مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فصائل سورية مقاتلة تطلق هجوما واسعا لفك الحصار عن شرق حلب

مقاتلون من القوات السورية شمال خان طومان في 25 تشرين الاول/اكتوبر 2016 afp_tickers

اطلقت فصائل معارضة واسلامية الجمعة هجوما واسعا ضد قوات النظام السوري في محاولة لفك الحصار عن الاحياء الشرقية في حلب، واستهدفت بمئات القذائف الاحياء الغربية للمدينة، ما تسبب بمقتل 15 مدنيا على الاقل واصابة العشرات بجروح.

وقال ابو يوسف المهاجر، القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم حركة احرار الشام الاسلامية، ابرز الفصائل المشاركة في الهجوم لوكالة فرانس برس “تعلن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب بدء معركة فك الحصار عن حلب التي ستنهي احتلال النظام للاحياء الغربية، وتفك الحصار عن اهلنا المحاصرين” في الاحياء الشرقية.

ويضم جيش الفتح، جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة احرار الشام الاسلامية، فيما تنضوي فصائل معارضة واخرى اسلامية في غرفة عمليات فتح حلب، بينها حركة نور الدين الزنكي وجيش الاسلام وجيش المجاهدين.

واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان “مئات القذائف الصاروخية” التي اطلقتها الفصائل المهاجمة منذ الصباح على الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما تسبب “بمقتل 15 مدنيا على الاقل بينهم طفلان واصابة اكثر من مئة اخرين بجروح”.

وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة اشهر احياء حلب الشرقية حيث يقيم اكثر من 250 الف شخص في ظل ظروف انسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من ادخال اي مساعدات اغاثية او غذائية الى القسم الشرقي منذ شهر تموز/يوليو الماضي.

وشدد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف في تصريح لوكالة فرانس برس عبر الهاتف على ان “كسر الحصار آت ومحقق لا محالة” مضيفا “سنحمي المدنيين والمدارس والمشافي من اعتداءات الروس وسنوصل الغذاء والدواء الى اهلنا” في شرق حلب.

– “تكبير المساجد” –

وتزامن القصف المركز على الاحياء الغربية الجمعة مع هجوم ميداني على الاطراف الغربية للمدينة، تخلله تفجير الفصائل ثلاث عربات مفخخة استهدفت نقاطا امنية لقوات النظام في ضاحية الاسد، بحسب المرصد السوري.

وتدور منذ ساعات معارك عنيفة بين الطرفين وفق المرصد، تمتد على مسافة نحو 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء في أطراف حلب الغربية، مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى اطراف حلب الجنوبية. وافاد المرصد باحراز الفصائل تقدما في نقاط عدة.

لكن التلفزيون السوري الرسمي نقل في شريط عاجل ان “المجموعات الارهابية لم تسجل اي تقدم على اي محور”. واورد ان “الجيش يتصدى لمحاولة الاهابيين الهجوم من محاور عدة على مدينة حلب عبر المفخخات ويكبدهم خسائر كبيرة”.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان الجيش السوري احبط “هجوما كبيرا” على الكلية الجوية في ريف حلب الشرقي، كما شن غارات على “تجمعات” لجيش الفتح في ريفي حلب الغربي والجنوبي.

وفي الاحياء الشرقية المحاصرة، افاد مراسل لفرانس برس أن دوي اصوات القصف والاشتباكات تردد بقوة في انحاء المدينة. واشار الى اشتباكات تجري داخل المدينة اثر مهاجمة الفصائل مواقع لقوات النظام، في محاولة لتشتيت قواها على اكثر من جبهة.

واطلقت التكبيرات من المساجد في وقت خرج السكان الى الشوارع ابتهاجا بعد صلاة الجمعة، وعمد بعضهم الى احراق اطارات السيارات لحجب رؤية الطيران ومنعه من استهداف الفصائل لكنها اخمدت بعدما بدأ تساقط المطر بغزارة.

ونقل مراسل لفرانس برس على اطراف حلب عن مقاتل يشارك في الهجوم على الاحياء الغربية قوله بعد تساقط المطر بغزارة فرض “الطقس حظرا ربانيا لمواجهة طيران النظام والروس”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية