مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل قائد “جيش الاسلام” زهران علوش في ضربة قوية للمعارضة السورية المسلحة 

زهران علوش قائد تنظيم "جيش الاسلام" المعارض المسلح الذي قتل في غارة جوية شرق العاصمة دمشق afp_tickers

قتل زهران علوش قائد تنظيم “جيش الاسلام” المعارض المسلح في غارة جوية شرق العاصمة دمشق الجمعة في ضربة قوية للمعارضة المسلحة في النزاع الدامي الذي تشهده سوريا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والمعارضة السورية ان علوش (44 عاما) “قتل مع خمسة من قادة جيش الاسلام “أحدهم قيادي أمني، جراء قصف من قبل طائرة حربية بضربات جوية عنيفة استهدفت اجتماعا لهم بغوطة دمشق الشرقية، أثناء التحضير لتنفيذ هجوم على مواقع لحزب الله اللبناني وقوات النظام”.

واكد عضو بارز في “جيش الاسلام” لوكالة فرانس برس مقتل علوش، وقال ان ثلاث طائرات استهدفت “اجتماعا سريا” لقادة التنظيم.

كما اعلن التلفزيون السوري الرسمي مقتل علوش في الغارة.

وقالت قيادة الجيش السوري في بيان بثه التلفزيون الرسمي انها شنت “عملية خاصة” ادت الى مقتل علوش في اطار “مهمة وطنية”.

وصرح مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان “عشرات” المقاتلين المسلحين قتلوا في الغارات التي شنها الطيران السوري بصواريخ روسية حصل عليها مؤخرا.

واضاف المصدر ان الطائرات شنت غارتين استهدفتا الاجتماع، واطلقت اربعة صواريخ في كل غارة. وقتل 12 على الاقل من اعضاء “جيش الاسلام” وسبعة من اعضاء تنظيم “احرار الشام” الاسلامي.

وبعد ساعات من مقتل علوش عين مسؤولو التنظيم قائدا جديدا لهم هو ابو همام البويضاني (40 عاما) وهو مقاتل تقيم عائلته علاقات وثيقة مع الاخوان المسلمين، بحسب ما افاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويعد “جيش الاسلام” الفصيل المقاتل الابرز في الغوطة الشرقية، معقل المعارضة شرق العاصمة دمشق، والتي تتعرض لقصف قوات النظام بشكل متواصل.

وشارك التنظيم المدعوم من الرياض، مؤخرا في محادثات المعارضة السورية في السعودية.

وكان يعرف بافكاره المتطرفة وبدعمه لاقامة دولة اسلامية، الا انه تحول الى المعارضة الاكثر اعتدالا مؤخرا.

– ابن شيخ سلفي –

ولد زهران علوش في العام 1971 في دوما احدى اكبر بلدات الغوطة الشرقية. وكان والده من الدعاة السلفيين البارزين ويعيش حاليا في الرياض.

وسار علوش على خطى والده ودرس الشريعة الاسلامية في سوريا والسعودية.

واعتقلت السلطات السورية علوش في 2009 وافرجت عنه بموجب عفو عام في حزيران/يونيو 2011 اي بعد ثلاثة اشهر من اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وحمل علوش السلاح وفي 2013 وحد مجموعة من الجماعات المسلحة تحت راية “جيش الاسلام”.

وبرز “جيش الاسلام” بوصفه الفصيل الاقوى في الغوطة الشرقية وواصل معارضته الشديدة لنظام الاسد وتنظيم الدولة الاسلامية.

الا ان التنظيم واجه انتقادات شديدة من جماعات حقوقية بسبب انتهاكاته لحقوق الانسان.

وفي تموز/يوليو وجهت الادانات للتنظيم بسبب اعدامه 18 شخصا اتهمهم بالانتماء لتنظيم الدولة الاسلامية في شريط فيديو يشبه التسجيلات البشعة التي يبثها التنظيم المذكور.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر وضع “جيش الاسلام” عشرات السجناء في اقفاص واستخدمهم “دروعا بشرية” لمحاولة “منع النظام من قصف” الغوطة الشرقية، طبقا للمرصد.

وانتشرت انباء مقتل علوش بسرعة كبيرة بين النشطاء والجماعات المسلحة على الانترنت.

وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة في تغريدة على تويتر “تقبل الله القائد زهران علوش في الشهداء (…) وعلى فصائل الغوطة التكاتف لسد الثغور واستكمال المهمة”.

– خسارة كبيرة للمعارضة –

ويرى محللون ان مقتل علوش ستكون له تاثيرات كبيرة على المعارضة السورية المشرذمة وعلى مساعي محادثات السلام.

وقال المحلل تشارلز ليستر في تغريدة على تويتر ان مقتل علوش “هو احدى اكبر خسائر المعارضة” في النزاع السوري الدائر منذ نحو خمس سنوات.

من جهته رأى ارون لوند محرر موقع كارنيغي انداومنت الخاص بالازمة في سوريا “في شكل ما فان زهران علوش ادى دورا نادرا كعنصر موحد ناجح في حركة المعارضة السورية”.

وقال انه بمقتل علوش فان هذا التماسك قد “ينهار”.

كما يمكن لمقتله ان يؤثر على مساعي السلام الهشة الهادفة الى التفاوض على حل سياسي للحرب في سوريا والتي ادت الى مقتل اكثر من 250 الف شخص حتى الان.

وكان “جيش الاسلام” احد ابرز الجماعات المسلحة التي دعيت الى محادثات الرياض في وقت سابق من هذا الشهر بهدف توحيد موقف المعارضة السورية.

ووافق التنظيم على اجراء مفاوضات مستقبلية مع نظام الاسد، في خطوة مثيرة للجدل اثارت تنديد الجماعات المتشددة والجهادية مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

وقال لوند “هذه المحادثات كانت بحاجة الى مشاركة متشددين مثل زهران لتكتسب مصداقية”.

واعتبر ان مقتل علوش “يمكن كذلك ان يؤثر على عملية السلام من حيث زعزعته لتنظيم جيش الاسلام واضعافه”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية