مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شي جينبينغ ينضم الى عمالقة الحزب الشيوعي الصيني

الرئيس الصيني شي جينبينغ (وسط) مع الرئيسين السابقين هو جينتاو (يسار) وجيانغ زيمين في الجلسة الختامية للمؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في بكين في 24 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

انضم شي جينبينغ الثلاثاء الى نادي اقوى القادة الذين حكموا الصين في التاريخ الحديث عبر ادراج فكره الثلاثاء في ميثاق الحزب الشيوعي في خطوة رمزية تضعه بمرتبة مؤسس النظام ماو تسي تونغ.

ومما لا شك فيه ان شي البالغ من العمر 64 عاما والذي يقود الحزب منذ 2012، سيحظى الاربعاء بولاية جديدة من خمس سنوات كأمين عام للحزب، وهو اعلى منصب في البلاد.

والثلاثاء، وافق المندوبون، البالغ عددهم اكثر من 2300 شخص، والمجتمعون منذ الاسبوع الماضي في مؤتمرهم في قصر الشعب في بكين بعد وصولهم من جميع انحاء البلاد، على ان يدرج في ميثاق الحزب “فكر شي جينبينغ عن الاشتراكية بسمات صينية للعصر الجديد”.

وبات هذا المفهوم يشكل “دليل عمل” لاكبر حزب في العالم يبلغ عدد اعضائه 89 مليونا.

وقال الخبير السياسي في جامعة هونغ كونغ الصينية ويلي لام ان “هذا الامر سيمنح شي سلطة استثنائية (…) سيكون له موقع مشابه لموقع القائد العظيم الذي كان يتمتع به ماو”. واضاف انه “قد يصبح مثله: قائدا مدى الحياة طالما انه يتمتع بصحة جيدة”.

ومنذ ماو (1893-1976) لم يلق اي مسؤول تقديرا لمساهمته النظرية في عقيدة الحزب عندما كان في منصبه. وكان فكر دينغ تشياو بينغ، مهندس الاصلاحات في نهاية سبعينات القرن الماضي التي جعلت الصين ثاني قوة اقتصادية في العالم، ادرج في الميثاق عام 1997.

وكذلك الامر بالنسبة لجيانغ زيمين وهو جينتاو اللذين ادرجا في الميثاق بعد تقاعدهما.

– “ماو الجديد”؟ –

وقال الخبير في الشؤون الصينية هو شينغدو ان “التقليد في الصين يقضي بان يكون الامبراطور هو أيضا المعلم، استاذ الفكر. وتمكن شي من تحقيق ذلك في نهاية ولايته الأولى. انه امر نادر في تاريخنا”.

من جهته، قال شي جونتاو مدير تدريس التاريخ في المدرسة المركزية للحزب ردا على سؤال عما اذا كان شي هو ماو الجديد، “ليس من السهل المقارنة بينهما”.

واضاف “مع ذلك، ان من يعرفون حزب الشعب الصيني والصين ينظرون بوضوح الى الدور الذي لعبه الامين العام شي جيبينغ خلال السنوات الخمس الماضية، وهو يحظى بدعم ومحبة الحزب واحترامه الصادق، وكل الصينيين ايضا”.

وقد رسم شي جينبينغ الخطوط العريضة لـ”فكره” في الخطاب الافتتاحي لمؤتمر الحزب الشيوعي الاربعاء الماضي، في خطاب مطول استغرق اكثر من ثلاث ساعات.

وفي المرتبة الاولى، تحدث عن “النهضة الكبيرة للامة” اي اعادة تأكيد مكانة الصين كقوة مزدهرة ومحترمة بعد اكثر من قرن ونصف قرن من التقلبات والتراجعات.

ولذلك، يعد شي ببناء جيش “في المرتبة الاولى عالميا” بحلول 2050، وتحسين الضمان الاجتماعي والطبي، وبدولة قانون “اشتراكية” او ضمان “تعايش منسجم بين الانسان والطبيعة”.

لكن كل ذلك لا يمر عبر تحرر سياسي. فقد اكد ان “كل شىء يجب ان يكون بقيادة الحزب الشيوعي الصيني: منظمات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة والجيش والمجتمع المدني ايا كان المكان الذي نتواجد فيه”.

– التجديد الاربعاء –

ومن المتوقع ان يتم تأكيد تعزيز سيطرة شي على السلطة الاربعاء، اذ يفترض ان يعلن الحزب الشيوعي تجديد اللجنة الدائمة لمكتبه السياسي، الهيئة التي تضم سبعة اعضاء وتقود الصين.

ويفترض ان يبقى شي، الذي يشغل منصب رئيس الجمهورية الشعبية ايضا، ورئيس الوزراء لي كيغيانغ في هذه اللجنة. لكن الاعضاء الخمسة الآخرين سيتخلون عن مناصبهم لبلوغهم سن التقاعد غير الرسمي، اي 68 عاما.

وما زال الغموض يلف اسماء الاعضاء الذين سينتخبون رسميا خلفا لهم وكذلك اعمارهم وتوجهاتهم السياسية.

وأشار ويلي لام إلى ان تعيين مقربين من شي سيعني انه “سيمتلك السيطرة الكاملة على اللجنة الدائمة للمكتب السياسي”.

ورأى بيل بيشوب الذي يحرر النشرة الاعلامية “سينوسيسم تشاينا” ان تعديلات الاربعاء ستكون امرا شكليا بالنسبة لشي.

واضاف “مع ادراج اسمه في ميثاق الحزب، لم تعد مسألة الخلافة مطروحة عمليا، لانه طالما بقي على قيد الحياة فسيكون الرجل الذي يتخذ القرار الاخير”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية