مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 11 مدنياً في مدينة الباب السورية تزامناً مع تقدم فصائل تدعمها أنقرة

مقاتلون من فصائل "درع الفرات" يتقدمون باتجاه مدينة الباب في 20 شباط/فبراير 2017 afp_tickers

قتل 11 مدنياً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال الاثنين جراء قصف تركي كثيف على مدينة الباب السورية، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت احرزت فصائل معارضة تدعمها أنقرة تقدماً على حساب الجهاديين في المدينة، وفق ما افاد مصدر ميداني.

واحصى مدير المرصد رامي عبد الرحمن مقتل 11 مدنيا هم اربعة رجال وزوجاتهم وثلاثة اطفال، ينتمون جميعهم الى العائلة ذاتها، جراء غارات وقصف مدفعي عنيف للقوات التركية الاثنين على وسط مدينة الباب، اخر ابرز معقل للجهاديين في محافظة حلب (شمال).

ويأتي تصعيد القصف وفق المرصد، دعما لقوات فصائل “درع الفرات” التي تحاول التقدم من القسم الغربي الى وسط الباب، بعد تمكنها من السيطرة على مواقع عدة في غرب المدينة وخوضها معارك عنيفة ضد الجهاديين الذين يسيطرون على المدينة منذ العام 2014.

ويؤكد المسؤولون الاتراك مرارا انهم يقومون بما في وسعهم لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وينفون بشدة تقارير حول مقتل مدنيين جراء القصف التركي.

وتشكل مدينة الباب هدفا لهجوم مركز تنفذه القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها في اطار عملية “درع الفرات” التي بدأها الطرفان في 24 اب/اغسطس لطرد الجهاديين من المنطقة الحدودية مع تركيا.

واعلن قيادي ميداني موجود في القسم الغربي من الباب ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من احراز تقدم اضافي الاثنين.

وقال ابو جعفر القائد العسكري في “لواء المعتصم”، وهوفصيل منضو في قوات “درع الفرات” لوكالة فرانس برس “تم حشد قوات درع الفرات البارحة ليلا وتوزيعها على ثلاثة محاور لتسهيل اجتياح المدينة”.

واوضح انهم بدأوا هجومهم “عند منتصف الليل من ثلاثة محاور وتمكنوا من التقدم والسيطرة على مواقع عدة” بينها مستشفى ومجمع مدرسي في غرب المدينة.

وشاهد مراسل لفرانس برس دماراً هائلاً في الأبنية والمنازل في القسم الغربي من المدينة الاثنين ومقاتلون على متن شاحنات صغيرة او سيراً على الأقدام يجوبون الشوارع فيما تتصاعد اعمدة الدخان من جهة قريبة.

وقال ان العديد من مقاتلي الفصائل كانوا يستريحون على اطراف المدينة الغربية بعد خوضهم “حرب شوارع” ضد الجهاديين طيلة 12 ساعة.

ويتصدى الجهاديون لهجوم المقاتلين عبر تفجير المفخخات والالغام واستهدافهم برصاص القنص.

واوضح ابو جعفر “واجهنا بعض الصعوبات من قناصي داعش، إذ كان هناك اكثر من عشرة منهم يطلقون النار ليلا ما ادى الى حدوث ارباك في بعض صفوفنا” مشيرا الى “استشهاد اكثر من 10 مقاتلين واصابة العشرات بجروح بسبب الالغام التي زرعها تنظيم الغدر”.

واضاف “فوجئنا بالالغام التي تفجر عن بعد”.

وتدفع المعارك العنيفة عشرات العائلات يوميا الى الهرب من مناطق الاشتباك.

وبحسب القيادي الميداني، ساعد مقاتلو المعارضة الاثنين اكثر من عشر عائلات على النزوح من مناطق الاشتباك.

وقال احد الفارين ويدعى جعفر احمد لفرانس برس “الطيران والمدفعية تضربان والدواعش موجودون في المدينة. الدمار كبير جدا واكثر مما يتصور”.

واضاف بصوت متقطع “الحمدلله خرجنا بخير وسلامة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية