مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بدء عملية استعادة الموصل آخر معقل لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق

قافلة عسكرية عراقية تتقدم في الشورة باتجاه الموصل في 17 تشرين الاول/اكتوبر 2016 afp_tickers

احرزت القوات العراقية الاثنين تقدما من جهة الشرق خلال هجومها لاستعادة مدينة الموصل، اخر اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد.

وعبرت الامم المتحدة على الفور عن “قلقها” حيال كارثة تحيق بنحو 1,5 مليون شخص يعيشون في الموصل. وحذرت مسؤولة رفيعة في منظمة الامم المتحدة من بدء نزوح اعداد كبيرة من السكان خلال اقل من اسبوع.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسميا ليل الاحد الاثنين بدء عمليات استعادة مدينة الموصل التي يجري الاستعداد لها منذ اشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وشاهد مصور فرانس برس في منطقة تبعد 45 كيلومترا جنوب الموصل، ارتالا من الآليات تتقدم في اتجاه ثاني مدن العراق الواقعة على ضفاف نهر دجلة، ويشكل المسلمون السنة غالبية سكانها.

يذكر ان زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي اعلن من الموصل إقامة “الخلافة” في حزيران/يونيو 2014 انطلاقا من الاراضي التي كان يسيطر عليها تنظيمه في العراق وسوريا والتي استولى عليها في 2014 و2015. الا ان التنظيم خسر الكثير من الاراضي خلال السنة الماضية.

وصرح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن العملية العسكرية تشكل “لحظة حاسمة في حملتنا لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية”.

وأضاف “نحن واثقون من ان شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية وعداء الدولة الإسلامية”.

في هذا السياق، اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان ابرز وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف سيشاركون في اجتماع يعقد في 25 الجاري في باريس لبحث الهجوم على الموصل.

وعلم من اوساط وزير الدفاع الفرنسي ان جان ايف لودريان سيستقبل 12 وزيرا بينهم كارتر في اجتماع باريس.

– معركة طويلة –

وتفيد تقديرات اميركية ان عدد الجهاديين في المدينة يتراوح بين 3500 واربعة آلاف شخص وقد أمضوا اشهرا طويلة في الاستعداد لهذه المعركة.

وقال القائد الجديد للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية اللفتنانت جنرال ستيفن تاوسند ان عملية استعادة ثاني مدن العراق “ستستغرق اسابيع ومن الممكن اكثر من ذلك”.

وتابع مؤكدا ان القوات العراقية “ستنجح تماما كما فعلت في بيجي والرمادي والفلوجة وفي الاونة الاخيرة في القيارة والشرقاط”.

ويخشى السنة الذين يشكلون أقلية في العراق ذي الغالبية الشيعية، دخول قوات الحشد الشعبي التي يغلب عليها الشيعة والمدعومة من ايران الداعمة للحكومة، الى المدينة، ما يعني إمكان حصول مواجهة سنية شيعية أو اعمال انتقامية.

على خط مواز، أعلنت القيادة العامة للقوات الكردية بدء “عملية واسعة النطاق لقوات البشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي”.

واوضحت القيادة ان “اكثر من اربعة الاف من قوات البشمركة تشارك في العملية في ثلاثة محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر” التي يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية.

واكد ضباط في البشمركة استعادة السيطرة على عدد من القرى وان قوات البشمركة استقرت الان قرب بلدتي القوش وبرطلة المسيحيتين اللتين سقطتا بيد الجهاديين في اب/أغسطس 2014 .

من جهته، اكد التنظيم في بيان ان “جنود الخلافة صدوا هجوما مشتركا للجيش والبشمركة والميليشيات الرافضية وصحوات الردة فانبرى لهم عدد من جنود الخلافة وكان في مقدمهم تسعة من فرسان الشهادة”.

– توتر عراقي تركي –

اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ينشر قوات في شمال العراق رغم معارضة بغداد، انه من “غير الوارد” بالنسبة لتركيا ان تبقى خارج العملية التي اطلقتها بغداد لاستعادة مدينة الموصل، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق.

وقال اردوغان في خطاب متلفز “سنكون جزءا من العملية، سنكون متواجدين على الطاولة” مضيفا ان “اشقاءنا هناك واقرباءنا هناك، ومن غير الوارد ان نكون خارج العملية”.

في المقابل دعا الزعيم الشيعيى مقتدى الصدر الى تحويل مسار تظاهرة ضد مجلس القضاء الاعلى في بغداد الثلاثاء الى السفارة التركية احتجاجا على التواجد التركي في البلاد.

-ممرات امنة-

وحذرت الامم المتحدة من ان “الاسر معرضة للخطر الشديد من الوقوع في تبادل لاطلاق النار” أو ان تستخدم كدروع بشرية من قبل الجهاديين.

وقالت ليز غراند منسقة شؤون الانسانية في الامم المتحدة للصحافيين “توقعاتنا المبنية على معلومات اطلعنا عليها الجيش العراقي انه في حال بدأت حركة سكانية كبيرة فمن المحتمل ان يكون ذلك خلال خمسة الى ستة ايام”.

واضافت غراند ان “لسيناريو المتوقع هو ان تكون هناك موجة نزوح لنحو 200 الف شخص خلال “الاسابيع الاولى” وهو رقم قد يرتفع بشكل ملحوظ مع استمرار العملية.

من جانبها، دعت المنظمات غير الحكومية مثل “سايف ذي تشيلدرن” والمجلس النرويجي للاجئين الى تحديد “ممرات آمنة” لكي لا يبقى الناس تحت القنابل من دون طعام أو رعاية. وقالت سايف ذي تيشلدرن ان المعارك تهدد نصف مليون طفل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية