مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ثلاثة قتلى في اشتباكات بين فصيلين في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان

نقل طفلة اصيبت في اشتباكات مخيم عين الحلوة في 24 اب/اغسطس 2015 afp_tickers

قتل ثلاثة اشخاص في اشتباكات ليلا وصباح الثلاثاء بين فصيلين مسلحين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، كما افادت مصادر طبية لوكالة فرانس برس.

وقالت مصادر طبية ان 35 شخصا على الاقل اصيبوا في الاشتباكات بين جماعة جند الشام الاسلامية وعناصر من حركة فتح، مشيرة الى ان سيارات الاسعاف لا تستطيع الدخول الى المخيم لنقل الجرحى بسبب المعارك العنيفة.

واوضحت مصادر فلسطينية ان اثنين على الاقل من القتلى ينتميان الى حركة فتح، احدهما ضابط. ولم تحدد هوية القتيل الثالث.

واندلعت الاشتباكات في عين الحلوة السبت اثر مقتل عنصرين من فتح بعد محاولة اغتيال احد قادة الحركة من قبل مسلحين اسلاميين. واستمرت المعارك بشكل متقطع طوال السبت والاحد.

ويسود توتر شديد بين الفصائل الفلسطينية والاسلاميين في مخيم عين الحلوة المكتظ وحيث ظروف المعيشة بالغة الصعوبة وتتسم بالفقر.

ووصل دوي المعارك العنيفة داخل المخيم الى ارجاء مدينة صيدا المجاورة، فيما عزز الجيش اللبناني وجوده على النقاط العسكرية عند مداخل المخيم الاربعة، وفق ما اكد مراسل لوكالة فرانس برس.

وقال ان الجيش اللبناني كان يسمح للسكان الفارين من المعارك بالخروج من مخيم عين الحلوة، فيما منع الدخول اليه.

ودفعت هذه الاشتباكات مئات السكان الى الفرار من اكبر مخيمات اللاجئين في لبنان واللجوء الى المساجد المجاورة.

ولجأ اكثر من 900 شخص، بينهم عدد كبير من الفلسطينيين اللاجئين من سوريا الى مسجد الموصللي في صيدا القريب من المخيم. وتحولت باحة المسجد الى ملعب للاطفال الذين افترشوا الارض فيما لازم اخرون المسجد.

وفيما كانت امراة منهمكة باعداد السندويشات لاطفالها، كان اخرون قربها يتابعون الاخبار عبر الراديو لمعرفة تطورات الوضع في المخيم واذا جرى الاعلان عن وقف لاطلاق النار حتى تتسنى لهم العودة الى منازلهم.

وقال ابو خالد اللاجئ الى عين الحلوة من مخيم اليرموك جنوب دمشق لوكالة فرانس برس وهو يتذمر من سوء المعاملة داخل المسجد “نادم لانني تركت سوريا، كان يمكن ان اكون نازحا داخل دمشق بدل التواجد في ساحة حرب كمخيم عين الحلوة”.

وقال نوفل الحسن اللاجئ بدوره من مخيم اليرموك لفرانس برس “لم نعد نستطيع تحمل المزيد من المعاناة واطفالنا يسألون لماذا لم ننزح من اليرموك الى داخل سوريا”، مضيفا بانفعال “كنا في اليرموك نسمع اصوات الرصاص والقذائف وهنا نسمعها، فلماذا نزحنا طالما الامر سيان؟”.

واوضحت جميلة الشامي وهي تحتضن اطفالها الثلاثة بخوف في احدى زوايا باحة المسجد لفرانس برس “غادرنا المخيم بسرعة، من دون ان يسمح لنا الوقت بجلب امتعتنا والطعام” بعد اندلاع الاشتباكات.

ويضم مخيم عين الحلوة اكثر من 54 الف لاجئ مسجل لدى وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، وانضم اليهم خلال الاعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من المعارك في سوريا.

وتوجد مجموعات عسكرية متعددة المرجعيات داخل مخيم عين الحلوة الذي يعتبر من اكبر مخيمات لبنان واكثرها كثافة سكانية. كما يؤوي ايضا مجموعات جهادية وخارجين عن القانون.

وغالبا ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وتصفية حسابات بين مجموعات متنافسة على السلطة او على الموقف السياسي او غير ذلك.

ويستضيف لبنان حوالى 450 الف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الوكالة وهم يتوزعون على 12 مخيما ويعيشون في ظروف بالغة الصعوبة.

ولا تدخل القوى الامنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الامن الذاتي داخل المخيمات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية