليهم وكالة فرانس برس باللوم على السلطات المسؤولة عن اعمال البناء ونقص تنوع وسائل النقل العام، ما أدى إلى استمرار التلوث في العاصمة.

وقال سائق سيارة أجرة يدعى محمد “طالما يجلس المسؤولون في سيارات ذات زجاج رمادي فلن يدركوا أن الهواء ملوث. بمجرد أن يجلسوا في سيارات مثل سيارتي سيعرفون أنه ملوث ويجب القيام بشيء ما”.

ويزداد الوضع سوءاً في طهران خلال الشتاء، حين تتسبب قلة الرياح والهواء البارد ببقاء الدخان الضار فوق المدينة عدة أيام، وهي ظاهرة تُعرف بالانعكاس الحراري.

والقسم الاكبر من التلوث بالمدينة سببه المركبات الثقيلة والدراجات البخارية ومصافي النفط ومحطات الطاقة، بحسب تقرير للبنك الدولي صدر العام الماضي.

وقالت الطالبة بردية دنائي “ليس بوسعنا فعل أي شيء سوى انتظار هبوب الرياح أو هطول المطر”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية