مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم الدولة الاسلامية يهاجم مدينة كركوك في شمال العراق تزامنا مع عملية الموصل

جنود عراقيون في مدينة كركوك (شمال) في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر 2016 خلال توجههم الى الموصل من اجل استعادة السيطرة عليها afp_tickers

شن عشرات من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية هجوما الجمعة على مدينة كركوك في شمال العراق، في محاولة على ما يبدو لتحويل الانظار عن العملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من الجهاديين.

وبدأت منذ فجر اليوم الجمعة اشتباكات في مناطق متفرقة من مدينة كركوك أعقبها هجوم على محطة كهرباء قيد الانشاء في بلدة الدبس القريبة، حسبما اكدت مصادر امنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف ومراسل لوكالة فرانس برس.

وادت الهجمات الى مقتل 22 شخصا بينهم اربعة ايرانيين في محطة الكهرباء التي تقوم ببنائها شركة إيرانية. كما قتل 12 مسلحا على الاقل خلال الاشتباكات داخل مدينة كركوك.

وتأتي هذه الهجمات في اليوم الخامس من الهجوم على مدينة الموصل الواقعة على بعد اكثر من 150 كيلومترا من كركوك والتي تعتبر آخر أكبر معقل للجهاديين في العراق.

وقال نقيب في قوات الامن الكردية (الاسايش) لوكالة فرانس برس ان “مجموعة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة نفذوا هجمات متفرقة بدأت حوالى الثالثة ضد قوات الامن” في المدينة.

واوضح ان “هجوما استهدف مقر مديرية شرطة كركوك وسط المدينة، اعقبته هجمات متفرقة ضد حواجز تفتيش ودوريات للشرطة في حيي الوسطي ودوميز” في جنوب كركوك.

واضاف “تمكنت قوات الامن من قتل احد الانتحاريين داخل مقر مديرية الشرطة فيما فجر ثلاثة آخرون انفسهم بعد محاصرتهم من قوات الامن”.

وتابع ان “قوات الامن اشتبكت مع عناصر اخرين من داعش اختبأوا في احياء التسعين وحزيران ودوميز” في جنوب المدينة.

وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة كركوك لوكالة فرانس برس “حتى الآن، قتل ستة من عناصر الشرطة واصيب 12 آخرون بجروح” في كركوك.

واشار الى “مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من داعش” خلال اشتباكات في أحياء متفرقة في جنوب كركوك وشرقها.

– حظر تجول –

واعلنت قوات الامن اثر وقوع الهجمات حظر تجول في عموم مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).

وقال الضابط في شرطة كركوك ان “عناصر داعش يتحصنون داخل بناية تجارية في حيي الاسرى والمفقودين وفي منازل في احياء دوميز وواحد حزيران والتسعين” الواقعة كلها في جنوب كركوك، مشيرا الى “اشتباكات متقطعة حاليا بين القوات الامنية ومسلحي داعش” الموجودين داخل المباني.

وروى حيدر عبد الحسين (35 عاما)، وهو مدرس، لفرانس برس انه شاهد “عند الفجر عناصر داعش يقتحمون مسجد المحمدي في حي تسعين”، مشيرا الى ان المسلحين اطلقوا عبر مكبرات صوت المسجد عبارت “التكبير” و” دولة الاسلام باقية”.

وبدت شوارع المدينة خالية فيما انتشرت قوات الامن بشكل مكثف خصوصا حول المقار الحكومية والامنية، وفقا لمراسل فرانس برس.

وحضر مراسل فرانس برس جلسة استجواب لاحد الجهاديين الذين اعتقلوا في المدينة في احد مراكز الشرطة.

وقال الرجل الذي قدم على انه هاني عيدان مصطفى (22 عاما) ان “واجبه كان اقتحام مسجد دوميز والقيام بعمليات تكبير ودعوة اهالي كركوك لمباركة نصر التنظيم”.

واضاف مصطفى الذي كان يرتدي ملابس رياضية رمادية اللون وهو صاحب لحية كثيفة ووجه شاحب، ان “هجوم اليوم، هو أحد خطط خليفة المسلمين البغدادي، لتأكيد ان داعش باقي ويتمدد ولتخفيف الضغوط على جبهات الموصل”.

واشار الى ان “كل مجموعة تتولى مهاما معينة، وان بين المقاتلين نساء مكلفات بتوثيق العملية”.

وكان عناصر التنظيم هاجموا محطة للكهرباء في ناحية الدبس شمال غرب كركوك، وفجر بعض المهاجمين أنفسهم ما تسبب بمقتل 16 شخصا بينهم اربعة ايرانيين.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية عبر وكالة “أعماق” التابعة له الهجمات التي تعرضت لها كركوك و”العملية الاستشهادية” في الدبس. وقالت ان “قوات الدولة الإسلامية تهاجم مدينة كركوك من عدة محاور”، مشيرة الى انها “أحكمت السيطرة على نحو نصف مدينة كركوك”.

وكان الهجوم على كركوك مباغتا.

وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم لوكالة فرانس برس انه يشتبه بان “خلايا نائمة في تنظيم الدولة الاسلامية” نفذت الهجوم.

ويرى المحلل الامني فاضل ابو رغيف ان تنظيم “داعش يسعى لزيادة هجماته مع زيادة تقدم القوات الى مدينة الموصل”.

ويضيف “تهدف عملية داعش لاشغال القوات العراقية المتوجهة لتحرير الموصل”، مشيرا الى ان “عدم نشر مفارز امنية وعدم اتخاذ اجراءات استخباراتية هي السبب وراء وقوع الهجوم”.

وتتولى حكومة إقليم كردستان العراق إدارة محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومة المركزية والاقليم.

واحرزت القوات الحكومية العراقية والمقاتلون الاكراد الذين ينفذون عملية الموصل والمدعومين من التحالف الدولي بقيادة اميركية، تقدما منذ الاثنين في اتجاه الموصل.

وتمكنت هذه القوات من دخول بلدة برطلة المسيحية الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرق الموصل الخميس.

وقالت قيادة المقاتلين الاكراد الذين يشاركون في عملية استعادة الموصل في بيان ان “اكثر من مئة الف من البشمركة يشاركون” في العملية.

وبحسب الامم المتحدة، ادت العمليات العسكرية حتى الآن الى نزوح 5640 شخصا، لكنها تتوقع زيادة النسبة مع اقتراب المعارك من المدينة.

ويقيم في الموصل 1،5 مليون مدني، ويتحصن فيها بين 3000 الى 4500 جهادي، بحسب التقديرات. ويخشى المجتمع الدولي ان يستخدمهم التنظيم المتطرف كدروع بشرية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية