مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فوز غير مفاجئ للبشير في السودان

البشير يدلي بصوته في الخرطوم في 13 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

فاز عمر البشير الذي يحكم السودان منذ ربع قرن بولاية رئاسية خامسة بنسبة تعدت 94 في المئة من الاصوات، في الدورة الاولى لانتخابات قاطعتها المعارضة، وانتقدها الغرب.

واعلنت المفوضية القومية للانتخابات الاثنين هذا الفوز الذي كان متوقعا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاقليمية التي جرت بين 13 و16 نيسان/ابريل.

وواجه البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، 13 منافسا غير معروفين شعبيا في الانتخابات التي قاطعتها المعارضة معتبرة ان الشروط غير متوافرة لانتخابات حرة ونزيهة.

في اول رد فعل على النتائج وصفها المتحدث باسم متمردي فرع الشمال للحركة الشعبية لتحرير السودان ارنو لودي بانها “مهزلة”.

وصرح لودي لفرانس برس “منذ البدء لم يعترف احد بهذه الانتخابات التي لم تشمل سوى حزب واحد ومرشح واحد”. اما البشير فرحب بمجريات الاستحقاق امام تجمع لالاف انصاره احتفالا بفوزه الاثنين، معتبرا انها “اعطت درسا في الشفافية”.

وقالت مفوضية الانتخابات ان نسبة المشاركة بلغت 46,4% من الناخبين خلال عملية الاقتراع التي استمرت اربعة ايام.

وكانت بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الافريقي اعلنت بعد انتهاء التصويت عن “نسبة مشاركة ضعيفة عموما بصورة اجمالية” رغم قرار مفوضية الانتخابات تمديد الاقتراع ليوم اضافي.

وفاز حزب البشير، المؤتمر الوطني، ايضا بالانتخابات البرلمانية، بحصوله على 323 مقعدا من اصل 426، بحسب المفوضية.

وواجهت الانتخابات المتعددة، وهي الثانية في السودان منذ سيطرة البشير على الحكم بواسطة انقلاب في 1989، انتقادات من الاتحاد الاوروبي الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج.

واصدرت البلدان الثلاثة بيانا مشتركا الاسبوع الماضي اعربت فيه عن اسفها ازاء “فشل حكومة السودان في تنظيم انتخابات حرة نزيهة وسط اجواء مؤاتية”.

وكررت الخارجية الاميركية الاثنين انها “لا تعتبر ان نتيجة هذه الانتخابات بمثابة تعبير صادق عن ارادة الشعب السوداني”.

ومنذ العام 1989، يواجه السودان عزلة دولية، وحصارا اميركيا على التبادلات التجارية منذ العام 1997 بسبب اتهامات عدة تتضمن انتهاكات حقوق الانسان.

ويواجه البشير البالغ 71 عاما ضغوطا لتنظيم حوار مع معارضيه، مقابل الخروج من تلك العزلة التي تثقل كاهل اقتصاده المحاصر بالعقوبات وديون يزداد حجمها.

وقال المحلل السياسي عادل الباز ان الرئيس “لا يمكنه اهمال دعوات الحوار، لأنه مطلب اقليمي ودولي اكثر منه داخلي”.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني حذرت في بيان قبل فتح مراكز الاقتراع في 13 نيسان انه لا يمكن للانتخابات المقبلة ان “تعطي نتائج ذات مصداقية وقانونية”، بسبب فشل الحكومة في تنظيم حوار وطني مع المعارضة.

في كانون الثاني/يناير العام 2014، اعلن البشير عن “حوار وطني” لبحث اقتصاد البلاد المتراجع وانهاء النزاعات في دارفور وولايات جنوب كردفان والنيل الازرق، حيث يعتبر متمردون مسلحون ومن بينهم فرع الشمال من الحركة الشعبية لتحرير السودان، انهم مهمشون ويتحدون السلطات الفدرالية.

لكن هذا الحوار الذي يعتبره الغرب شرطا لرفع العقوبات، لم يبصر النور.

وعلى العكس، أحكم البشير قبضته على السلطة، عبر القيام بتعديلات دستورية تعطيه صلاحيات أوسع.

وقد تعرض الاقتصاد السوداني لنكسة قوية بعد انفصال الجنوب في 2011 اذ خسر حوالى 75 في المئة من احتياطاته النفطية التي تقع في جنوب السودان.

وقال الاقتصادي حسن مكي ان “ديون السودان تخطت 40 مليار دولار لا يمكن للبلاد تسديدها”. وأضاف أن “الحكومة تريد شطب هذه الديون، لكن هذا لن يحدث اذا لم تغير سياستها”.

وفي الاسابيع الاخيرة، اعلن السودان مشاركته في العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران.

وبحسب مكي، فإن البشير “اعتقد ان التحالف العسكري الخليجي في اليمن يفتح له آفاقا جديدة”، عبر التقرب من السعوديين، بعدما كان مقربا من خصومهم الايرانيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية