مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صدامات واحتجاجات دبلوماسية اثر مقتل صيني برصاص الشرطة في باريس

تظاهرة ضد العنف بعد مقتل صيني بيد الشرطة في باريس في 27 اذار/مارس 2017 afp_tickers

أثار مقتل رجل صيني برصاص الشرطة في باريس في ظروف غامضة صدامات في العاصمة الفرنسية في احداث استدعت توجيه بكين احتجاجات رسمية الثلاثاء الى السلطات الفرنسية.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ ان بكين احتجت رسميا لدى السلطات الفرنسية وطالبت باريس “بكشف كل ملابسات” هذه القضية “واتخاذ اجراءات فعالة لحماية الحقوق والمصالح الشرعية للمواطنين الصينيين، والتعامل مع رد فعل الصينيين الذين يعيشون في فرنسا على هذا الحادث بشكل عقلاني”.

وسارعت الخارجية الفرنسية الى الرد في بيان مؤكدة ان “امن كل الرعايا الصينيين في فرنسا يشكل أولوية للسلطات الفرنسية”، مضيفة “تم اعتماد اجراءات مشددة في الاشهر الماضية وكل التدابير تتخذ لتوفير أفضل شروط الاستقبال والامن”.

توفي الرجل البالغ 56 عاما الاحد إثر اصابته برصاص الشرطة اثناء تدخل للشرطة في منزل في الدائرة التاسعة عشرة شمال باريس.

واوضح بيان المتحدث باسم الخارجية ان “التحقيق جار” في هذه القضية.

مساء الاثنين تجمع حوالى 150 شخصا للاحتجاج أمام مركز للشرطة قرب منزل الضحية وخطوا على الارض كلمة “عنف” بالشموع.

وافادت مديرية شرطة باريس عن تعرض قوى الامن في حوالى الساعة 21,00 (19,00 ت غ) للرشق بمقذوفات وان احدى سياراتها احرقت الى جانب ثلاث سيارات خاصة أخرى فيما أصيب ثلاثة شرطيين بجروح طفيفة، مضيفة ان “35 شخصا اوقفوا” بالاجمال.

– روايتان متناقضتان –

تتناقض روايتا الشرطة وعائلة الضحية بشأن ظروف مقتله بين الدفاع المشروع عن النفس والعنف بلا مبرر.

فالمحققون أفادوا ان “احد الجيران اتصل بالشرطة للابلاغ عن رجل يتنقل في الأروقة المشتركة (في المبنى) وبيده سكين”.

وتابعوا انه عند وصول الشرطيين “إلى أسفل المبنى شاهدوا الرجل على الشرفة وهو يوجه اليهم الشتائم”، وأنهم مع وصولهم أمام الباب “شعروا بالقلق لسماعهم صراخا وبكاء أطفال في الشقة”.

أثناء التدخل اندفع الرجل “ما أن فتح الباب” واعتدى على احد الشرطيين وجرحه بسلاح ابيض، بحسب مصدر آخر في الشرطة، أضاف ان احد زملاء الشرطي اطلق النار لحمايته واصاب الرجل اصابة قاتلة.

غير ان عائلة القتيل “تنفي بالكامل الوقائع وتؤكد انه لم يجرح احدا” على ما صرح كالفان جوب محامي الأسرة لوكالة فرانس برس.

وأضاف ان “احد الجيران اتصل بالشرطة وقال انه يسمع صراخا”، لكن أقارب الضحية “نفوا حدوث أي خلاف عائلي”.

وتابع المحامي ان الرجل الذي كان مع أولاده الأربعة الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و21 عاما كان يقوم “بتقطيع السمك بمقص”، مؤكدا أنه “لم يوجه أي ضربة (…) ولم يندفع” باتجاه عناصر الشرطة الذين “أطلقوا النار بدون انذار مسبق” على منطقة الصدر.

كما أوضح أن الرجل “فرنسيته ضعيفة جدا”، وسبق ان أودع القسم النفسي في مركز الشرطة في شباط/فبراير 2012 بعد اتصال سابق من الجيران للابلاغ عن إشكال لكن “لم تسجل بشأنه سوابق نفسية بارزة”.

وتابع جوب ان المفتشية العامة في الشرطة الفرنسية ستستمع إلى إفادات العائلة التي ستدلي بافادتها بعد ظهر الثلاثاء.

كما اقترح قائد شرطة باريس ميشال كادو استقبال اعضاء من الجالية الصينية بعد الظهر لبحث المسألة.

في أيلول/سبتمبر تظاهر الالاف من اعضاء الجالية الصينية في باريس احتجاجا على الظروف الأمنية بعد مقتل خياط هاجمه شبان في ضاحية باريسية.

كما شهد العامان 2010 و2011 احتجاجات واسعة بالالاف تحت شعار “الأمن للجميع” انطلقت بعد مهاجمة حفل زواج تخللته اشتباكات بالايدي.

تعد الجالية الصينية حوالى 300 ألف شخص، وفدوا بأغلبهم في الثمانينيات بحسب عالم الاجتماع المتخصص في شؤون الصين ريشار بيراها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية