مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انقرة ترحب بقرار الهدنة في سوريا مؤكدة استمرارها في “مكافحة الارهاب”

تظاهرة للاكراد السوريين في بلدة المعبدة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا في 24 شباط/فبراير 2018 ضد الهجوم التركي على عفرين afp_tickers

رحبت تركيا الأحد بقرار الامم المتحدة الداعي إلى هدنة انسانية في سوريا، لكنها شددت على مواصلة عملياتها العسكرية في شمال سوريا لاستهداف مقاتلين اكراد تصنفهم ارهابيين.

وتبنى مجلس الامن الدولي السبت قرارا بالاجماع يطلب “بلا تأخير” وقفا لاطلاق النار لدواع انسانية لمدة شهر في سوريا، بعد مقتل اكثر من 500 مدني بينهم حوالى 100 طفل في سبعة ايام من القصف العنيف لقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية قرب دمشق، بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتطلب النص اكثر من 15 يوما لضمان موافقة روسيا، حليفة نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وعلقت الخارجية التركية في بيان “نرحب بالقرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي ردا على تدهور الاوضاع الانسانية في مجمل انحاء سوريا، ولا سيما في الغوطة الشرقية”.

لكن الخارجية اضافت في المقابل ان تركيا “تبقى مصممة على مكافحة المنظمات الارهابية التي تهدد وحدة الاراضي والوحدة السياسية لسوريا”.

ومن دون ان يشير في شكل مباشر الى قرار مجلس الامن، اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدوره انه لن يكون هناك هدنة في العملية العسكرية التركية التي تستهدف منطقة عفرين في شمال سوريا.

وقال اردوغان في شانلي اورفا (جنوب) ان “هذا الامر سيستمر حتى القضاء على اخر ارهابي”، لافتا الى اكثر من الفي “ارهابي” قتلهم الجيش التركي خلال العملية.

وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني/يناير بدعم من مقاتلين في فصائل معارضة سورية عملية عسكرية لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين في شمال سوريا.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، امتدادا لحزب العمال الكردستاني.

وشكلت قوات سوريا الديموقراطية رأس حربة في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وازداد الوضع تعقيدا مع انتشار قوات موالية للنظام السوري في المعقل الكردي، فيما كانت وسائل الاعلام الرسمية السورية اعلنت اعتبارا من الاثنين عن اقتراب دخولها عفرين للتصدي للهجوم التركي.

وافاد مسؤول تركي رفيع تلفزيون “ان تي في” ان قرار مجلس الامن الدولي لن يكون له أي تأثير على الهجوم على عفرين.

وصرح المسؤول الذي لم يكشف اسمه “بما ان العملية التي تخوضها تركيا هي ضد الارهاب، فهذا القرار لن يكون له أي تأثير عليها”.

من جهتها اعلنت وحدات حماية الشعب في بيان عن “ترحيبنا واستعدادنا للالتزام بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي لوقف الأعمال القتالية تجاه كل الأعداء، باستثناء تنظيم داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) الإرهابي، مع الاحتفاظ بحق الرد في إطار الدفاع المشروع عن النفس في حال أي اعتداء من قبل الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه في عفرين”.

واعتبر البيان ان القرار الاممي الجديد “ينص صراحة على وقف الأعمال القتالية على كافة الأراضي السورية، بما فيها مدينة عفرين لمدة شهر”، مؤكدا “تعهد” وحدات حماية الشعب تسهيل نقل وادخال المساعدات الانسانية الى المنطقة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية