مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان يقوم بجولة في اميركا اللاتينية في مسعى لتوسيع نفوذ تركيا

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في انقرة في 28 كانون الثاني/يناير 2016 afp_tickers

بدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت جولة واسعة في دول اميركا اللاتينية في مسعى لتوسيع علاقات بلاده خارج نطاق نفوذها التقليدي.

وسيزور اردوغان البيرو والاكوادور في اول مرة يزور فيها رئيس تركي هذين البلدين، كما سيتوقف في تشيلي في اول زيارة لرئيس تركي منذ زيارة الرئيس الاسبق سليمان ديميريل في 1995.

وستشمل اجندته محادثات مع زعماء اميركا الجنوبية حيث يتوقع ان يشارك اردوغان في منتديات أعمال لتعزيز العلاقات التجارية.

وزار اردوغان كوبا وكولومبيا والمكسيك في شباط/فبراير 2015.

وسيبدأ جولته في تشيلي يتوجه بعدها الى البيرو قبل ان يختتم زيارته في الاكوادور، بحسب ما افادت الرئاسة التي اضافت ان الرحلة “تظهر الاهمية التي نعلقها على دول اميركا اللاتينية”.

— طموح على المدى الطويل —

تسعى تركيا الى تنويع شركائها ليتخطوا الدائرة التقليدية في حدود الامبراطورية العثمانية في منطقة الشرق الاوسط والبلقان، بحسب محللين.

وراى المحلل ارون شتاين من مركز “المجلس الاطلسي” الاميركي للدراسات ان “الزيارة تاتي في اطار طموح تركيا الطويل الامد لتوسيع تواجدها في اميركا اللاتينية لزيادة نفوذ تركيا عالميا، وكذلك للوصول الى شركاء تجاريين جدد”.

ومع انفتاحها على اميركا اللاتينية، فانه يبدو ان تركيا ترغب في تشكيل تحالفات جديدة في مناطق جديدة مع تقلب علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.

وقال شتاين ان زيارة اردوغان الى اميركا اللاتينية تهدف الى تنويع علاقات بلاده.

واضاف لوكالة فرانس برس “إنها جزء من طموح تركيا الاوسع لتعميق علاقاتها مع عدد من اللاعبين بمنأى عن تحالفها مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي المنفردة”.

وتابع “انها استمرار لسياسة خارجية تم وضعها في السنوات الاولى من الالفية الثالثة”.

— ابتعاد عن الغرب —

تغطي السياسة الخارجية لتركيا كذلك افريقيا التي اصبحت محط اهتمام اكبر من تركيا، حيث زارها اردوغان مرات عدة في السنوات الأخيرة.

ويعتبر رئيس الوزراء الحالي احمد داود اوغلو الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، مهندس هذه السياسة حيث سعى الى ان يكون لتركيا دور رئيسي في الشؤون العالمية وليس فقط الاقليمية.

وانتقدت بعض الاوساط هذه السياسة الخارجية التركية الجديدة وقالت انها “عثمانية جديدة” واشارت الى انها تبتعد عن المحور الغربي.

وهاجم ابراهيم ابراهيم مستشار اردوغان هذه الانتقادات وقال انها “ابتعاد” عن الغرب.

وكتب في صحيفة صباح اليومية الموالية للحكومة “البعض يذهب حتى الى درجة ان يرى الانتفاح على اميركا اللاتينية وافريقيا على انه +ابتعاد+ عن الغرب”.

وقال ان ذلك يدعو الى التساؤل حول ما اذا كانت “هذه التحليلات لها معنى في عالم متزايد التداخل والفرص الجيوسياسية الجديدة”.

وفي مؤشر على تزايد قوة تركيا الناعمة، تجتاح المسلسلات الدرامية التركية دول اميركا اللاتينية ما يدفع المسؤولين في تلفزيونات القارة الى البدء في استيراد المسلسلات التركية في المنطقة المعتادة الى تصدير مثل هذه المسلسلات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية