مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استمرار اعتقال القس الاميركي اندرو برانسون في تركيا

جندي تركي يتولى الحراسة امام المحكمة في قضية القس الاميركي اندرو برانسون شمال ازمير في 18 تموز/يوليو 2018 afp_tickers

أمرت محكمة تركية الاربعاء بتمديد احتجاز القس الاميركي اندرو برانسون المعتقل في تركيا منذ تشرين الاول/اكتوبر 2016 بتهمة القيام بانشطة “ارهابية”، رغم ضغوط السلطات الاميركية للافراج عنه.

وتتسبب قضية القس الذي كان يدير كنيسة بروتستانتية في مدينة ازمير على بحر ايجه، بتوتر في العلاقات بين انقرة وواشنطن.

وهذه ثالث مرة يتم فيها رفض الافراج عنه، اذ رفضت المحكمة في جلسات استماع في 16 نيسان/ابريل و7 أيار/مايو طلبات المحامين الافراج عنه.

وقال القاضي ان الجلسة المقبلة ستكون في 12 تشرين الاول/اكتوبر.

– “لا مؤشرات” –

صرح القائم بالاعمال الاميركي في انقرة فيليب كوسنت الذي حضر جلسة المحكمة “نشعر بخيبة امل من نتيجة جلسة اليوم”.

واضاف “لقد قرأت لائحة الاتهام وحضرت 3 جلسات ولا اعتقد ان هناك اي مؤشر الى أن القس برونسون مذنب بأي نشاط اجرامي او ارهابي”.

ويتهم برونسون بالقيام بنشاطات مؤيدة لحركة الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه انقرة بتدبير محاولة الانقلاب في 2016، ولحزب العمال الكردستاني.

ويمكن ان يصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 35 عاما في حال ادانته.

وتحظر تركيا كل من حركة غولن وحزب العمال الكردستاني باعتبارهما مجموعتين إرهابيتين.

وخلال الجلسة الاخيرة في ايار/مايو نفى برانسون بشدة انه ساعد المجموعات “الارهابية” بحسب افادة أحد الشهود.

وقال برانسون “لم ادعم حزب العمال الكردستاني مطلقا .. لم يسمع أي من الشهود مني اي كلمة دعم لحزب العمال الكردستاني”.

وصرح جيم هالافورت محامي برانسون ان القضية يتم بناؤها استنادا الى افادات الشهود، معتبرا انها “بدون ادلة ومجرد اقوال لاشخاص انهم سمعوا هذا وشاهدوا ذاك”.

وصرح للصحافيين “هذه مهزلة قضائية بالكامل”.

– تزايد المشاكل –

دعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الافراج عن برانسون، وناقش القضية في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين.

وتشهد العلاقات التركية-الأميركية توترا أصلا اثر دعم واشنطن لمجموعات كردية مقاتلة في سوريا تتهمها أنقرة بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، وكذلك لرفض الولايات المتحدة ترحيل غولن.

كما سجنت السلطات التركية موظفين تركيين يعملان في البعثات الأميركية في تركيا، اذ يتهم موظف في القنصلية الاميركية في اسطنبول بالتجسس بينما يتهم موظف اخر في القنصلية الاميركية في اضنة بدعم حزب العمال الكردستاني.

وبرانسون هو واحد من الاف الاشخاص المحتجزين بتهم مماثلة بموجب حالة الطوارئ التي اعلنها اردوغان عقب المحاولة الانقلابية للاطاحة به في 15 تموز/يوليو 2016.

ومن المقرر ان تنتهي حالة الطوارئ ليل الاربعاء الخميس، الا انه يبدو ان ليس لذلك اي تأثير على قضية برانسون.

وقال كوسنيت ان الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق الشديد على وضع برانسون “وكذلك على وضع المواطنين الاميركيين الاخرين والموظفين الاتراك في البعثة الدبلوماسية الاميركية المعتقلين بموجب حالة الطوارئ”.

واضاف ان الولايات المتحدة تحترم بشدة” التقاليد القانونية التركية “ولكننا نعتقد ان هذه القضية تخرج عن هذه التقاليد”.

– “رجل مهذب” –

في ايلول/سبتمبر، أشار اردوغان إلى أن بلاده قد تفرج عن برانسون في حال سلمت واشنطن غولن، الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا، وهو ما استبعدته الولايات المتحدة.

ورغم التوترات فان العلاقات الشخصية بين اردوغان وترامب ودية، وقالت قناة “سي بي اس” الاميركية ان الزعيمين تصافحا خلال قمة حلف شمال الاطلسي التي عقدت في بروكسل الاسبوع الماضي واشاد ترامب بنظيره التركي لانه يفعل الامور “بالطريقة الصحيحة”.

وبعد دقائق من إعلان قرار المحكمة، قالت وزارة الخارجية التركية ان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو اجرى مكالمة هاتفية بنظيره الاميركي مايك بومبيو. ولم يتم كشف فحوى المكالمة.

وفي نيسان/ابريل اعرب ترامب في تغريدة عن دعمه لبرانسون وقال انه “رجل مهذب” يحاكم “بدون سبب”.

وقال “يقولون انه جاسوس وهو امر مستحيل. آمل في ان يسمح له بالعودة الى دياره والى عائلته الجميلة حيث مكانه الطبيعي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية