مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحريق الهائل في غرب كندا يهدد باكتساح مساحات اضافية

تصاعد الدخان جراء حريق الغابات في فورت مكموراي في 6 ايار/مايو 2016 afp_tickers

تستأنف السبت عمليات اجلاء السكان من منطقة فورت ماكموراي النفطية في غرب كندا التي تشهد حريقا هائلا مع مخاوف من اتساع رقعته بشكل كبير خلال النهار.

والتهمت حرائق الغابات منذ 1 ايار/مايو اكثر من مئة الف هكتار بحسب تشاد موريسون مدير جهاز الحرائق في مقاطعة البرتا (غرب) اي مساحة توازي عشرة اضعاف مساحة باريس.

واوضح ان الحرائق يمكن ان تمتد بحلول مساء السبت مضيفا انه في هذه المنطقة المنتجة للنفط، لا يمكن اخماد الحريق”.

واشارت مصلحة الارصاد الجوية الى احتمال بنسبة 30% بهطول امطار الاحد وفي وقت لاحق خلال الاسبوع.

والجمعة واكبت الشرطة حوالى الفي سيارة لتسهيل خروج المنكوبين العالقين وسط الحرائق في شمال فورت ماكموراي.

وهذه العملية الكبرى ستستانف السبت بحسب السلطات.

والجمعة تم اجلاء السكان بدفعات صغيرة عبر مواكب مؤلفة من خمسين سيارات. وقطعت الشرطة بمساعدة ثلاث مروحيات تابعة للجيش الطريق حين كانت النيران تقترب كثيرا.

وتم اجلاء حوالى ثمانية الاف شخص كانوا عالقين في شمال المدينة الخميس جوا. وقالت السلطات ان الاجلاء البري لحوالى 17 الف نسمة سيستغرق اربعة ايام.

وقالت ريتشيل نوتلي، رئيسة وزراء مقاطعة البرتا التي تضم مدينة فورت ماكموراي، الجمعة ان “وسط المدينة لم يتضرر الى حد كبير، ومحطة الهاتف ايضا والمستشفى لا يزال قائما ومحطة تنقية المياه”.

واضافت “لكننا رأينا الصور المحزنة التي التقطها السكان الذين عبروا فورت ماكموري والاضرار كبيرة بدون اي شك وستتطلب اشهرا لاعادة الاعمار”.

– سبع بؤر خارج السيطرة-

مع وصول مواكب السيارات وانديرينغ ريفر على بعد 200 كلم جنوبا، تحدث السكان الذين تم اجلاؤهم عن مشاهد مرعبة. وروت مارغريتا كارنسيرو لوكالة فرانس برس انها لم تعد تعرف مدينتها نظرا للهياكل “السوداء والمتفحمة”.

وقالت جاين ستيفنز انها لا تعلم ما اذا كان منزلها لا يزال قائما لكنها عبرت عن ارتياحها لان شركة شل النفطية التي يعمل لديها زوجها ريك اكدت له انها ستعيده الى العمل.

والجمعة كان اكثر من 1100 رجل اطفاء يحاولون اخماد 49 بؤرة بينها سبع لا تزال خارج السيطرة كليا.

واقر المسؤولون بان الامكانات المستخدمة على الارض لا تتيح تطويق الحرائق وانما فقط حماية مبان او بنى تحتية حيوية.

ووجهت السلطات نداءات جديدة الى المنكوبين لكي يقوموا بتحديد احتياجاتهم بدقة. وبحسب رئيس بلدية ادمنتون فان “تأمين السكن سيكون تحديا كبيرا”. وقامت عاصمة البرتا بتجهيز مراكز ايواء تتضمن 4400 سرير من اجل استقبال منكوبين من فورت ماكموراي.

من اجل تلبية الاحتياجات الاولية للمنكوبين الذي يغادرون منازلهم في معظم الاحيان على عجل بدون التمكن من نقل اغراضهم الشخصية، وعدت الحكومة المحلية بمساعدة فورية بقيمة مئة مليون دولار كندي (68 مليون يورو).

وقالت ريتشل نوتلي “سنقدم 1250 دولارا للراشد و500 للشخص وذلك قبل الاربعاء المقبل”.

وبعد اربعة ايام على صدور اوامر الاخلاء في فورت ماكموراي ومع الفوضى السائدة، بدأت العواقب تنعكس على ثروات هذه المقاطعة ولا سيما النفط.

وفي مقاطعة سبق ان تضررت بشدة منذ سنتين من جراء تدهور اسعار النفط، ابطأت شركات النفط العمل في منشآتها. وقدر مات سميث من شركة “كليبر داتا” “بحوالي مليون برميل يوميا حجم انخفاض الانتاج الذي يتم ضخه في السوق”.

وبالنسبة لشركات التأمين فان الكلفة قد تكون عالية جدا. وقدر بنك مونتريال الكلفة بحوالى 9 مليارات دولار كندي (6 مليارات يورو)، وهو رقم قياسي لكارثة طبيعية في كندا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية