مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حملة اعتقالات واسعة في تركيا اثر فوز اردوغان في الاستفتاء

صورة نشرتها وكالة دوغان الاخبارية لاقتياد معتقلين خلال حملة تستهدف مناصرين مفترضين للداعية فتح الله غولن في قيصرية في 26 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

اعتقلت السلطات التركية الأربعاء أكثر من ألف شخص، وأعلنت تعليق مهام أكثر من 9100 شرطي، في إطار حملة جديدة تستهدف مناصرين مفترضين للداعية فتح الله غولن، بعد 10 أيام على فوز الرئيس رجب طيب إردوغان في استفتاء توسيع سلطاته.

وبحسب وكالة أنباء الأناضول الحكومية، فإنّ 1120 شخصاً يُشتبه بتأييدهم لغولن المتهم بالضلوع في محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016، أوقفوا صباح الأربعاء في مختلف أنحاء تركيا.

وفي المجموع، صدرت مذكّرات توقيف بحق أكثر من 3200 شخص وقد تحرّكَ 8500 شرطي لاعتقالهم، وفق المصدر ذاته.

من جهة ثانية، أوضحت الشرطة التركية في بيان على موقعها الإلكتروني أنه تم تعليق مهام 9103 من عناصر الشرطة لسبب يتعلق بالأمن الوطني، إذ انّه يُشتبه في أنّ لهم صلة أو اتصال مع شبكة غولن.

وتأتي هذه الحملة الأكبر في الأشهر الأخيرة، بعد عشرة أيام على فوز مثير للجدل لاردوغان في استفتاء على تعديل دستوري لتحويل النظام من برلماني إلى رئاسي. وشككت المعارضة في شرعية فوز اردوغان.

واعلن أبرز أحزاب المعارضة التركية “حزب الشعب الجمهوري” الأربعاء انه سيتقدم بطعن الى المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان احتجاجا على نتيجة الاستفتاء.

وتأتي حملة الاعتقالات الواسعة، قبل ثلاثة أسابيع من زيارة مهمة يجريها اردوغان الى الولايات المتحدة، حيث ستشكل المطالبة بتسليم غولن الذي يعيش هناك منذ عام 1999 أحد أبرز عناوينها.

ولطالما طالبت الحكومة التركية الولايات المتحدة بتسليمها غولن لكن بدون جدوى.

وبحسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو فإنّ اعتقالات الاربعاء هدفت الى “تطهير” صفوف الشرطة من العناصر الذين يُشتبه بتأييدهم غولن.

وأشارت “الأناضول” إلى إصدار مذكّرات اعتقال بحق 390 مشتبها به في اسطنبول وحدها.

والاربعاء، عبّر وزير الخارجية الالماني سيغمار غابريل عن “قلقه” ازاء “هذه الاعتقالات الجماعية” ودعا الى “احترام قواعد دولة القانون”.

وبعيد الاستفتاء قررت الحكومة تمديد العمل بحال الطوارئ.

وحلّت تركيا في المرتبة 155 (من أصل 180) في ترتيب لحرّية الصحافة للعام 2017 نشرته منظمة مراسلون بلا حدود التي تشير الى “مطاردة وسائل الإعلام المنتقدة”.

ويعتبر القادة الاتراك أنّ تعزيز سلطات اردوغان تتيح له ان يقود بشكل انجع “الحرب على الارهاب” التي يخوضها النظام التركي على ثلاث جبهات تتوزع على جماعة غولن والمعارضين الاكراد والجهاديين.

وتأتي الاعتقالات الجديدة غداة شن سلاح الجو التركي غارات على مواقع مقاتلين اكراد في شمال شرق سوريا وفي منطقة سنجار في شمال غرب العراق، وأوقعت أكثر من ثلاثين قتيلا.

واستهدفت الضربات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وادت الى مقتل 28 شخصا معظمهم من المقاتلين، واصابت موقعا للبشمركة في العراق وقتلت ستة من عناصرها.

وعبّرت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” ازاء القصف التركي. لكنّ أنقرة اكدت الأربعاء أنها أبلغت واشنطن وموسكو مسبقا بالضربات.

وقصف الجيش التركي مجددا الاربعاء مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وصوّت نواب من جميع أنحاء اوروبا الثلاثاء لاعادة مراقبة حقوق الانسان في تركيا، ما اثار غضب انقرة وسط استمرار تدهور علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي.

وتجعل هذه الخطوة التي قررتها الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من تركيا أول بلد بين الدول الـ47 الاعضاء في المجلس تحت المراقبة بسبب مخاوف بشأن طريقة الحكم هناك.

وقال النائب الألماني بيرند فابريسيوس ان الحكومة التركية ألغت كل اللقاءات التي كان سيجريها في اطار بعثة مراقبة تابعة لمجلس أوروبا في أيار/مايو.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية