مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الملك فيليبي يزور الرياض السبت وصفقة محتملة لبيع السعودية طرادات اسبانية

ملك اسيانيا فيليبي مع زوجته ليتيسيا afp_tickers

يبدأ العاهل الاسباني فيليبي السادس السبت زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام الى الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان، قد تشهد عقد صفقة بين البلدين لبيع المملكة طرادات اسبانية، بحسب ما ذكرت الصحف.

ويثير احتمال ان تفضي العلاقة الوثيقة بين اسبانيا والسعودية الى ابرام هذا العقد الكبير استياء منظمات غير حكومية تندد بدور السعودية في اليمن حيث تقود تحالفا بدأ تدخله في أواخر آذار/مارس 2015 دعما للرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم. ووجهت اتهامات عدة الى التحالف بقتل مدنيين في الغارات الجوية التي ينفذها في اليمن.

وربطت الصحف الاسبانية بين الزيارة وصفقة لبيع طرادات من نوع “افانتي 2200” تقدر قيمتها بملياري يورو على الاقل.

وقال ناطق باسم الشركة العامة للتصنيع البحري “نافنسيا” لوكالة فرانس برس “يمكننا فقط ان نؤكد ان المفاوضات في مرحلة متقدمة جدا لصنع خمس سفن حربية يمكن ان تباع الى البحرية السعودية”.

وزادت اسبانيا، سابع دولة مصدرة للاسلحة التقليدية، مبيعاتها الى الخارج بنسبة 55% بين 2006 و2010، وبين 2011 و2015، بحسب مجموعة الابحاث والاعلام حول السلام والامن التي تتخذ من بروكسل مقرا.

وباتت اسبانيا تبيع بشكل متزايد السعودية التي تعتبر بين الدول الاكثر انفاقا على التجهيز العسكري نسبة لعدد السكان.

– خوان كارلوس الاول صديق المملكة –

وتقول الصحافية آنا روميرو، مؤلفة كتاب حول الملك خوان كارلوس الاول الذي تولى السلطة بين 1975 و2014، ان والد الملك الحالي “أقام على الدوام علاقة شخصية استثنائية مع العائلة المالكة السعودية، ما شجع كثيرا العلاقات الاقتصادية”.

وتضيف انه كان “صديقا مقربا” من الملك فهد الراحل الذي تولى الحكم بين 1982 و2005، ولا يزال مقربا من شقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز.

وكان الملك فهد أهدى خوان كارلوس أول يخت له، وكانا يلتقيان على الدوام خلال الاجازات إما في فرنسا وإما في قصر العاهل السعودي الراحل في ماربيا، المنتجع البحري الاسباني الذي لا يزال يزوره أفراد العائلة المالكة السعودية.

وفي العام 2013، لعب خوان كارلوس دورا حاسما في منح كونسورسيوم اسباني عقدا بقيمة 6,7 مليار يورو لتسيير قطارات سريعة في وسط الصحراء السعودية وصولا الى مكة.

في 2015، وصف الخبير الاقتصادي والناشط اليميني اركادي اوليفييريس الذي كان يقوم بتحليل رحلات خوان كرالوس، هذا الاخير بانه “اكبر بائع اسلحة لدى اسبانيا”.

وتقول آنا روميرو “ان الشبهات لا تزال تحوم حول خوان كارلوس بانه كان يمارس ضغوطا كبرى ليس فقط من اجل اسبانيا وانما لمصلحة اصدقائه او مقاولين مقربين منه او حتى لنفسه”. وتضيف “لكن كل شيء اختلف مع فيليبي السادس حيث لا يعتقد احد ان بامكانه القيام بامر كهذا، ولم يعد المقاولون الاسبان يسافرون معه كما ان رحلاته اصبحت خاضعة اكثر لمراقبة الدولة”.

– “عمل لعشر سنوات” –

ولا تزال اسبانيا ترغب في الاستفادة “من العلاقات الشخصية بين العائلتين المالكتين” التي اشاد بها في الاونة الاخيرة رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي.

وقال النقابي من القطاع البحري رامون سارميينتو لوكالة فرانس برس “ان فرقاطة من الجيل الجديد يمكن أن تكلّف 700 الى 800 مليون يورو. واذا كان الحديث يتناول خمس فرقاطات فذلك يمكن ان يؤمن عملا لعشر سنوات” للورش البحرية في غاليسيا (شمال غرب) والاندلس (جنوب).

وبحسب الموقع الالكتروني الاخباري “انفوديفنسا”، فان العقد يمكن ان يخلق “حوالى الفي وظيفة مباشرة”.

لكن يجب توخي الحذر في هذه المسألة لان عائدات السعودية تراجعت خصوصا بسبب تدهور اسعار النفط. كما ان المنافسة شديدة.

وتأمل فرنسا خصوصا في بيع الرياض نوعا آخر من الطرادات لاسطولها في البحر الاحمر، كما يؤكد مصدر في مجموعة الصناعة البحرية العسكرية الفرنسية.

ويتساءل الخبير في مبيعات الاسلحة لدى منظمة العفو الدولية-اسبانيا البرتو استيفيز حول شرعية العقد بغض النظر عن البائع.

وبحسب معاهدة الامم المتحدة لتجارة الاسلحة عام 2013، فان اي دولة يجب الا تبيع اسلحة اذا كانت تعلم انها يمكن ان تستخدم في هجمات موجهة ضد مدنيين او ضمن جرائم حرب اخرى.

وكانت مجموعة منظمات غير حكومية في اسبانيا بينها منظمة العفو الدولية واوكسفام وغرينبيس نددت بما اعتبرته جرائم حرب نسبت الى التحالف بقيادة السعودية في اليمن، ومن بينها قصف مستشفيات او مدارس، وفي تشرين الاول/اكتوبر استهداف مجلس عزاء بغارة في صنعاء، ما تسبب بمقتل 140 شخصا.

ويقول الباحث جوردي كالفو من مركز دراسات السلام الذي يتخذ من برشلونة مقرا، ان الطرادات المعنية “لا تستخدم فقط لدوريات المراقبة وانما هي سفن حربية بشكل كامل يمكن ان تستخدم في حصار مرافىء في اليمن او حتى القصف من الساحل”.

وكانت زيارة الملك الاسباني ارجئت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اثر وفاة احد اشقاء العاهل السعودي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية