مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“العلماء السويسريون يريدون ممارسة البحث العلمي في أوروبا”

Keystone

بعد مصادقة مجلس وزراء الإتحاد الأوروبي بدون نقاش على تجديد الإتفاق حول البحث العلمي مع سويسرا، وقع وزير الشؤون الداخلية السويسري باسكال كوشبان ونظيره الأوروبي في اللوكسمبورغ ظهر الإثنين 25 يونيو على نص الاتفاق الجديد.

وترحب ماريان غايزر، الباحثة السويسرية والمختصة في علوم البيولوجيا بهذه الخطوة مؤكدة أن التعاون القائم بين سويسرا والاتحاد الأوروبي في مجال البحث العلمي “مثمر للغاية”.

يوقع اليوم الاثنين 25 يونيو 2007 في لوكسمبورغ، عضو الحكومة الفدرالية باسكال كوشبان مع المفوض الأوروبي المكلف بالبحث العلمي جانيس بوتوشنيك، والوزيرة الألمانية المكلفة بالبحث العلمي آنيت شفان، بوصفها الرئيسة الحالية لمجلس الوزراء الأوروبيين المكلفين بالبحث العلمي، على الاتفاق الثنائي في مجال البحث العلمي والتكنولوجي بين سويسرا والاتحاد الأوروبي، وهو الاتفاق الذي يرسم المشاركة الفعلية لسويسرا في البرنامج الإطاري السباعي للبحث العلمي التابع للاتحاد الأوروبي للفترة الممتدة من 2007 إلى 2013، كما توضح لسويس إنفو ماريان غايزر، الباحثة لسويسرية في علوم البيولوجيا من جامعة برن.

سويس إنفو: اليوم يتم التوقيع على مشاركة سويسرا في البرنامج الإطاري السابع للبحث العلمي في اللوكسمبورغ. هل هو مبعث فرح بالنسبة لك؟

ماريان غايزر: بكل تأكيد، لأن الباحثين السويسريين كانوا ينتظرون هذا اليوم منذ مدة، لأننا نريد أن نساهم في برنامج البحث العلمي الجديد للاتحاد الأوروبي. فنظرا لأننا ننتمي الى بلد صغير، فإننا نجد صعوبة كبرى في العثور على شركاء في مجال البحث العلمي. ومن هنا يشكل هذا التعاون فرصة مهمة بالنسبة لنا.

سويس إنفو: تقدر مساهمة سويسرا بحوالي 2،4 مليار فرنك على مدى سبع سنوات، أي بمساهمة أكبر مما كانت عليه في الفترة السابقة. هل لا زال السعر ملائما؟

ماريان غايزر: يجب أن ننظر الى الأمور من زاوية أوسع. فدول الاتحاد الأوروبي ترغب في زيادة حجم الاستثمار في مجال البحث العلمي، لذلك على سويسرا ان تقدم مساهمة أكبر كشريك في المشروع. فالبحث العلمي يكلف دوما مبالغ باهظة نظرا لتعقد أساليب البحث ولاستخدام تقنيات جد متطورة.

سويس إنفو: ولكن هناك أصوات حتى من أوساط المختصين في البحث العلمي، التي تفضل إنفاق هذه المبالغ في سويسرا بدل إنفاقها في تعاون مع الاتحاد الأوربي؟

ماريان غايزر: أكيد أن علينا إنفاق جانب من أموال البحث العالمي داخل سويسرا لكي نراعي أولوياتنا . ولكن التعاون مع دول الاتحاد الأوربي في هذا البرنامج الإطاري يفتح لنا فرصة المساهمة في مجالات أكثر تعقيدا وذات أبعاد كبرى إذ لم يعد ممكنا الاكتفاء بإجراء الأبحاث في زاوية منعزلة. وحتى من ناحية التمويل، لا يمكن على سبيل المثال، لبلد بحاله شراء كل المعدات الضرورية للبحث العلمي.

سويس إنفو: تساهمين كخبيرة في لجنة اختيار المشاريع التي ستحظى بدعم الاتحاد الأوروبي. ما هي القواعد التي تراعونها في ذلك؟

ماريان غايزر: إننا نقوم بذلك في مجموعات تتكون من ثمانية او عشرة خبراء. إذ نكتشف المشاريع عند وصولنا الى بروكسل ولا يمكننا اختيار المشاريع التي نود تقييمها. وهناك معايير عالية يجب مراعاتها إذ لا يتم قبول سوى 10% من إجمالي المشاريع المرشحة.

سويس إنفو: إن أفكارا خارقة للعادة مثل نظرية النسبية رفضت في البداية من طرف الأوساط العلمية. فلو كان ألبير اينشتاين بيننا اليوم هل بإمكانه الحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي للقيام بأبحاثه؟

ماريان غايزر: إن آينشتاين كان متقدما جدا عن أبناء جيله لحد أن لا أحد كان بإمكانه تقبل أفكاره. وحتى أوساط البحث العلمي الأوروبية ليست في مأمن من ارتكاب أخطاء، ولكن أي طلب يتم فحصه من قبل علماء مختصين في قطاعات مختلفة وهو ما يسمح بإجراء التقييم من زاوية أوسع. وأعتقد أن أعمال آينشتاين لو عرضت اليوم في بروكسل لحصلت بدون شك على قبول ودعم.

سويس إنفو: مشروع البحث العلمي الذي تقومين به هو أيضا ممول من طرف الإتحاد الأوروبي. ألا تعتقدين في وجود خطر في تضارب المصالح عندما يتعلق الأمر بتقييم مشاريع الآخرين؟

ماريان غايزر: هناك شفافية في هذا العمل مع الاتحاد الأوروبي، إذ يجب ترك المصالح الخاصة جانبا. يضاف الى ذلك ان الباحث المشارك كخبير لا يمكنه أن يكون عضوا في في مجموعة الخبراء التي تتولى تقييم مشاريعه الخاصة.

سويس إنفو: إلى جانب الفوائد التي يمكن جنيها من البحث العلمي هناك مخاطر أيضا قد تترتب عن هذه الاكتشافات، فهل يأخذ الاتحاد الأوروبي هذا الجانب مأخذ الجد؟

ماريان غايزر: بالتأكيد، وهذا ما ألاحظه في مجال البحث العلمي الذي أقوم به أي “النانوتكنولجيا” التي يتم من خلالها إنتاج عناصر مجهريةدقيقة جدا. وفي هذا الإطار، تطرح دوما تساؤلات عن المخاطر الصحية التي يمكن ان تترتب عن ذلك.

سويس إنفو: ما هي هذه المخاطر المترتبة عن ” النانو تكنولوجيا”؟

ماريان غايزر: إن الجزيئات الدقيقة لها خصائص وتصرفات مغايرة لجزيئات كبرى من نفس المادة. كما أن تصرف هذه الجزيئات مغاير عندما تتسرب الى داخل جسم الإنسان. فقد أظهرت أبحاثنا بأن هذه الجزيئات الدقيقة تتسرب للرئة بل حتى للدورة الدموية عن طريق التنفس. إنها مفيدة في بعض العلاجات الطبية، لكن يمكن أن تتسبب بطبيعة الحال في حدوث بعض الأضرار أيضا.

سويس إنفو: هل يُنظر لكم كمعرقلين عندما تجرون أبحاثا علمية على المضار الصحية لهذا القطاع التكنولوجي المستقبلي ذي المردود الاقتصادي الكبير؟

ماريان غايزر: أبدا، لأن القطاع الصناعي له اهتمام كبير بمعرفة المضار الصحية التي يمكن ان تترتب عن الصناعات المستخدمة لتقنية الجزئيات الدقيقة. لقد كان الأمر في السابق يتمثل في تطوير التكنولوجيا أولا ثم إجراء الأبحاث على المخاطر المترتبة عنها فيما بعد.

أما اليوم فإن العمليتين تتمان بشكل متلازم لأن الأخطار الصحة المترتبة عن استخدام بعض المواد مثل “الآزبست” عملت على تغيير نظرتنا للأمور بشكل كبير.

أجرى الحوار : سيمون تونن- سويس إنفو

(نقله للعربية وعالجه: محمد شريف)

تتركز الأبحاث التي تقوم بها الباحثة السويسرية ماريان غايزر كامبر، المتخصصة في علوم البيولوجيا وأستاذة علم الأنسجة في جامعة برن، على التأثيرات المحتملة للجزيئات المجهرية التي يُـتوصّـل إلى إنتاجها بواسطة تطبيقات عِـلم النانوتكنولوجيا.

تشارك السيدة غايزر كامبر، بوصفها خبيرة، في اللجنة التابعة للاتحاد الأوروبي، التي تنظر في طلبات الحصول على مساعدات للقيام بأبحاث عِـلمية، كما تساهم في مشروع بحثي حول الانعكاسات الصحية للتلوث الجوي، الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي بحوالي 800 ألف يورو.

منذ عام 2004، تشارك سويسرا بشكل كامل في برامج البحث العلمي للاتحاد الأوروبي، التي عادة ما تستمر عدة أعوام.

يوقع وزير الشؤون الداخلية (التي تشمل التعليم والعلوم والبحث العلمي)، باسكال كوشبان، مع المفوض الأوروبي للبحث العلمي يانيز بوتوشنيك يوم الإثنين 25 يونيو في اللوكسمبورغ، على الاتفاق المتعلق بمشاركة سويسرا في البرنامج الإطاري السابع للبحث العلمي، الذي يمتد من عام 2007 إلى 2013.

نظرا لأن الاتحاد الأوروبي قام بالترفيع في ميزانيته المخصصة للبحث العلمي، يجب على سويسرا أن تقوم بمثل ذلك، وبالتالي، يصل إجمالي المساهمة السويسرية للسنوات السبع القادمة إلى 2،4 مليار فرنك، وهو ما يعني زيادة بـ 50% في قيمة مساهمتها السنوية.

بفضل هذا التعاون، يشارك البحاثة السويسريون على قدم المساواة في برامج البحث العلمي الأوروبية.

تُـمَـثل سويسرا في الهيئات القيادية لبرامج البحث العلمي الأوروبية، وهو ما يتيح لها إمكانية المشاركة في القرارات المتعلقة بتوجهات البرنامج

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية