مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو تدين “استفزازا متعمدا” بعد اسقاط الاتراك المقاتلة الروسية

تظاهرة منددة بتركيا امام سفارة انقرة في موسكو الثلاثاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 afp_tickers

اتهمت روسيا الاربعاء تركيا بممارسة “استفزاز متعمد” وذلك غداة اسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية حربية على الحدود السورية مستبعدة في الان نفسه، مثل تركيا، اي تصعيد عسكري في المنطقة.

وقال زير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي “لدينا شكوك جدية حول ما اذا كان هذا عملا عفويا، انه اقرب ما يكون الى استفزاز متعمد”.

بيد انه اضاف ان روسيا لن “تعلن الحرب على تركيا، العلاقات مع الشعب التركي لم تتغير”.

ونشر الجيش التركي ما قدمه على انه تسجيلات لتحذيرات وجهت الى قائد الطائرة الروسية قبل اسقاطها.

وجاء في احد هذه التسجيلات باللغة الانكليزية تسجيل تكرر للعبارات التالية “هنا سلاح الجو التركي. انتم تقتربون من المجال الجوي التركي. اتجهوا جنوبا فورا”.

لكن قنوات التلفزيون الروسي نقلت عمن قالت انه الطيار الذي نجا من حادث الثلاثاء تاكيده انه لم يتلق “اي تحذير” ولا “اي اتصال” من الجيش التركي الذي كان قال انه اصدر عشر تحذيرات في غضون خمس دقائق.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية جون كيري تحادث الاربعاء هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لدعوة الطرفين الى الهدوء.

وقالت الخارجية الاميركية في بيان “ان الوزير عبر عن تعازيه لخسارة روح بشرية في حادث امس مع تركيا”.

واضاف البيان ان كيري “دعا الى الهدوء والحوار بين المسؤولين الاتراك والروس في الايام المقبلة. كما شدد على ضرورة ان يمنع كل جانب بان يؤدي هذا الحادث الى تصعيد التوتر بين البلدين او في سوريا”.

وفي انقرة سعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى تهدئة التوتر مؤكدا انه “ليس لدينا على الاطلاق اية نية في التسبب بتصعيد بعد هذه القضية”.

كما اكد رئيس الوزراء احمد داود اوغلو امام نواب حزبه، العدالة والتنمية، ان بلاده “صديقة وجارة” لروسيا، موضحا “ليست لدينا اي نية في تهديد علاقاتنا مع الاتحاد الروسي” مشددا على بقاء “قنوات الحوار” مع روسيا مفتوحة.

وقالت تركيا ان اثنتين من طائراتها من طراز اف-16 اسقطتا مقاتلة سوخوي سو-24 بعد انذارها 10 مرات بمغادرة المجال الجوي التركي.

لكن موسكو تؤكد من جانبها ان الطائرة كانت داخل المجال الجوي السوري.

وهذا الحادث الذي ادى الى مقتل طيار روسي، هو الاخطر بين موسكو وانقرة منذ بدء روسيا غاراتها الجوية في سوريا قبل شهرين.

– اتصالات دبلوماسية –

وبهدف تهدئة التوتر اتفق لافروف ونظيره التركي مولود جاوش اوغلو “على ان يلتقيا في الايام القادمة”، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بلغيث.

وكشف لافروف انه اثناء اتصال هاتفي مطول سعى الوزير التركي “الى تبرير قرارات سلاح الجو” ببلاده مؤكدا ان الطائرة الروسية “حلقت لمدة 17 ثانية في المجال الجوي التركي”.

لكنه شدد “ان هذا الهجوم غير مقبول على الاطلاق” مضيفا ان موسكو “ستعيد جديا تقييم” العلاقات بين البلدين.

لكن البلدين على خلاف منذ فترة طويلة بشأن الازمة السورية. فقد اشترطت تركيا رحيل الرئيس السوري بشار الاسد لاي حل سياسي للنزاع الذي اسفر عن مقتل 250 الف شخص في اربعة اعوام ونصف.

في المقابل تدعم روسيا والى جانبها ايران الرئيس السوري بشكل كامل.

وندد اردوغان مجددا بالتدخل العسكري الروسي في سوريا الاربعاء معتبرا ان موسكو لا تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية.

كما يهدد الحادث بنسف الجهود التي تقودها فرنسا لضم روسيا الى التحالف لمكافحة الجهاديين في اعقاب اعتداءات باريس.

وبهذا الشان قال لافروف ان روسيا تدعم مقترح الرئيس الفرنسي بغلق الحدود السورية التركية بهدف “وقف تدفق المقاتلين” الجهاديين.

– رشق السفارة بالحجارة –

واتفق اردوغان مع نظيره الاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي على “اهمية نزع فتيل التوتر والعمل على تفادي حوادث جديدة مشابهة” بحسب الرئاسية التركية.

لكن بحسب الصحافة التركية نقلا عن مصادر عسكرية، فان الجيش التركي عزز دورياته على الحدود مع سوريا منذ حادث الثلاثاء : وتم تكليف طائرات اف-18 بذلك.

وفي الشارع انعكست الازمة في تظاهرة امام السفارة التركية في موسكو حيث تجمع مئات المحتجين ورشقوا المبنى بالحجارة.

ولا يخفي القادة الروس غضبهم.

وبعد ان ندد الرئيس الروسي فلادمير بوتين الثلاثاء بما وصفه ب “الطعنة في الظهر من المتواطئين مع الارهابيين”، دعا مواطنيه الى عدم السفر الى تركيا بسبب “مخاطر ارهابية” فيها.

واخذ رئيس الوزراء دميتري ميدفيدف على انقرة “افعالها العبثية والاجرامية” واتهم تركيا ب”حماية عناصر تنظيم الدولة الاسلامية” مؤكدا “المصلحة المالية المباشرة لبعض المسؤولين الاتراك” في بيع الخام الذي ينتج في مناطق يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

ودعت وسائل الاعلام الروسية برغم الغضب على موقف تركيا، السلطات العامة الى الحذر ازاء تصعيد عسكري والمخاطر على الاقتصاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية