مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

احتفالات بتطبيق اتفاق تاريخي لتبادل مناطق حدودية بين بنغلادش والهند

يحتفلون بالاتفاق بين بنغلادش والهند الذي يسمح لنحو خمسين الف شخص على جانبي الحدود باختيار موطنهم بعد عقود بقوا فيها بلا جنسية في 1 اب/اغسطس 2015 afp_tickers

احتفل الاف الاشخاص السبت بتطبيق الهند وبنغلادش اتفاقا تاريخيا على مناطق حدودية يسمح لهما بتبادل جيوب من الاراضي وينهي أحد اصعب النزاعات الحدودية التي تركت نحو 50 الف شخص بلا جنسية لنحو سبعة عقود.

وبعد دقيقة من حلول منتصف ليل الجمعة السبت (18,01 تغ الجمعة) خرج الالاف ممن كانوا محرومين من المدارس والعيادات وحتى الكهرباء للاحتفال بجنسيتهم الجديدة.

وقال روسل خانداكر (20 عاما) “بقينا في الظلام 68 عاما” وهو يرقص مع اصدقاء في جيب داشيار شارا الذي كان سابقا للهند وبات الان لبنغلادش.

وقال لفرانس برس “اخيرا رأينا النور”.

وتم رسميا مبادلة 162 جيبا من الاراضي، 111 منها في بنغلادش و51 في الهند، بعد التوقيع على اتفاق حدودي بين دكا ونيودلهي في حزيران/يونيو الماضي.

ويعني تبادل الاراضي ان نحو 50 الف شخص كانوا يعيشون في جيوب معزولة منذ 1947 سيصبحون الان مواطني الدولة التي شيدت فيها منازلهم.

وتحدى سكان جيب داشيار شارا الذي بات مرتبطا ببنغلادش الامطار الموسمية وساروا في الطرق الموحلة وهم يرددون النشيد الوطني ويهتفون “بلدي، بلدك بنغلادش!”.

واضاء آخرون 68 شمعة ترمز الى “68 سنة من الالم والاذلال المستمرين”.

وحملت شريفة اكتر (20 عاما) شمعة بيدها وقالت وهي تبتسم لوكالة فرانس برس “يمكنني الان تحقيق حلمي بان اكون موظفة حكومية رفيعة”.

وقال ميد الاسلام (18 عاما) “نحن الان بشر لديهم حقوق”.

ورفع مسؤولون من الهند وبنغلادش اعلام البلدين في المناطق الجديدة خلال مراسم رسمية صباح السبت.

وقال شفيق الاسلام كبير المسؤولين الحكوميين في منطقة دبيغانج الشمالية “انشدنا النشيد الوطني ورفعنا الاعلام البنغلادشية عند الساعة 6:00 صباحا (00:00 تغ) في جميع الجيوب ال111 التي اصبحت جزءا من اراضي بنغلادش”.

وقال المسؤول ان حكومة بنغلادش ستضع الان “خطة رئيسية عاجلة” للتنمية تشمل بناء طرق ومدارس وخطوط كهرباء وعيادات.

وزادت الهند اكثر من 15 الف مواطن فيما اختار اكثر من 36 الفا من سكان الجيوب الجنسية البنغلادشية بموجب الاتفاق التاريخي.

وفي جيب ماشالدنغا بولاية البنغال الغربية كانت الاحتفالات الرئيسية في الجانب الهندي حيث اقام الاهالي لعقود كبنغلادشيين لكنهم اختاروا الجنسية الهندية بموجب الاتفاق. واحتفلوا باطلاق الاسهم النارية ورفعوا العلم الهندي احتفاء “بالحرية”.

وقال تاباس داس احد الاهالي المحتفلين “انتظرنا هذه اللحظة طويلا”.

ورحب ماماتا بانيرجي الوزير الاول في حكومة البنغال الغربية حيث تركزت غالبية الجيوب المتبادلة، بالاتفاق في رسالة قصيرة على تويتر.

وكتب بانيرجي “سيحصل الالاف على هويات جديدة، التهاني لجميعهم”.

وقال احد السياسيين المحليين ويدعى رابي غوش ان اولوية حكومته هي الوصول لمواطنيه الجدد وان يذهب ابناؤهم الى المدارس ويتلقى المرضى العلاج في المستشفيات.

وقال غوش لفرانس برس “سنضمن وصول الطرق الى جميع القرى بحلول كانون الاول/ديسمبر”.

ويعود تاريخ الجيوب الى اتفاقيات متعلقة بالملكية بين امراء محليين منذ مئات السنين.

وبقيت تلك الجيوب خارج تقسيم شبه القارة الهندية في 1947 بعد الحكم البريطاني وحرب انفصال باكستان الشرقية التي ادت الى قيام بنغلادش في 1971.

وتوصلت بنغلادش والهند في 1974 الى اتفاق حول مسألة الجيوب، غير ان الهند وقعت على الاتفاق النهائي في حزيران/يونيو الماضي خلال زيارة رئيس وزرائها نارندرا مودي الى دكا.

وفي الساعات الاخيرة قبيل عملية التبادل، اقام القرويون احتفالات خاصة وأدوا الصلاة في المساجد والمعابد الهندوسية احتفاء بحقبة جديدة.

وانشد بروديب كومار بارمان ترنيمة دينية تكرم الاله الهندوسي كريشنا وقاد فرقته الى معبد في سوق البازار الرئيسي في داشيار شارا وهم يغنون “يا لها من فرحة”.

وتم تعديل خطط اقامة احتفالات كبيرة في الهند بعد ان القت وفاة الرئيس الاسبق ابو بكر عبد الكلام هذا الاسبوع بظلالها على المراسم.

وقالت بارول خاتون احدى ساكني جيب كوت بنجي الهندي “هذا اكبر احتفال في حياتي. لا استطيع التعبير عما اشعر به اليوم”.

واجرت كل من الهند وبنغلادش استطلاعات في تموز/يوليو الماضي طلبت فيها من سكان الجيوب اختيار وطنهم.

واختارت الغالبية الساحقة من الاهالي المقيمين في الجيوب الهندية ببنغلادش، الجنسية البنغلادشية، غير ان نحو الف شخص في الجانب البنغلادشي اختاروا الجنسية الهندية.

ويتعين على هؤلاء الان مغادرة منازلهم بحلول تشرين الثاني/نوفمبر والتوجه الى الهند حيث سيتم توطينهم في ولاية البنغال الغربية.

ويتسبب القرار في تقسيم بعض الاسر التي سينتقل شبابها الطموح الى الهند تاركين اهلهم الذين يخشون المغادرة او يفضلون البقاء حيث نشأوا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية