مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“جوائز” لأقل الشركات تحملا للمسؤولية

تستعد برن للمظاهرة المناهضة للعولمة التي قد تنظم في ساحة القصر الفدرالي بعد ظهر السبت 22 يناير 2005 Keystone

قرر تحالف "عين الرأي العام على دافوس" المناهض لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي منح جوائز للشركات التي أثبتت حسبه أدنى قدر من المسؤولية في المجالين الاجتماعي والبيئي.

في الأثناء، وافقت سلطات مدينة برن بشروط على تنظيم مظاهرة مناهضة لمنتدى دافوس الذي يتواصل من 26 إلى 30 يناير في المنتجع السويسري.

للسنة السادسة على التوالي، يستعد تحالف “عين الرأي العام على دافوس” لتنفيذ تحركاته المناهضة للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد في منتجع دافوس السويسري من 26 إلى 30 يناير الجاري.

وستتواصل الدورة السادسة لهذا التحالف -الذي يضم 10 منظمات غير حكومية مناهضة للعولمة من سويسرا والعالم- يومي 26 و27 يناير.

وقد قرر التحالف هذا العام منح “جوائز عين الرأي العام” للشركات التي تحملت، من وجهة نظر التحالف، أدنى قدر من المسؤولية في المجالين الاجتماعي والبيئي.

ولترشيح الشركات المتنافسة على هذه المكافئات غير المعهودة، لجأ التحالف إلى رأي منظمات غير حكومية من العالم بأسره. واختارت هذه المنظمات 24 مجموعة سويسرية ودولية لم تلتزم، حسبها، بمسؤولياتها في مجال حقوق الإنسان والعمال، والبيئة والمجال الضريبي.

شركات سويسرية بارزة على اللائحة

ومن الشركات التي تم ترشيحها منذ خريف عام 2004، أعضاء في المنتدى الاقتصادي العالمي مثل مجموعة “شيل” بسبب استغلالها للبترول في نيجيريا، ومجموعة “نستلي” السويسرية العملاقة التي وجهت لها جملة من الاتهامات مثل الاتجار بشكل فاضح بالمنتجات البديلة عن حليب الأم في إفريقيا الغربية، والتورط في نزاعات عمالية في كولومبيا.

وعلى لائحة الشركات المرشحة أيضا لنيل “جائزة عين الرأي العام” مجموعة “سنجينتا” السويسرية للصناعات الكيماوية ومجموعة “دنزر” السويسرية أيضا النشيطة في مجال الاتجار بالخشب.

ويفترض أن تسلم هذه الجوائز يوم انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي، لكن المنظمين يتشوقون لمعرفة ما إذا كان الفائزون سيحضرون بالفعل مراسيم استلام “الكؤوس”.

وبالإضافة إلى الجوائز الأربع المذكورة، ستُمنح أيضا “جائزة الجمهور” من خلال التصويت عبر الانترنت إلى غاية 24 يناير على موقع منظمة “إعلان برن” السويسرية المناهضة للعولمة. ويذكر أن هذه المنظمة هي صاحبة ومنسقة مشروع “عين الرأي العام على دافوس”.

في هذا السياق، صرح السيد ماتياس هرفيلدت، من منظمة “إعلان برن” خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 11 يناير في العاصمة برن: “إننا نريد أن نـُذكر أعضاء المنتدى الاقتصادي العالمي أن الجمهور ينتظر منهم تصرفا مسؤولا”.

الحاجة إلى قوانين مُلزمة

أما سونيا ريبي، من منظمة “برو ناتورا” للحفاظ على الطبيعة في سويسرا، فقد شددت على أهمية “إقامة قواعد ملزمة من الناحية القانونية ومشروعة على المستوى الدولي في مجال مسؤولية الشركات”.

وأعربت السيدة ريبي عن اعتقادها أن الإجراءات التي تم اتخاذها لحد الآن في هذا الإطار ليست كافية على غرار الميثاق العالمي الذي تم إطلاقه عام 1999، والذي يحث الشركات الخاصة على اعتماد مبادئ أساسية في مجالات حقوق الإنسان وقوانين العمل واحترام الطبيعة والمساهمة الفعالة في التنمية المستديمة.

ورغم ذلك، تعلق منظمة “برو ناتورا” الآمال على المعايير التي تمت بلورتها في إطار لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول “مسؤولية الشركات الدولية والشركات التجارية الأخرى في مجال حقوق الإنسان”.

وعبرت السيدة ريبي بهذا الشأن عن أملها في أن ينجح هذا المشروع مستقبلا في تحديد أداة فعالة لضمان تحمل الشركات لمسؤولياتها. ولم تغفل السيدة ريبي الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والقطاع الصناعي يعارضان هذا التوجه.

وسيفتتح أعمال “عين الرأي العام على دافوس” الخبيرة الاقتصادية البريطانية نورينا هيرتز من جامعة “كامبريدج” العريقة. وستتطرق السيدة هيرتز -المعروفة بمواقفها المنتقدة للعولمة- لموضوع مسؤولية الشركات.

مظاهرة رسمية في برن

مناهضو المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لا يكتفون بطبيعة الحال بتنظيم المنتديات المضادة أو البديلة، بل يلجئون وفقا لتحركات أصبحت تقليدية، إلى تنظيم مظاهرات للتعبير عن رفضهم للتوجه الليبرالي الذي يجسده منتدى دافوس.

من هؤلاء المعارضين منظمات يسارية سويسرية مختلفة والتيارات الباحثة عن بدائل للعولمة مثل الفرع السويسري لمنظمة “أتاك”.

وقد قرر التحالف المضاد للمنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام تنظيم مظاهرة رسمية في قلب العالمة الفدرالية برن بعد ظهر يوم السبت 22 يناير.

وبينما كان المنظمون أن تتنقل المظاهرة بين شوارع المدينة القديمة في برن، أصرت سلطات مدينة برن على ضرورة حصر المتظاهرين شمال العاصمة.

وفي هذا السياق، ذكرت مديرة شرطة بلدية برن باربارا هايوز في تصريحات أدلت بها في نهاية الأسبوع الماضي بأن برن لديها تجربة لا تقل عن خمس سنوات في مجال المظاهرات المناهضة للمنتدى الاقتصادي العالمي، قائلة: “رغم الكلمات الجميلة التي يـُنطق بها (قبل المظاهرات) حدثت دائما تجاوزات”.

شروط مدينة برن

وقد اقترح برلمان مدينة برن يوم الثلاثاء 11 يناير تسوية بشأن تنظيم المظاهرة، إذ عرض على المناهضين للعولمة إذنا بالتجمع في مظاهرة قارة بساحة القصر الفدرالي يوم السبت 22 يناير ما بين الساعة الثالثة والخامسة بعد الظهر، مشترطا في المقابل عدم تحرك المظاهرة إلى شوارع المدينة.

وأوضحت حكومة مدينة برن أنها اقترحت هذه التسوية “بعد دراسة معمقة” و”مع الأخذ بعين الاعتبار حقين أساسيين هما حرية التجمع والحق الشخص في الاستفادة من الأمن”.

وقد حددت حكومة مدينة برن جملة من الشروط لمنظمي المظاهرة، من أبرزها مطالبتهم بتوجيه نداء على الفور للتظاهر بشكل سملي على المستوى الوطني، ولتعيين شخص مسؤول عن التحرك.

وأمهلت برن المنظمين إلى غاية 16 يناير للرد على هذا المقترح. وإذا ما رفض المناهضون للعولمة شروط سلطات برن، فستسحب هذه الأخيرة منهم رخصة تنظيم المظاهرة.

سويس انفو مع الوكالات

بموازاة مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري (من 26 إلى 30 يناير الجاري، يلتقي المناهضون للعولمة والباحثون عن بدائل لها في المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس في مدينة بورتو اليغري بالبرازيل (من 26 إلى 31 يناير).
يضم الوفد السويسري إلى بورتو أليغري 50 شخصا من بينهم 8 نواب برلمانيين.
سيناقش المنتدى التجارب والتحركات والأفكار البديلة للنموذج الاقتصادي المسيطر في العالم.
انعقد المنتدى الاجتماعي العالمي الرابع في عام 2004 وبصفة استثنائية في مدينة بومباي الهندية.

قرر تحالف “عين الرأي العام على دافوس” المناهض للمنتدى الاقتصادي العالمي منح “جائزة عين الرأي العام” لأسوء الشركات في المجالين الاجتماعي والبيئي. وحدد التحالف الذي يضم 10 منظمات غير حكومية من سويسرا والعالم جوائز من 4 فئات: حقوق الإنسان والعمال، والبيئة والمجال الضريبي. وستمنح أيضا “جائزة الجمهور” من خلال تصويت عبر الانترنت إلى غاية 24 يناير.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية