مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تقرير للامم المتحدة يقول ان التحالف العربي لم يحترم القانون الانساني الدولي

سكان ومسعفون بين الدمار في قاعة كانت تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء وتعرضت للقصف في 8 تشرين الاول/اكتوبر 2016 afp_tickers

ذكرت الامم المتحدة في تقرير أن التحالف العربي الذي قصف في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر قاعة عزاء في صنعاء نفذ “ضربة مزدوجة” ما شكل خطرا على المسعفين، في انتهاك للقانون الانساني الدولي.

وقتل 140 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 525 في القصف الجوي الذي استهدف القاعة التي كان يقام فيها عزاء لوالد وزير الداخلية الحوثي في ذلك اليوم.

وقال خبراء في تقرير ارسل الى مجلس الامن الدولي في 17 تشرين الاول/أكتوبر حصلت عليه وكالة فرانس برس الخميس انهم يواصلون التحقيق فيما اذا كانت الضربة الثانية اصابت العاملين الطبيين وهو ما يمكن ان يرقى الى جريمة حرب.

وقال التقرير أن خبراء الامم المتحدة “لم يجدوا أدلة تثبت أن قوات التحالف بقيادة السعودية اتخذت الاحتياطات اللازمة والفعالة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في الضربتين الجويتين”.

وأضاف التقرير أنه على عكس ذلك فإن هناك “أدلة تشير إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية انتهك التزاماته خلال (تنفيذه) الضربة الثانية حيال حماية الجرحى والأشخاص الذين لا علاقة لهم بالقتال”.

وكان من بين القتلى رئيس الحرس الجمهوري الحوثي ورئيس بلدية صنعاء وعضو بارز في المجلس العسكري الحوثي وقائدان وحاكم سابق.

وكان يحضر العزاء كذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح وابنه، الا انهما غادرا قبل الهجوم، بحسب التقرير.

وبحسب الخبراء فإن القصف الجوي “تزامن مع فترة كان مفترضا أن يشارك فيها أكبر عدد من الاشخاص في مراسم العزاء” وخصوصا منهم قادة سياسيون وعسكريون ومدنيون بينهم أطفال.

وأشار التقرير إلى أن القاعة كانت تضم 750 شخصا على الأقل جاؤوا لتقديم واجب العزاء لأحد أعيان المتمردين الحوثيين الذين يشن التحالف غارات تستهدفهم.

وأوضح التقرير أن “الفاصل الزمني بين الضربتين يظهر الاستخدام المتعمد لما يسمى تكتيك +الضربة المزدوجة+”، والذي من عواقبه ان الافراد الذين يستجيبون للضربة الاولى يصابون في الضربة الثانية”.

والضربة الثانية التي تم تنفيذها بعد ثلاث الى ثماني دقائق اثر الضربة الاولى “تسببت بعدد اكبر مفرط من الضحايا المدنيين مقارنة مع الضحايا العسكريين”، بحسب التقرير الذي اضاف انه كان يمكن التنبؤ بذلك قبل الهجوم.

واضاف ان الضربة الثانية “تسببت بشكل شبه مؤكد بمزيد من الخسائر الانسانية بين الجرحى والافراد الذين قدموا الاسعافات الاولية”.

وذكر الخبراء بأن القوانين الإنسانية الدولية “تحظر الهجمات ضد المعارضين خارج (ساحة) القتال، وضد الجرحى والطاقم الطبي”.

وبعد هذا الخطأ الفادح، وعد التحالف بإعادة النظر في قواعد الاشتباك في حربه ضد الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية ومناطق اخرى في هذا البلد.

وعلى خلفية ذلك، اعلنت الولايات المتحدة حليفة السعودية انها ستعيد النظر في دعمها التحالف العربي في اليمن، حيث قتل في الحرب 6885 شخصا منذ اذار/مارس 2015، قرابة نصفهم من المدنيين بحسب الامم المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية