مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شي جينبينغ قد يبقى رئيسا للصين فترة غير محددة

الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين في الاول من شباط/فبراير 2018 afp_tickers

صادق الحزب الشيوعي الصيني الأحد على الغاء الحد الأقصى الذي حدده الدستور للرئاسة بولايتين، ما يفسح المجال امام شي جينبينغ الذي يترأس الصين منذ أكثر من خمس سنوات للبقاء على رأس العملاق الآسيوي قدر ما يشاء.

واقترحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شطب فقرة الدستور التي تنص على ان “الرئاسة تحدد بولايتين متعاقبتين” من خمس سنوات كما اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة. ويفترض ان ينهي شي ولايته الثانية عام 2023 بعد ان وصل الى سدة الحكم في 2013.

وقال المحلل السياسي ويلي لام من جامعة هونغ كونغ الصينية “اعتقد انه سيصبح امبراطورا مدى الحياة وماو تسي تونغ القرن ال21” في اشارة الى مؤسس النظام الشيوعي عام 1949.

وقال لام نقلا عن مصادر قريبة من السلطة في بكين “اذا كانت حالته الصحية جيدة، فانه يرغب في البقاء في السلطة 20 عاما اي حتى العام 2032 كامين عام الحزب و2033 كرئيس للبلاد”.

وسيبلغ شي الثمانين من العمر عام 2033.

كما اقترح الحزب الشيوعي الصيني ادراج “فكر شي جينبينغ” في دستور البلاد كما قالت الوكالة.

وسترفع هذه الاقتراحات الى البرلمانيين الصينيين خلال الجلسة السنوية للجمعية الوطنية الشعبية التي تبدأ اعمالها في الخامس من آذار/مارس.

وقال جان بيار كابيستان المتخصص في الشأن الصيني من جامعة هونغ كونغ ان شي من خلال سعيه البقاء في السلطة قدر ما يشاء “يحذو حذو الرئيس الروسي” فلاديمير بوتين “لكن باقل ديموقراطية”.

وبعد ان وضع منذ خمس سنوات مقربين منه في مناصب رفيعة في السلطة، يتوقع ان يحصل على منصب رئيس الجمعية الوطنية ليعهد به الى المقرب منه لي زانسو الذي اصبح العام الماضي الرجل الثالث في النظام بعد رئيس الوزراء لي كيكيانغ.

– “عودة” ماو –

واضاف “يتحقق بهذه الطريقة من ان الاصلاح الدستوري سيطبق” مشيرا الى وجود معارضة داخلية للنظام.

وخلال المؤتمر ال19 للحزب الشيوعي الصيني في تشرين الاول/اكتوبر نجح شي في ادراج “فكره حول الاشتراكية على الطريقة الصينية في العهد الجديد” في ميثاق الحزب وهو شرف خصص حتى الان لماو تسي تونغ وحده وهو حي.

وبهذه المناسبة وعد شي مواطنيه ب”عهد جديد” يبلغ ذروته العام 2050 عندما تصبح الصين بلدا مزدهرا وحديثا يحظى بالاحترام على الساحة الدولية مع بقاء الحزب الشيوعي في السلطة.

ومنذ توليه رئاسة الحزب في نهاية 2012 ركز شي السلطات حول شخصه كما لم يفعل اي مسؤول صيني من قبله منذ ربع قرن على الاقل.

واطلق حملة لمكافحة الفساد تم خلالها معاقبة اكثر من مليون مسؤول ويرى فيها البعض قبل كل شيء وسيلة للرئيس للتخلص من اي معارضة داخلية.

ووصوله الى سدة الحكم ارتبط مجددا بتمجيد شخص الرئيس خصوصا في الاعلام وتعزيز القمع الذي يطال الصحافة والمدافعين عن الديموقراطية وحقوق الانسان.

وفي تشرين الاول/اكتوبر وعد شي بالتصدي لكل ما قد “يقوض” سلطات الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي.

وقال لام “نشهد عودة عهد ماو تسي تونغ عندما كان شخص واحد صاحب القرار لمئات الملايين”. واضاف “ليس هناك سلطات مضادة. انه امر خطير لاحتمال ان يرتكب شي اخطاء لان احدا لن يجرؤ على الوقوف في وجهه”.

وخلال اجتماع السبت للمكتب السياسي للحزب رأى شي انه “لا يحق لاي منظمة او فرد ان يتجاوز الدستور او القوانين” بحسب تصريحات اوردتها وكالة انباء الصين الجديدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية