مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تـُقرر استقبال الــشــقيـقيْن الأيغوريـين

شددت السلطات السويسرية على أن الأخوين الأيغوريين تعهدا باحترام القيم المرسخة في الدستور الفدرالي والقانون السويسري AFP

أعلنت الحكومة السويسرية بعد ظهر الأربعاء 3 فبراير الجاري في برن أن سويسرا قررت استقبال الشقيقين الأيغوريين اللذين كان من بين معتقلي غوانتانامو، وذلك لـ "أسباب إنسانية"، وبذلك تكون الحكومة الفدرالية قد تحدت ضغوط بكين التي تطالب بعودة الأخوين إلى التراب الصيني.

وأعلنت عن هذا القرار وزيرة العدل والشرطة السويسرية إيفلين فيدمر-شلومبف أثناء مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة الفدرالية. وقالت الوزيرة أمام الصحفيين: “لقد اتخذنا قرارنا آخذين في الاعتبار تقاليدنا الإنسانية (…) وليس اعتمادا على هذا البلد أو ذاك، بل بالأخص بسبب تقاليدنا التي تعود إلى قرون طويلة”.

وأضافت السيدة فيدمر-شلومبف: “لدينا علاقة جيدة ومستقرة مع الصين ونحن نريد مواصلة الاعتناء بها”، منوهة إلى أن سويسرا تتوخى نفس الهدف بخصوص الولايات المتحدة.

وشددت الحكومة السويسرية في البيان الذي أصدرته بالمناسبة على أن قرار استقبال الأيغوريين اتــُّخذ “للمساهمة في إغلاق معسكر غوانتانامو الأمريكي”. وأوضحت السلطات السويسرية أنه “لا وجود لأي عنصر يشير إلى أن الرجال الثلاثة (المواطن الأوزبيكي الذي استقبله كانتون جنيف في يناير الماضي والشقيقان الأيغوريان) كانت لهم صلة بأوساط إرهابية”، مشيرة إلى أنهم “لم يُتهموا ولم يدانوا. وفي عام 2005، أعلنت السلطات الأمريكية بأنه يمكن استقبالهم من طرف دولة أخرى”.

وشددت السلطات السويسرية على أن الأخوين الأيغوريين “تعهدا باحترام القيم المرسخة في الدستور الفدرالي والقانون السويسري، كما أكدا عزمهما على تعلم لغة مكان إقامتهما، والاندماج المهني بهدف تلبية حاجيتهما قدر المستطاع”.

وفي أولى ردود الفعل الصينية على القرار السويسري، قال فنغ هايانغ، مستشار الشؤون السياسية في السفارة الصينية في برن في تصريح لـ swissinfo.ch “إن قرار الحكومة الفدرالية يتعارض بشدة مع المصالح الجوهرية لكلا البلدين!”.

وتجدر الإشارة إلى أن سفارة الصـين في برن وجهت في موفى شهر ديسمبر الماضي رسالة إلى وزيرة العدل والشرطة السويسرية تحذرها فيها من الضرر الذي قد يلحق بالعلاقات الصينية السويسرية في حال استقبال الشقيقين الأيغوريين في أراضي الكنفدرالية. وترى بكين أن “الإرهابيين المشتبه بهم الذين يحملون الجنسية الصينية يجب ترحيلهم إلى الصين، أيا كان أصلهم الإثني”.

وكانت حكومة كانتون الجورا السويسري قد أكدت يوم أمس الثلاثاء عزمها استقبال الشقيقين الأيغوريين لأسباب إنسانية، وأبلغت الحكومة الفدرالية برن بقرارها هذا علما أن هذه الأخيرة هي التي يعود لها الحسم في هذا الملف الحساس.

وأوضح وزير العدل في الحكومة المحلية لكانتون جورا شارل جوييار بأن المعتقلـيْن السابقين باهتيار وأركين مهنوت وقعا الإتفاق لنقلهما إلى سويسرا، وأنهما سيحصلان على رخصة إقامة من صنف “B”، مشيرا إلى أنه “سيصبح بإمكانهما بالتالي التنقل بحرية في سويسرا”.

ويذكر أن أربعين من بين ما يقرب من 200 معتقل سابق في غوانتانامو (لازالوا يقبعون وراء القضبان)، لا يستطيعون العودة إلى بلادهم لأسباب تمس سلامتهم الشخصية.

swissinfo.ch مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية