مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزارة الصحة: 15 قتيلا في قصف اسرائيلي لمدرسة في غزة وعدد القتلى يتجاوز 760

رجل فلسطيني يحمل فتاة يقول مسعفون إنها أصيبت خلال قصف اسرائيلي لمدرسة تديرها الأمم المتحدة في غزة يوم الخميس. تصوير: فينبار اوريلي - رويترز. reuters_tickers

من نضال المغربي والين فيشر ايلان

غزة/القدس (رويترز) – قالت السلطات في غزة يوم الخميس إن القوات الإسرائيلية قصفت مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ اليها فلسطينيون في غزة مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين في الصراع الذي بدأ قبل 17 يوما الى اكثر من 760 قتيلا.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن صدمته من الهجوم على المدرسة في بيت حانون بشمال قطاع غزة. وقال في بيان “الملابسات ما زالت غير واضحة. وأدين هذا العمل بشدة.. كثير من الناس قتلوا وبينهم نساء وأطفال وموظفون في الأمم المتحدة.”

ووصل بان الى القاهرة في وقت لاحق حيث ينتظر أن يجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يقوم بجهود للوساطة من أجل التوصل لاتفاق تهدئة.

وقال متحدث باسم كيري إن الهجوم على المدرسة “يؤكد الحاجة إلى إنهاء العنف”.

لكن لم تظهر بوادر على إحراز تقدم بشأن التوصل الى وقف إطلاق النار خلال الأيام الأربعة التي قضاها في المنطقة. وقال مسؤول أمريكي كبير “الفجوات قائمة بين الأطراف وبالتالي فإن تركيزه منصب على العثور على صيغة يمكن أن يقبل بها الجانبان. لكنه ليس موجودا هنا لأجل غير مسمى وفي المستقبل القريب سيحدد ما اذا كان هناك استعداد للتوصل الى اتفاق على وقف إطلاق النار.”

وقال الجيش الاسرائيلي إنه يحقق في الواقعة.

وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هناك احتمالا أن تكون صواريخ طائشة أطلقتها حركة حماس سقطت على المدرسة. وقال لتلفزيون رويترز “ربما تكون نيران طائشة من جيش الدفاع الاسرائيلي أو صواريخ أطلقها إرهابيو غزة لكننا مازلنا لا نعلم. مازالت هناك علامة استفهام.”

وقال متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة إنها حاولت دون جدوى ترتيب إجلاء المدنيين من المدرسة مع الجيش الإسرائيلي وأشارت الى تقارير عن سقوط صواريخ حماس في المنطقة في نفس التوقيت.

وقال مصور لرويترز في المدرسة إن الدماء غطت الأرض وتناثرت على طاولات الدراسة في فناء المدرسة قرب موقع سقوط قذيفة على ما يبدو.

وركضت عشرات الأسر التي كانت تعيش في المدرسة وقد انخرطت في البكاء مع اطفالها الى المستشفى الذي كان يعالج فيه الضحايا على بعد بضع مئات من الأمتار.

وقالت ليلى الشنباري – وهي امرأة كانت في المدرسة عندما سقطت القذيفة – لرويترز إن العلائلات تجمعت في الفناء متوقعة ان يتم اجلاؤها خلال فترة قصيرة في قافلة تابعة للصليب الاحمر.

وقالت وهي تبكي “جلسنا جميعا في مكان واحد عندما سقطت فجأة أربع قذائف فوق رؤوسنا.. كانت الجثث على الارض وكانت هناك دماء وصرخات. ابني قتل وجرح جميع أقاربي بمن فيهم أطفالي الاخرون.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن 15 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 200 في الهجوم.

وقال مدير مستشفى محلي إن عددا من المراكز الطبية حول بيت حانون تستقبل الجرحى. وفر اكثر من 140 الف فلسطيني من القتال بين اسرائيل ونشطاء غزة ولجأ كثير منهم الى مبان تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة.

وتقول القوات الاسرائيلية إنها تحاول منع نشطاء حماس وحلفائهم من إطلاق الصواريخ عليها.

وقال كريس جانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “من الواضح أن المدنيين يدفعون ثمنا غير معقول لحصارهم بين الجانبين.”

واضاف “كنا نحاول ترتيب فرصة لإجلاء المدنيين مع الجيش الإسرائيلي لكن هذا لم يحدث قط. العواقب شديدة البؤس.”

ودعت بريطانيا حركة حماس التي تدير غزة الى قبول التهدئة بلا شروط.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في مؤتمر صحفي بالقاهرة بينما تبذل مصر جهودا للوساطة “يجب أن توافق حماس على وقف إنساني لإطلاق النار بلا شروط مسبقة.”

واضاف “حينئذ… تجتمع السلطة الفلسطينية واسرائيل للتشاور لضمان سلام دائم ومستمر في غزة حتى لا نكرر هذه الدوامة من العنف.”

وفي قطر أشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمقاتلي الحركة وقال إنهم حققوا مكاسب ضد إسرائيل. وقال انه يؤيد هدنة إنسانية لكن اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون مقبولا إلا إذا كان في مقابل رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة. وتريد حماس من مصر أيضا فتح حدودها مع غزة.

وقال “المطلوب الآن تنفيذ مطالبنا ثم تحديد ساعة الصفر للتهدئة.. لا نقبل أي مبادرة لا ترفع الحصار عن شعبنا … لا نريد الحرب ولا نريد استمرارها لكننا لن ننكسر أمام العدوان.”

وقال مسؤولون إن عدد القتلى الفلسطينيين في غزة وصل الى 762 يوم الخميس.

وفقدت إسرائيل 32 جنديا على الأقل في الاشتباكات داخل غزة ومع مقاتلي حماس الذين يتسللون عبر الحدود المحصنة من خلال الانفاق.

وتسببت الصواريخ وقذائف المورتر الفلسطينية في مقتل ثلاثة مدنيين في إسرائيل. وارتفعت وتيرة هذا القصف في الاسابيع الماضية فيما شنت إسرائيل حملة ضد حماس في الضفة الغربية المحتلة الأمر الذي أدى لبدء الهجوم الجوي والبحري في الثامن من يوليو تموز على القطاع والذي تصاعد إلى غزو بري قبل اسبوع.

وبتشجيع من واشنطن تسعى مصر للتوسط من أجل التوصل لوقف محدود لإطلاق النار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة حماس أيضا في المساعي الدبلوماسية.

وقال مسؤول في القاهرة يوم الأربعاء إن الهدنة قد تسري بحلول مطلع الأسبوع تزامنا مع عيد الفطر الذي قد يحل يوم الاثنين أو الثلاثاء. لكن مسؤولا أمريكيا قال إن من غير المرجح التوصل لأي هدنة بحلول مطلع الأسبوع كما أكد على هذا الرأي وزير في الحكومة المصغرة الإسرائيلية المعنية بشؤون الأمن إذ قال إن الجيش يحتاج لما بين أسبوع وأسبوعين ليكمل مهمة هدم الانفاق التي تستغلها حماس لشن هجمات عبر الحدود.

وقال الوزير جلعاد اردان لراديو إسرائيل “إذا كان الحديث عن هدنة انسانية لغرض – لا أحب قول هذا – إزالة الجثث فان كل شيء له صلة بالمدنيين على المدى القصير قد يكون محل النظر.”

وأضاف “لكنني سأعارض أي وقف لإطلاق النار حتى يتضح أن الانفاق ستدمر وما الذي سيحدث في الفترة التي تعقب وقف إطلاق النار. وكيف سنضمن الحفاظ على الهدوء من أجل سكان اسرائيل على الأجل الطويل.”

ونالت إسرائيل تخفيفا جزئيا للضغوط الاقتصادية التي نتجت عن حربها على غزة يوم الخميس بعد أن رفعت الولايات المتحدة حظرا على الرحلات التجارية لتل أبيب.

وبتشجيع من واشنطن تسعى مصر للتوسط من أجل التوصل لوقف محدود لإطلاق النار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة حماس أيضا في المساعي الدبلوماسية.

ورغم أن نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ أسقط معظم الصواريخ التي أطلقت من غزة لكن صاروخا اقترب من مطار بن جوريون في تل أبيب يوم الثلاثاء دفع إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية لفرض حظر على الرحلات الأمريكية هناك.

وحذت شركات اجنبية حذو الولايات المتحدة الأمر الذي أدى لخلو صالات الوصول الدولية التي عادة ما تكون مزدحمة وللإضرار باقتصاد إسرائيل في ذروة الموسم السياحي الصيفي. وأشادت حماس بذلك باعتباره انتصارا ودفع ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأن يطلب من إدارة الرئيس باراك أوباما التدخل.

وألغت إدارة الطيران الاتحادية الحظر في وقت متأخر يوم الأربعاء بعد إعادة النظر في الموقف الأمني. وقالت هيئة سلامة الطيران الاوروبية يوم الخميس إنها على وشك إلغاء توصياتها بتجنب السفر الى تل ابيب.

وقالت يو.إس. إير وايز وهي وحدة تابعة لشركة أمريكان إيرلاينز يوم الخميس انها ستواصل رحلاتها من تل أبيب إلى فيلادلفيا.

وقالت شركتا لوفتهانزا وإير برلين الألمانيتان ان وقف الرحلات لتل أبيب سيستمر حتى يوم الجمعة.

وواصل نشطاء غزة إطلاق الصواريخ على اسرائيل يوم الخميس مما دفع الآلاف في الجنوب للنزول الى المخابئ. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى او جرحى.

وقالت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي يوم الأربعاء إن هناك “احتمالا قويا” أن اسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة حيث يقول مسؤولون طبيون ان معظم القتلى مدنيون.

ونددت أيضا بقيام اسلاميين باطلاق صواريخ دون تمييز من غزة وقال مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان انه سيطلق تحقيقا دوليا في الانتهاكات المزعومة.

ورد نتنياهو بغضب شديد على الانباء عن تحقيق محتمل من جانب الامم المتحدة قائلا إنه “مهزلة”.

وقال “يجب على مجلس حقوق الانسان ان يبدأ تحقيقا في قرار حماس بتحويل المستشفيات إلى مراكز قيادة عسكرية واستخدام المدارس كمخازن للاسلحة ووضع بطاريات الصواريخ بجوار الملاعب والمنازل الخاصة والمساجد.”

وعبر الامين العام للامم المتحدة يوم الاربعاء عن “غضبه وأسفه” لاخفاء 20 صاروخا عثر عليها مخبأة في مدرسة تديرها الامم المتحدة في قطاع غزة وذلك للمرة الثانية خلال الصراع.

وقال بان إن تخزين الصواريخ هناك حول “المدارس إلى أهداف عسكرية محتملة الأمر الذي يعرض حياة الأطفال الأبرياء للخطر” بالاضافة لموظفي الامم المتحدة وعشرات الالاف من الفلسطينيين الذين يحتمون بهذه المباني. ودعا لفتح تحقيق.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية