مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

محاولة فتح حوار بين الأطراف اللبنانية في سويسرا

فيما تتواصل عمليات إعادة إعمار ما دمرت حرب صيف 2006، يحاول اللبنانيون إعادة بلورة النظام السياسي لبلدهم Keystone

نظمت منظمة غير حكومية سويسرية حوارا بين شخصيات من مختلف التيارات السياسية اللبنانية على ضفاف بحيرة ليمان، بدعم من الحكومة الفدرالية السويسرية.

هذا اللقاء هدف لإفساح المجال أمام حوار قادر على إرساء أسس لقيام دولة لبنانية قابلة للاستمرار، وهو ما لا يتوفر في الوقت الحالي في لبنان، حسب رأي السفير السويسري الأسبق إيف بيسون، الذي يعتبر أحد المنظمين.

الإجتماع التئم في المنطقة الجبلية الهادئة بمرتفع “مون بيلران” في أعالي ضفاف بحيرة الليمان، بعيدا عن حقول الألغام الشرق أوسطية، يومي الجمعة 20 والسبت 21 أبريل 2007 برعاية “الجمعية السويسرية للحوار الأوربي العربي الإسلامي”، التي أسست في جنيف الصيف الماضي.

ومثلما أوضح السويسري باتريك هيني، العضو في مجموعة مناقشة الأزمات الدوليةأحد المنظمين، فإن “الهدف الرئيسي لتنظيم هذا الاجتماع هو لتفادي العراقيل الحالية التي تعترض الساحة السياسية اللبنانية، وذلك بالتصدي لمناقشة الأسباب البنيوية العميقة التي تفخخ الدولة اللبنانية ونظامها القضائي”.

ويعتبر هذا الاجتماع أول حلقة من سلسلة من الاجتماعات التمهيدية، التي حصلت على دعم وزارة الخارجية السويسرية، وبداية لمسار بحاله، حيث تم تحديد موعد الإجتماع المقبل بعد بضعة أشهر.

سويس إنفو أجرت حوارا مع إيف بيسون، أحد منظمي هذا الاجتماع، وهو سفير سويسري أسبق، ونائب رئيس الجمعية السويسرية للحوار الأوربي العربي الإسلامي.

سويس إنفو: كيف جرت وقائع هذا الإجتماع؟

إيف بيسون: لقد تم تخصيص اليوم الأول لمناقشة القضايا الداخلية. وكانت المناقشات هادئة ومفيدة. ولكن مناقشات اليوم الثاني التي كانت مخصصة للديناميكة الإقليمية وللتأثيرات الخارجية في الأزمة اللبنانية فكانت أكثر صعوبة. وهو ما لم يفاجئ أحدا.

فقد استطعنا دعوة شخصيات سياسية وثقافية، من نواب برلمانيين ومستشارين ومسؤولين سياسيين، أي حوالي عشر شخصيات. وما دام عقد مثل هذا اللقاء لم يكن ممكنا في الوقت الحالي في لبنان تطلب الأمر تنظيم ذلك في مكان هادئ ومنعزل.

وبفتحنا مجال الحوار على الأمدين المتوسط والبعيد، نأمل في إيجاد مخرج من المأزق الذي تحاول الوساطات العربية تجاوزه. ولكن الأمر مستعجل ويتطلب تدخلا مستعجلا.

وقد يعمل قرب موعد الانتخابات الرئاسية في الخريف القادم على مضاعفة الضغوط، شأنه في ذلك شأن المحاكمة التي قد تنظم في حق مرتكبي اغتيال الوزير الأول الأسبق رفيق الحريري.

سويس إنفو: ما هي المواضيع التي تناولتها المناقشات؟

إيف بيسون: لقد حددنا سلسلة من المواضيع التي لها علاقة بمستقبل لبنان. والسؤال المطروح هو كيفية مواصلة تعايش عدد من الطوائف فوق حيز ترابي ضيق؟

فلبنان عبارة عن امبراطورية عثمانية مصغرة تضم السنة والشيعة والمسيحيين والدروز، والذين لم يتمكنوا بعد من إرساء قواعد نظام عام وتجسيد الرغبة في العيش معا.

فالأحزاب السياسية في الواقع التي أسست في الثلاثينات من القرن الماضي على اساس إيديولوجي، انحرفت تدريجيا نحو تحزب طائفي.

سويس إنفو: هل كان الأمر صعبا لجمع ممثلي كل هذه الطوائف؟

إيف بيسون: لقد امتنعت بعض التيارات من الحضور رغم الاتصال بها. ولكنها احتجت فيما بعد على عدم توجيه الدعوة لها وهذا تقييم خاطئ.

سويس إنفو: وهل سمح هذا اللقاء باستخلاص نقاط وقع بشأنها إجماع؟

إيف بيسون: يشاطر المشاركون فكرة تعزيز، أو بناء دولة قادرة على ضمان نوع من النظام العام. ولكن التدخلات الخارجية لقيت انتقادات من قبل البعض ودافع عنها البعض الآخر.

أجرى الحوار : فريديريك بورنان ، سويس إنفو

(ترجمه من الفرنسية وعالجه محمد شريف – جنيف)

1989: اتفاق الطائف يضح حدا للحرب الأهلية المشتعلة في لبنان منذ عام 1975
2000: انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني المحتل منذ العام 1978
2004: القرار ألأممي رقم 1559 يطالب بانسحاب القوات السورية من لبنان ونهاية النشاطات العسكرية لحزب الله.
2005: اغتيال الوزير الأول الأسبق رفيق الحريري بشاحنة مفخخة. والأمم المتحدة تشكل فريق تحقيق لمحاكمة مرتكبي عملية الإغتيال.
2006: حرب لمدة شهر اشتعلت بين حزب الله وإسرائيل أدت الى مقتل 1000 مدني.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية