مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوريا الشمالية تطلق صاروخا من غواصة على مقربة من اليابان

تجربة اطلاق صاروخ بالستي من غواصة تحت الماء في كوريا الشمالية 23 ابريل 2016 afp_tickers

أجرت كوريا الشمالية الاربعاء تجربة اطلاق صاروخ من غواصة عبر 500 كيلومتر باتجاه اليابان في تطور وصفه خبراء الاسلحة بالخطوة الواضحة نحو تحقيق طموحات بيونغ يانغ بتسديد ضربة نووية.

والمسافة التي عبرها الصاروخ ورصدتها هيئة الاركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي، تتجاوز بشكل كبير اي تجارب سابقة لصواريخ مماثلة، مما يؤشر الى تقدم تكنولوجي كبير.

ولم تتعد المسافات السابقة التي عبرتها الصواريخ 30 كلم، واقر بيان هيئة الاركان المشتركة بان تجربة الاربعاء تظهر تحسنا ملحوظا.

والنجاح المثبت لنظام صواريخ بالستية تطلق من غواصات يمكن ان يحمل التهديد النووي الكوري الشمالي الى مستوى جديد، يمنح كوريا الشمالية القدرة على ضرب اهداف خارج شبه الجزيرة الكورية وتسديد “ضربة ثانية” للرد في حال الهجوم على قواعدها العسكرية.

وقال جيفري لويس مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد ميدلبيري للدراسات الدولية في كاليفورنيا انه “فيما لا تزال هناك العديد من التساؤلات حول التفاصيل، الا ان هذا الاختبار بالتأكيد نجح على ما يبدو”.

وقال لويس لوكالة فرانس برس “هذا النظام لا يزال قيد التطوير، لكن واضح ان كوريا الشمالية تحرز تقدما”.

وتمنع قرارات الامم المتحدة الحالية كوريا الشمالية من استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية لكن بيونغ يانغ واصلت القيام بالعديد من عمليات الاطلاق في اعقاب تجربتها النووية الرابعة في كانون الثاني/يناير الماضي.

وردت كوريا الجنوبية بالموافقة على نشر نظام “ثاد” الاميركي المتطور المضاد للصواريخ، في خطوة اساءت بشكل خطير الى العلاقات مع الصين، الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية.

– خطوة مضادة فعالة –

وقال لويس ان نظام الصواريخ البالستية التي تطلق من غواصات، يعد “اجراء مضادا فعالا” لنظام ثاد، ولانظمة صاروخية اخرى مزودة برادارات امامية حيث ان الغواصات بامكانها ان تطلق الصاروخ من خلف الرادار.

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان اطلاق الصاروخ الاربعاء يخترق منطقة الدفاع الجوي لليابان ودان ما وصفه على انه “عمل متهور لا يمكن التهاون معه” وبأنه تهديد خطير لامن اليابان.

وفي وقت سابق هذا الشهر اطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا من اليابسة مباشرة نحو المياه التي تسيطر عليها اليابان للمرة الاولى، مما اثار ردا غاضبا من طوكيو.

وتأتي التجربة الاخيرة بعد ايام على تهديد كوريا الشمالية بشن ضربة نووية وقائية ضد القوات الكورية الجنوبية والاميركية التي بدأت مناوراتها العسكرية السنوية “اولشي فريدوم” الاثنين.

وتصر سيول وواشنطن على ان المناورات المشتركة كتلك دفاعية محض في طبيعتها، لكن بيونغ يانغ تعتبرها استفزازا متعمدا.

وجاء في بيان هيئة الاركان المشتركة ان الشمال عازم بشكل واضح على تصعيد التوترات وان اختبار اطلاق الصاروخ البالستي من غواصة يمثل “تحديا خطيرا” للامن في شبه الجزيرة الكورية وانتهاكا خطيرا لقرارات الامم المتحدة.

وقال البيان “سنتعامل بشدة وبحزم مع اي استفزاز من قبل الشمال”.

كما دانت واشنطن التجربة الصاروخية وحذرت بيونغ يانغ من اي استفزازات اخرى.

وقال المتحدث باسم البنتاغون غاري روس “التزامنا بالدفاع عن حلفائنا ومنهم جمهورية كوريا واليابان في وجه تلك التهديدات ثابت”.

كذلك صدر انتقاد على لسان وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي يجري مباحثات مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني في طوكيو.

وقال وانغ للصحافيين ان “الصين تعارض عملية التطوير النووي والصاروخي لكوريا الشمالية واي خطوات تثير التوتر في شبه الجزيرة الكورية”.

– سيناريو غزو –

ومناورات “اولشي فريدوم” تحاكي سيناريو غزو كامل من قبل الشمال النووي. وتعتمد المناورات بشكل كبير على محاكاة الكمبيوتر اضافة الى مشاركة نحو 50 الف جندي كوري جنوبي و25 الف اميركي.

ودائما ما تثير تلك المناورات التوترات، فيما تتزامن هذا العام مع علاقات متأزمة بشكل خاص عبر الحدود في اعقاب انشقاق شخصيات مهمة.

والاسبوع الماضي فر نائب السفير الكوري الشمالي لدى بريطانيا، ثاي يونغ-هو، الى الجنوب في خطوة نادرة تمثل نكسة دبلوماسية لبيونغ يانغ ونصر دعائي لسيول.

وفي تعليقات تهدف بوضوح لاثارة غضب بيونغ يانغ، قالت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غوين-هيي ان مثل تلك الانشقاقات تشير الى “تصدعات خطيرة” في نظام الرئيس كيم جونغ-اون.

واجرت كوريا الشمالية سلسلة من اختبارات الصواريخ البالستية من غواصات، كان احدثها في نيسان/ابريل وتموز/يوليو بدرجات متفاوتة من النجاح.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الشمال ربما يكون قادرا على نشر نظام صاروخي بالستي يطلق من غواصات يمكن تشغيله في غضون ثلاث الى اربع سنوات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية