مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تستعيد السيطرة على سرت من تنظيم الدولة الاسلامية

صورة من ارشيف 21 ت2/نوفمبر 2016 تظهر دبابة تابعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني خلال معارك في سرت afp_tickers

اعلنت القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني الاثنين “فرض السيطرة الكاملة” على مدينة سرت على الساحل الليبي بعد اشهر من معارك متواصلة مع تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال المتحدث باسم هذه القوات رضا عيسى لوكالة فرانس برس “قواتنا تفرض سيطرتها بالكامل على سرت”، و”شهدت قواتنا عملية انهيار تام للدواعش”.

وتم تحديث صورة الغلاف على صفحة “عملية البنيان المرصوص”، وهو اسم العملية العسكرية في سرت، على موقع “فيسبوك”، ونشرت صورة لجنود يرفعون شارة النصر، مع عبارة “انتصر البنيان وعادت سرت”.

وأوردت الصفحة “انهيار تام في صفوف الدواعش والعشرات منهم يسلّمون أنفسهم لقواتنا”.

وانطلقت العملية العسكرية في 12 ايار/مايو، وحققت القوات الحكومية تقدما سريعا في بدايتها مع سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت (450 كلم شرق طرابلس) المطلة على البحر المتوسط.

لكن هذا التقدم سرعان ما بدأ بالتباطؤ مع وصول القوات الى مشارف المناطق السكنية في المدينة، لتتحول المعركة الى حرب شوارع وقتال من منزل الى منزل.

ومنذ نهاية تشرين الاول/اكتوبر، كانت القوات الحكومية تحاصر عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في رقعة صغيرة في المدينة.

وبدأ التنظيم يتغلغل في سرت في 2014 مستغلا الفوضى التي سادت ليبيا منذ سقوط الزعيم معمر القذافي، وسيطر عليها بشكل كامل في حزيران/يونيو 2015.

– ضربة جديدة للجهاديين-

تشكل خسارة سرت الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس ضربة جديدة للتنظيم بعد الهزائم التي مني بها خلال الاشهر الماضية في العراق وسوريا.

وتسببت المعارك لاستعادة المدينة التي اتخذ منها الجهاديون معقلا وحاولوا التمدد خارجها، بمقتل 700 شخص وإصابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح في صفوف القوات الحكومية.

وخلال الايام الماضية، دعت قوات حكومة الوفاق النساء والاطفال الى الخروج من مناطق المعارك.

وبين حزيران/يونيو 2015 وايار/مايو 2016، فرض تنظيم الدولة الاسلامية قوانينه على سرت، وقطعت اياد، وأعدم الناس بشكل علني، وساد الرعب.

وشكلت سرت وهي مسقط رأس القذافي وتقع على بعد نحو 300 كلم فقط من اوروبا قاعدة خلفية للتنظيم استقطبت المقاتلين الاجانب الذين جرى تدريبهم على شن هجمات في الخارج، ما اثار مخاوف في الدول الغربية.

وقدمت هذه الدول دعما كبيرا لحكومة الوفاق مطالبة بان تكون محاربة الجهاديين اولويتها المطلقة.

ومن شأن التخلص من الخطر الجهادي ان يفسح المجال لحكومة الوفاق ان تنصرف الى معالجة مشاكلها الاخرى الكثيرة.

ففي ليبيا حاليا حكومتان، الاولى مدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس وهي التي تساند القوات التي تقاتل في سرت، والاخرى تتمركز في الشرق ولا تتمتع باعتراف المجتمع الدولي لكنها تحظى بمساندة قوات كبيرة يقودها الفريق اول ركن خليفة حفتر.

وتلقت حكومة الوفاق خلال عمليتها العسكرية دعما من الولايات المتحدة تمثل بغارات محددة الاهداف تم خلالها استهداف قيادات في التنظيم الجهادي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية